( ورحمتي وسعت كل شي )
تتخاطف الانظار حول العالم و ما يدور في البلاد و نرى من فقد بيته أو وطنه أو أمنه أو ابنه , و سرعان ما تتسابق النفوس ببذل الغالي و النفيس من دعوات و تبرعات يختص بها من ضعف حاله و فقد قوته , و غيرها من الأمور التي تدل على فطرة الله البشرية لخلقه , يتعاطف الناس و يتراحمون بين بعضهم البعض حتى و إن لم يعرفوا من هم هؤلاء الذين يتعاطفون معهم و بغض النظر عن ديانتهم و مذهبهم و هي ليس بغريب فالإنسان يعطف على غيره من المخلوقات سواء حيوان خارت قواه أو نبته تحتاج من يرويها , هذه الرحمة التي فطرنا بها الله عز وجل و التي خلقت يوم خلق السموات و الأرض ما هي إلا رحمة واحدة من مائة رحمة خلقت فأنزلت طبقة واحده في الأرض بين خلقه عامه من إنس و جن و غيرهم يتراحمون بها إلى يوم الدين , و أمسكت تسعة و تسعين رحمة بيده يوم القيامة عند حساب عباده ليرحمهم بها , فكم من منظر شفقة بين الوحوش و البهم حتى تجد من ترضع من ليس بوليدها رحمة بين الأنعام , و نجد من تقاتل من أجل صغارها و بني جنسها من هو اشد فتكاً بها حتى و إن هلكت , و قد ربط الله الرحمة بعبادته حتى غفر لبغي أستسقت كلباً , فينظر سبحانه لما في القلوب فهاهو المنظر لبغي تسقي نجساً فنظر الله إلى شفقة المرأة للكلب فغفر لها , رحمة واحدة فقط نستشهد بها كل مواطن الشفقة بين الخلق منذ بدءه حتى نقف بين يدي خالقها يوم القيامة و تنزل عندها باقي المائة , فمهما بلغ عظم المحن و الأحزان على من نفقدهم , و تتكسر أفئدتنا على رحيلهم من بيننا و نحن من عهدنا رؤيتهم و سيرتهم بيننا يتوارى إلى عقولنا كيف نواري أجسادهم التراب في ضيق القبر و كيف نعفر وجوه من أحببنا و نتركهم وحدهم في حفرة لا نور فيها و لا هواء , كيف تتباعد عنهم خطوات الأهل و الأحباب و الأصحاب , كيف نترك و لا نحزن على عبد ضعيف و هو يحاسب تحت الأرض في هذا الموضع من العزيز الجبار و هو العبد الذي كان لا يستطيع مواجهة خصماً و نداً مناظر له أو أقل في ضعفه و حيلته على الأرض , عبد انقطعت به الأسباب و أصبح بين يدي خالقه يحاسب على الصغيرة قبل الكبيرة و لا يخفي كتابه شيئاً , أسباب تجعل أهل الفقيد تضيق بهم الدنيا بما فيها و تظلم الأرجاء من حولهم حتى في وضح النهار ,
حتى نسمع قول الحق يقول (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) و يقول عزوجل : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) , تأنس بعدها النفس و تحل كل ضائقة أصابتها و يعود النور إلى الحياة و تشرق أملاً و تكون بعد العسر يسراً , فما من رجل إلا أكرم ضيفه و أحسن نزله و تحمل ما لا تطيق يده حتى لو حد أهله و ولده لذلك الضيف العابر , فهل لا يكرم ربي ضيفه و هو أكرم الأكرمين , و كيف لا يرحمه و هو أرحم الراحمين , كيف نحزن و تضيق نفوسنا و هو من يغفر لمن يشاء بلا حساب و لا يضره شيء في الأرض و لا في السماء , كان ضيف بيننا و الآن هو بين يدي من خلق الرحمة و أوجد واحدة فقط بيننا و بجزء منها تباكينا على موتانا و سالت دموعنا حتى بُليت العين و جف الدمع و ضعفت النفس و كسرت قوانا , فمن كان بين يدي ذا الجود و الكرم و من لا يضام أحد عنده لا نحزن عليه و لا تضيق صدورنا لما آل إليه , فقط نرجو له أن يرزق الرحمة و المغفرة و أن ينظر إليه ربه نظرة رضا و رحمة لما صار إليه من ضعف و هو بين يديه .
إن الإنسان إذا أحسن لأحدهم بصنيعة أو معروف أو كسرة طعام أستحى منه و أصبح يلبي بما يستطيع لكي يرد هذا العمل لصاحبه حتى ان كسر كل القواعد و القوانين لأجل ما قدمه له من عمل طيب , فمالنا لا نحسن عبادتنا إلى الله و هو من اعطانا بلا حساب و عقاب و أدر علينا بركاته و نعمه و فضله علينا و صرنا إلى ما نحن عليه من خير , فننظر حولنا و نرى حال عيشنا و أجسادنا و صحتنا و أهلنا و كل أمورنا و قد يسرها الله لنا و رزقنا إياها , و مهما عبدناه و أحسن في عبادته ما أوفيناه حقه علينا و لو لأقل النعم التي رزقنا بها .
و مع ذلك .. نتهاتف بيننا في حديث الميت إذا حضرناه ماذا قدم من عمل لربه في حياته , و كيف أحسن عبادته و ورعه و أنفق من ما رزقه الله بسخاء , و ننسى حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و هو يخاطب أصحابه (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِه) قَالُوا ( وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟) قَالَ (وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْهُ برحمة وِفَضْلٍ " . وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ , فهذا خير خلق الله و لمن لم يعص ربه قط و قد وضع يده على رأسه , فيكف حال باقي العباد , نجتهد في عبادة خالقنا و ربنا و ندعوه أن نكون من الذين يدخلون الجنة برحمته فمهما كبرت و تثاقلت أعمالنا فهي ليست نداً لما رزقنا و أكرمنا به الله عز وجل , فلا تُأخذنا يا ربي بما قدمناه فلو عبدناك من بدء خلقنا إلى مماتنا ما أعطيناك شيء من حقك و لا أدخلتنا الجنة إلى برحمة و مغفرة من فضلك و كرمك علينا ..
يا من هو أرحم و أكرم و احن و أعطف على العباد منا , يا قادر على أن تغفر لمن تشاء بلا حساب و لا يضرك شيء , يا صاحب الجود و الكرم و العطاء بلا جزية , يا من يستحي من حساب عباده و بيده ملكوت السموات و الأرض , استودعتك يا من لا تضيع ودائعه والدي و أنت خير المودعين و وكلت أمره إليك و انت حسبي و نعم و الوكيل , اللهم أحسن نزله و أنس وحشته و أوسع قبره و أرحمه رحمة من عندك هي بين يديك رحمة تدخله بها جنتك بلا حساب و لا عقاب و أقر عيني به حول حوض نبيك الكريم و أسقنا منه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا و جميع موتى المسلمين .
الحمد لله ان حسابنا بيدك , الحمد لله انك أن من تدعى و أنت من تجيب فلا نجور من بعدك ربي أبداً و نحن عبيدك بنو عبيدك , الحمد لله انك صاحب العطاء فتعطي من تشاء بفضلك و جودك و كرمك , الحمد لله ان رحمتك وسعت كل شيء
والدي في جوارك و لا أبالي , فحسن ظني فيك يا إلهي قطع كل أسباب الحزن و الأسى لفراقه .
بقلم الكاتب : احسان موفق عويضة .
حتى نسمع قول الحق يقول (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) و يقول عزوجل : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) , تأنس بعدها النفس و تحل كل ضائقة أصابتها و يعود النور إلى الحياة و تشرق أملاً و تكون بعد العسر يسراً , فما من رجل إلا أكرم ضيفه و أحسن نزله و تحمل ما لا تطيق يده حتى لو حد أهله و ولده لذلك الضيف العابر , فهل لا يكرم ربي ضيفه و هو أكرم الأكرمين , و كيف لا يرحمه و هو أرحم الراحمين , كيف نحزن و تضيق نفوسنا و هو من يغفر لمن يشاء بلا حساب و لا يضره شيء في الأرض و لا في السماء , كان ضيف بيننا و الآن هو بين يدي من خلق الرحمة و أوجد واحدة فقط بيننا و بجزء منها تباكينا على موتانا و سالت دموعنا حتى بُليت العين و جف الدمع و ضعفت النفس و كسرت قوانا , فمن كان بين يدي ذا الجود و الكرم و من لا يضام أحد عنده لا نحزن عليه و لا تضيق صدورنا لما آل إليه , فقط نرجو له أن يرزق الرحمة و المغفرة و أن ينظر إليه ربه نظرة رضا و رحمة لما صار إليه من ضعف و هو بين يديه .
إن الإنسان إذا أحسن لأحدهم بصنيعة أو معروف أو كسرة طعام أستحى منه و أصبح يلبي بما يستطيع لكي يرد هذا العمل لصاحبه حتى ان كسر كل القواعد و القوانين لأجل ما قدمه له من عمل طيب , فمالنا لا نحسن عبادتنا إلى الله و هو من اعطانا بلا حساب و عقاب و أدر علينا بركاته و نعمه و فضله علينا و صرنا إلى ما نحن عليه من خير , فننظر حولنا و نرى حال عيشنا و أجسادنا و صحتنا و أهلنا و كل أمورنا و قد يسرها الله لنا و رزقنا إياها , و مهما عبدناه و أحسن في عبادته ما أوفيناه حقه علينا و لو لأقل النعم التي رزقنا بها .
و مع ذلك .. نتهاتف بيننا في حديث الميت إذا حضرناه ماذا قدم من عمل لربه في حياته , و كيف أحسن عبادته و ورعه و أنفق من ما رزقه الله بسخاء , و ننسى حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و هو يخاطب أصحابه (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِه) قَالُوا ( وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟) قَالَ (وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْهُ برحمة وِفَضْلٍ " . وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ , فهذا خير خلق الله و لمن لم يعص ربه قط و قد وضع يده على رأسه , فيكف حال باقي العباد , نجتهد في عبادة خالقنا و ربنا و ندعوه أن نكون من الذين يدخلون الجنة برحمته فمهما كبرت و تثاقلت أعمالنا فهي ليست نداً لما رزقنا و أكرمنا به الله عز وجل , فلا تُأخذنا يا ربي بما قدمناه فلو عبدناك من بدء خلقنا إلى مماتنا ما أعطيناك شيء من حقك و لا أدخلتنا الجنة إلى برحمة و مغفرة من فضلك و كرمك علينا ..
يا من هو أرحم و أكرم و احن و أعطف على العباد منا , يا قادر على أن تغفر لمن تشاء بلا حساب و لا يضرك شيء , يا صاحب الجود و الكرم و العطاء بلا جزية , يا من يستحي من حساب عباده و بيده ملكوت السموات و الأرض , استودعتك يا من لا تضيع ودائعه والدي و أنت خير المودعين و وكلت أمره إليك و انت حسبي و نعم و الوكيل , اللهم أحسن نزله و أنس وحشته و أوسع قبره و أرحمه رحمة من عندك هي بين يديك رحمة تدخله بها جنتك بلا حساب و لا عقاب و أقر عيني به حول حوض نبيك الكريم و أسقنا منه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا و جميع موتى المسلمين .
الحمد لله ان حسابنا بيدك , الحمد لله انك أن من تدعى و أنت من تجيب فلا نجور من بعدك ربي أبداً و نحن عبيدك بنو عبيدك , الحمد لله انك صاحب العطاء فتعطي من تشاء بفضلك و جودك و كرمك , الحمد لله ان رحمتك وسعت كل شيء
والدي في جوارك و لا أبالي , فحسن ظني فيك يا إلهي قطع كل أسباب الحزن و الأسى لفراقه .
بقلم الكاتب : احسان موفق عويضة .
اللهم ان عبدك موفق عبدالرحيم عويضة في ذمتك وحبل جوارك وهو يشهد بأنه لا اله الا انت وحدك لاشريك لك وان محمدا عبدك ورسولك وانت اعلم به اللهم يمن كتابه واغفر له وارحمه وعافه وأعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد وأبدله دارا خير من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه اللهم انقله من ضيق اللحود ومن مراتع الدود الى جناتك جنات الخلود وتغمده برحمتك ياارحم الراحمين اللهم تجاوز ماله علينا ومالنا عليه وأدخله الجنة واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار فقد عاش على الاسلام ومات على الايمان اللهم اكتبه عندك من الصالحين والصديقين والشهداء والاخيار والابرار