على أسوار سرير
صوت المدينة - بشرى الخلف
قصة عجيبة بعض الشيء في فحواها؛
تلك القصة التي تحكي عن شاب دخل بغيبوبة لعدةِ سنوات,
ولم يتوقع شخصاً أنه سينجو منها !
هذا هو مارتن ديستوريس, الذي كان يقول:
خلال السنوات الماضية كنتُ كالشبح, كان بإمكاني رؤية وسماع كل شيء؛
كنت موجوداً بالفعل؛
ولكنني غير مرئيّ !
ولد في جنوب أفريقيا, عام:
1975, وعندما كان في الثانيةِ عشر من عمره أصيب بمرضٍ غير معروف, وبعدها ببضعةِ أيام فقط كان منهكاً للغاية,
فسقط بعدها بغيبوبةٍ تامة, غير أنه نجا من فترةٍ طويلة من مرض
الالتهاب السحائي السُليّ في الدماغ, ولم يستطيع للأسف أحد من الأطباء تشخيص حالته بشكلٍ صحيح, أو حتى واضح لأهله !
فقرر حينها الأطباء أن يُخبروا أهله؛
أنه حتى لو فاق من مرضه, ومن الغيبوبة؛
فإنه سيصبح متأخراً ذهنياً !
بقي مارتن حقيقة مدة طويلة أكثر مما توقع الأطباء,
وعلى مدارِ عقد كامل من الزمن أي ما يوافق:
10 سنوات, غارقاً بالغيبوبة؛
ولكنه في منزلِ والديه !
كان يتخيلان أنه لم يكن على وعيٍّ تام بما يدور حوله؛
ولكن المفاجئة أنه كان على إدراك واتصال بكل ما يدور حوله,
كان يقول:
كنت كالتائه في الأرض, ولم يستطيع أحد إنقاذي,
كنت كأني محاصراً في جزيرةٍ صحراوية, وكان الصديق الوحيد لي آنذاك أفكاري الباهتة التي قضت على كل أمل !
كنت أدرك لكل ما يدور حولي؛
ولكن دون استطاعتي أن أشارك بأي شيء !
وأتى يوم وهو يسمع والدته تقول:
يكون من الأفضل أن تموت يا مارتن !
أصابه اليأس حينها؛
ولكن بعد ذلك تفهم الأمر بالكامل.
أما والدته اعتقدت أنها قالت ذلك؛
لأنها أماً غير صالحة؛
ولكن الوحيد الذي كان يؤمن باحتمالية شفاء مارتن هو:
والده, فكان يقول مارتن:
أنه يأتيني يومياً؛
حتى يُنظفني, ويدلك لي قدمي, وكنت أصرخ في داخلي وأقول له:
أبي .. أنا هُنا؛
ولكنه بالطبع لا يستطيع سماعي !
وبعدها سمعتُ أبي يقول:
كل شيء سيبدو بخير يا صغيري !
حينها طلبتُ من الله أن يسمع أبي أنفاسي المختنقة, ونظرتُ إلى أعلى؛
ولكن بيأسٍ بالغ, دعوت أن أصبح مرئياً أو محسوساً بأي شكل !
بعدها أتت تلكَ المفاجئة التي لم يتوقعها حتى الأطباء, بدأ مارتن بالاستيقاظ تدريجياً !
وبعد فترةٍ بسيطة استطاع أن يتحدث لأهله عن طريقِ الحاسوب,
وتمكن من الانتهاء من دراسته الجامعية,
وبعدها عمل كمصمم في أحدِ شركاتِ الانترنت.
وفي عام 2011 م, أصدر كتاباً بعنوان:
جرسُ الغواصة والفراشات, الذي يحكي به عن قصةِ حياته,
ومن ثم تزوج, ويعيش حياة سعيدة في المملكةِ المتحدة.
نهايةً ما قاله مارتن:
أنه سعيد بمعرفةِ من يكون, وأن الحياة تتغير بسرعةٍ فائقة,
المهم بها: أن تقدر ما هو بين يديكَ اليوم !
من يقرأ تلكَ القصة العجيبة فعلاً يتعلم منها عدةِ أمور حقيقة.
بدايةً:
كل شخص يوجد أحد من عائلته أو أصدقائه بغيبوبةٍ تامة, ويرقد في المستشفى مهم أن يكن هو قوي؛
ليتقوى المريض الراقد على أخشبةِ السرير, هم يسمعون كلمات
اليأس, أو التفاؤل,
يشعرون بمعاني الحب أو الكره,
يسمعوننا حينما نُتمتم آيات على رؤوسهم, قد تزرع بأفئدتهم قوة وسعادة بالغة !
نتعلمُ من هذه القصة أن لا شيء بعيد عن الله,
سنُشفى, ونُرزق,
سنُحب, ونصل ,
سنقوى, ونتعلم !
إلى متى واليأس سيسكن أيامنا وقلوبنا ؟
إلى متى سنضعف ونستسلم ؟
إلى متى سنبكي على أنفسنا ؟
أفيقوا قليلاً وانهضوا, واشعروا بجمالِ الحياة.
أتوقع؛ بل أثق أن قصة مارتن هي مثال لكل شخص يسكن قلبه اليأس,
وكل شخص يتوقع أن مريض الغيبوبة لا يسمع ولا يشعر بشيء !
ومضة:
دعونا نفيق من كل دائرة خطأ بحياتنا؛
ثم اجعلوا دائرة الأمل تسكن أفئدتنا.
قصة عجيبة بعض الشيء في فحواها؛
تلك القصة التي تحكي عن شاب دخل بغيبوبة لعدةِ سنوات,
ولم يتوقع شخصاً أنه سينجو منها !
هذا هو مارتن ديستوريس, الذي كان يقول:
خلال السنوات الماضية كنتُ كالشبح, كان بإمكاني رؤية وسماع كل شيء؛
كنت موجوداً بالفعل؛
ولكنني غير مرئيّ !
ولد في جنوب أفريقيا, عام:
1975, وعندما كان في الثانيةِ عشر من عمره أصيب بمرضٍ غير معروف, وبعدها ببضعةِ أيام فقط كان منهكاً للغاية,
فسقط بعدها بغيبوبةٍ تامة, غير أنه نجا من فترةٍ طويلة من مرض
الالتهاب السحائي السُليّ في الدماغ, ولم يستطيع للأسف أحد من الأطباء تشخيص حالته بشكلٍ صحيح, أو حتى واضح لأهله !
فقرر حينها الأطباء أن يُخبروا أهله؛
أنه حتى لو فاق من مرضه, ومن الغيبوبة؛
فإنه سيصبح متأخراً ذهنياً !
بقي مارتن حقيقة مدة طويلة أكثر مما توقع الأطباء,
وعلى مدارِ عقد كامل من الزمن أي ما يوافق:
10 سنوات, غارقاً بالغيبوبة؛
ولكنه في منزلِ والديه !
كان يتخيلان أنه لم يكن على وعيٍّ تام بما يدور حوله؛
ولكن المفاجئة أنه كان على إدراك واتصال بكل ما يدور حوله,
كان يقول:
كنت كالتائه في الأرض, ولم يستطيع أحد إنقاذي,
كنت كأني محاصراً في جزيرةٍ صحراوية, وكان الصديق الوحيد لي آنذاك أفكاري الباهتة التي قضت على كل أمل !
كنت أدرك لكل ما يدور حولي؛
ولكن دون استطاعتي أن أشارك بأي شيء !
وأتى يوم وهو يسمع والدته تقول:
يكون من الأفضل أن تموت يا مارتن !
أصابه اليأس حينها؛
ولكن بعد ذلك تفهم الأمر بالكامل.
أما والدته اعتقدت أنها قالت ذلك؛
لأنها أماً غير صالحة؛
ولكن الوحيد الذي كان يؤمن باحتمالية شفاء مارتن هو:
والده, فكان يقول مارتن:
أنه يأتيني يومياً؛
حتى يُنظفني, ويدلك لي قدمي, وكنت أصرخ في داخلي وأقول له:
أبي .. أنا هُنا؛
ولكنه بالطبع لا يستطيع سماعي !
وبعدها سمعتُ أبي يقول:
كل شيء سيبدو بخير يا صغيري !
حينها طلبتُ من الله أن يسمع أبي أنفاسي المختنقة, ونظرتُ إلى أعلى؛
ولكن بيأسٍ بالغ, دعوت أن أصبح مرئياً أو محسوساً بأي شكل !
بعدها أتت تلكَ المفاجئة التي لم يتوقعها حتى الأطباء, بدأ مارتن بالاستيقاظ تدريجياً !
وبعد فترةٍ بسيطة استطاع أن يتحدث لأهله عن طريقِ الحاسوب,
وتمكن من الانتهاء من دراسته الجامعية,
وبعدها عمل كمصمم في أحدِ شركاتِ الانترنت.
وفي عام 2011 م, أصدر كتاباً بعنوان:
جرسُ الغواصة والفراشات, الذي يحكي به عن قصةِ حياته,
ومن ثم تزوج, ويعيش حياة سعيدة في المملكةِ المتحدة.
نهايةً ما قاله مارتن:
أنه سعيد بمعرفةِ من يكون, وأن الحياة تتغير بسرعةٍ فائقة,
المهم بها: أن تقدر ما هو بين يديكَ اليوم !
من يقرأ تلكَ القصة العجيبة فعلاً يتعلم منها عدةِ أمور حقيقة.
بدايةً:
كل شخص يوجد أحد من عائلته أو أصدقائه بغيبوبةٍ تامة, ويرقد في المستشفى مهم أن يكن هو قوي؛
ليتقوى المريض الراقد على أخشبةِ السرير, هم يسمعون كلمات
اليأس, أو التفاؤل,
يشعرون بمعاني الحب أو الكره,
يسمعوننا حينما نُتمتم آيات على رؤوسهم, قد تزرع بأفئدتهم قوة وسعادة بالغة !
نتعلمُ من هذه القصة أن لا شيء بعيد عن الله,
سنُشفى, ونُرزق,
سنُحب, ونصل ,
سنقوى, ونتعلم !
إلى متى واليأس سيسكن أيامنا وقلوبنا ؟
إلى متى سنضعف ونستسلم ؟
إلى متى سنبكي على أنفسنا ؟
أفيقوا قليلاً وانهضوا, واشعروا بجمالِ الحياة.
أتوقع؛ بل أثق أن قصة مارتن هي مثال لكل شخص يسكن قلبه اليأس,
وكل شخص يتوقع أن مريض الغيبوبة لا يسمع ولا يشعر بشيء !
ومضة:
دعونا نفيق من كل دائرة خطأ بحياتنا؛
ثم اجعلوا دائرة الأمل تسكن أفئدتنا.
هذه القصة كما سطر قلمكم المفعم بالتفائل أن الإنسان لا ييأس، وأولى الخلق* * بالتفائل هم المؤمنون؛ فهم يرجون خالقهم، ويثقون به، ويحنون الظن به حتى الرمق الأخير
أضفت الكثير بهذه القصة، وخاتمتها المليئة بالتفائل، فهو نفس الروح