اللكمات كلمات

صوت المدينة - علي الرويعي


يحكى أن أحد الجنود أحب أن يتلاعب بأحد المساجين حيث كانا أثنان يقبعان في أحد السجون المظلمة فدخل عليهم وقال: قد حكمنا عليكم بالغاز السام إلى حد الموت وحال خروجي سوف نقوم بأحكام الغرفة وبث الغاز في أرجائها وأمامكم ٤ إلى ٥ ساعات لتحيون بها ومن ثم الموت وهمّ بالخروج ضاحكا متهكماً بعد مرور يومين دخلوا على المسجونين وإذا بهم قد لقوا حتفهم وبعد إجراء الفحوصات اتضح بأن السجينين قد ماتا بأعراض الغاز وعلى وجوههم آثار الأختناق ، بالعلم أنه لم يوجد غاز سام بالغرفة بتاتاً والجندي قد قالها كاذباً ، إن العقل الباطن يأخذ بالكلام وكأنه من المسلّمات ومع مرور الزمن وتكرارها تمخر في العقل الباطن فيقوم إعمال العقل بتهيئة جميع الظروف التي تلائم الموقف فخذ مثلاً الطفل الذي دائماً ينعته والديه بالغبي فإن العقل يأخذ هذه الكلمة على محمل الجد ومع مرور الزمن يقوم العقل بالتوقف عن التفكير ويلبس عباءة الغباء قولا وعملا وعلى العكس تماما عندما تكون الكلمات الإيجابية حتى وإن لم تكن الصفة موجودة فإن العقل سوف يحاكي وقع الكلمة ومن ثم يتلبّسها ويأخذ بها كما هي ،
حتى إن بدا لك من الحزن صفاقته بشكل مبهم فإن ابتسامك في عز حزنك يترجم للعقل الباطن تلقائياً بأنك سعيد فيأخذ عقلك بهذا ، إن للكلمات تأثيرها كما للفعل تأثيره.

ومضة:
‎إن الجسد يتكيف بما يمليه العقل وإن بعض الكلمات كاللكمات لها بالغ الأثر في تجسيد الخيال واقعاً ونسج الإيحاءات النفسية لحركات الجسم بما يهيئ الظروف والمكان للتصديق بما أنت قانعً به فإن خير فهو خير وإن شر فهو شر