التأهيل التقني ورؤية 2030
صوت المدينة - فهد الردادي
يُعَد التعليم والتأهيل التقني والمهني من أهم الأسس التي ترتكز عليها جهود التنمية البشرية في أي مجتمع من المجتمعات، وقد أشارت الدراسات والبحوث والتجارب المحلية والدولية إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به هذا النوع من التعليم في دفع عجلة التنمية وتحقيق معدلاتها بأعلى مستوى؛ حيث إن الخطط التنموية مهما بلغت قوتها وجودتها لا يمكن أن تحقق أهدافها ومستوياتها ومعدلاتها المطلوبة إلا إذا توفرت لها كوادر بشرية مؤهلة تأهيلاً علميًا وتقنيًا ومهنيًا بكفاءة عالية في جميع مجالات التشغيل والصيانة والإنتاج، ومن أجل ذلك يُعَد التعليم والتأهيل والتدريب التقني والمهني بجميع أنواعه ومساراته وتخصصاته رافدًا من أهم الروافد التي تزود المجتمعات بتلك الكوادر البشرية اللازمة.
هذا ويزداد الاهتمام بالتعليم والتأهيل والتدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية باستمرار؛ وذلك بسبب التطور العلمي والتكنولوجي والاجتماعي والاقتصادي ودخول التقنية في جميع مجالات الحياة العملية، ويزيد من هذه الأهمية العوامل التالية:
- الفجوة القائمة بين المخرجات التعليمية واحتياجات سوق العمل من الكفاءات الوطنية المؤهلة.
- التوجه نحو توطين وإحلال العمالة الوطنية المؤهلة محل العمالة الوافدة مع ضمان بقاء التشغيل والإنتاج على المستويات الموجودة، بل وأفضل مما هو موجود.
- تزايد عدد الباحثين عن عمل من الشباب والفتيات في كل عام من المخرجات التعليمية، فإذا تم تأهيلهم تأهيلاً تقنيًا ومهنيًا جيدًا يلبي الطموحات؛ فإن ذلك يزيد من فرص حصولهم على الوظائف المناسبة لهم.
- الحاجة لمواكبة التقدم والتطور في تكنولوجيات التشغيل والصيانة والإنتاج وتحسين أداء الخدمات بأشكال ونماذج جديدة ومبتكرة.
وهذا ما أكدت عليه رؤية المملكة العربية السعودية (2030) فقد رسمت الرؤية -ضمن محور تحقيق اقتصاد مزدهر- عددًا من الأهداف التي تضمن المواءمة بين المخرجات التعليمية واحتياجات سوق العمل، وتهيئة الشباب والفتيات لدخول سوق العمل، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم ومواهبهم، وتعزيز ودعم ثقافة الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، وزيادة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وزيادة مساهمة الأسر المنتجة في الاقتصاد.
ولهذا اهتمت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية بقضية التعليم والتأهيل والتدريب التقني والمهني في جميع المراحل الدراسية عامة، والمرحلة الثانوية خاصة، فقط أتاحت الفرصة لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية من الخريجين والخريجات الحصول على ساعات تدريبية في الكليات التقنية والمعاهد المهنية في تخصصات مختلفة، لإكسابهم المهارات والقدرات الأساسية لتأهيلهم للحياة العملية، وصقل قدراتهم ومواهبهم في مجالات محببة لديهم، وتزويدهم بقدر من المعلومات والخبرات والمهارات التقنية والمهنية، لتهيئتهم لسوق العمل وتحقيق التنمية المستدامة في ضوء رؤية المملكة (2030).