تحرش بقانون التحرش
صوت المدينة - فواز خريشي
النظر للأفق ممل, السير له أجمل بمراحل, سر ربما تثبت مصطلح يتكاثر يوميًا ضاربًا بكل صور الاقمار الصناعية ورحلات ناسا عرض الحائط ويصر أن الأرض مسطحة, والموضوع كالعادة ليس عن الأرض وليس عن الأفق أنا لا أجيد البدايات فقط.
لنعد للبداية مجددًا, مرحبًا أنا اسمي فواز! هكذا سماني أبي حين أخبرته إحداهم أن الله رزقه "بولد" وعشت هكذا الى أن كبرت وأصبحت رجلًا من هنا بدأت مشاكلي, أصبحت مجبرًا على التخلي عن أمور كثيرة في سبيل أن أبدو كشيء يستحق هذا اللقب, لكن كـ "أدمي" يملك عقل يسأل دائمًا: لماذا أتخلى عن اشياء أرغب بالحصول عليها؟ فكانت إجابة هذا السؤال في سؤال آخر بعيد عنه حين سألت ناصر وهو صديق لي يعمل في المجال النفسي وقلت له: لماذا أغلب من يفقدون شيئًا من العقل يتحدثون غالبًا عن قانون الدول أو الدين؟ فأخبرني: أن هذان الأمران هما من يسيرون حياتنا وهما القوانين التي يفهم عقلنا الباطن أنهم يتحكمون بجل قراراتنا وإن فقدنا العقل تمردنا على القوانين "لهذا انتبه لنفسك!" وما بين العلامات كان يقصد به شيء أخر إنما ذكرته لأكون ذاكرًا للحوار كما كان.
ومن هذا الجواب ربما أكون استوعبت كثيرًا أن هذه الأمور التي تضبطنا هي واجب علينا كـ "أدميين" اتباعها فعلًا ما دمنا نملك العقل وحتى لا تصبح الحياة "سلطة" وتختلط فيها المصالح ولا يمكن لأحد أن يستأمن أحد, القوانين التي وضعتها الدول أو الدين كغض النظر أو رفع الأذى أو قانون التحرش وقضايا الاحتيال ليست موضوعه لي وحدي حتى أقوم بها للناس بل هي قوانين مجتمعية الهدف منها أن أعيش أنا بسلام و أمن وأن لا يأخذ حقي أو يضايقني في حياتي أحد بالمقابل ليس لي أن "أزعل" أحد لأحقق أمور أرغب بها أنا بكل "أنانية"
الكوكب يعج بالبشر والبشر بحاجة ضابط يضبط حياتهم حتى لا تكون البشرية وباء على الكوكب, -رغم أننا هكذا في امور كثيرة- الغريب أني "كرجل" قد أمنع أقرب الناس لي من الاستمتاع بحياته المنظمة, على سبيل المثال "قانون التحرش" والذي يحفظ لأدم وحواء اللذان يخصاني حقهما في العمل والتسوق وقيادة السيارة وكل أمور الحياة بشكل سليم بعيدًا عن مضايقة أحد, ولكني كـ "أدمي" مازال يظن أن القوة والغضب هي ما تسير الكوكب وعائلتي وكل شيء أعطل هذا القانون حين جعلتهم يصمتون عن حقهم الذي كفله لهم الدين والدولة بعد أن ضايقهم شخص ما, وحتى يتقون شري وغضبي فهم يسكتون عن تفعيل هذا القانون, فهو بالأخير شيء عابر أما أنا فشيء يصطبحون على "زمجرته" كل يوم.
"الغباء التربوي" يدفع من هم بحاجة لحمايتنا للتخلي عنها في أحيان كثيرة, ولا أبالغ إن قلت أن هناك قضايا من هذا النوع تمضي يوميًا بلا حسيب بسبب أن هناك "أرعن" في البيت سيغضب أو قد يمنعني الخروج مجددًا أو قد يقتل "المتحرش" كنوع تحرش جديد ولكنه موجه للقوانين الموضوعة.
يا رجل اثبات أنك على قدر هذا اللقب يعني أن تدافع عن من يهمك أمرهم لكن قبل هذا يجب أن تراعي مشاعرهم حتى يستطيعون رفع هذه القضايا لك, هذه مسؤوليتك وهذه قوامتك على أهل بيتك إن وصلت لها في هذا الوقت وكنت من الذين ترفع هذه القضايا لهم فأنت تسير باتجاه الافق البعيد وعقلك بعيد جدًا عن "التسطح" ودعني أبشرك أن الكوكب كله سعد مع والدك حين أخبرته إحداهم أنه رزق "بولد" ربما لأنها عرفت أن هذا الولد سيملك لقبًا يستحقه في يومًا ما وإن كنت غير هذا فتغير أرجوك فمن تدافع عنهم بحاجة لقانون يحميهم منك قبل أن يحميهم من الناس.