• ×
الجمعة 4 يوليو 2025

" الإيمان بالوطن "

بواسطة الكاتبة : مريم جمال الحارثي 11-14-2014 08:52 مساءً 2300 زيارات
تغنينا صغارا بالوطن و حبه و تعلمنا أن حب الوطن من الإيمان ، حبنا للوطن ليس أغاني نترنم بألحانها في يوم الوطن أو مناسبة سعد، بل هو واجب نحياه ، حبنا للوطن لا يكون في حبنا لفئة من بنيه يشاركوننا نفس الأفكار نرى أنفسنا أننا ننتمي إليهم في محيط اجتماعي و ثقافي متجانس في قيمه و تقاليده. نرى أننا الأفضل من غيرنا و أن على كل من ينتمي للوطن أن يحمل ذات الآراء و الأفكار التي نعتز بها ، نرى بأن ما نقوم به نحن هو الصواب و أن غيرنا على الخطأ دوما .

الصواب أن نحترم الاختلاف ، أن نوقن أن الله خلقنا و كتب في علمه الأزلي أن الاختلاف واقع و بين لنا النهج الذي نسير عليه بأن جعل لنا حرية الاختيار و كفلها للإنسان قال تعالى : وهديناه النجدين -سورة البلد10- فإن نظرنا لوطننا وجدنا أن السواد الأعظم مؤمن بالله ربا و بالمصطفى صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وهذه نعمة تستوجب منا الحمد و الشكر. و لئن اختلفنا في المذاهب التي نتبعها فإن ذلك أمر طبيعي شهدته الأديان كلهاو ليس بأمر شاذ أو مستهجن.

ما غفلنا عن تعلمه و تعليمه هو زرع احترام الاختلاف في الصغار و تنشأتهم على تقبل الرأي الآخر و إن كان يتعارض مع ما نؤمن به، و تقبل الرأي لا أعني به التنازل عن القيم و المبادئ و لكن احترام الشخص الآخر في أن يكون له رأي مغاير لرأيي و هذا لا يعني احترامي لرأيه بل لاختياره.

و لأن حب الوطن من الإيمان فإن كل ما يزعزع أمن الوطن و أمانه و يبث الفتن و البغضاء بين طوائف المجتمع هو عمل يعكس كفر بالوطن و حق أهله في العيش بسلام، لا يحق لأي فرد ينتمي لهذا الوطن أن يعطى نفسه سلطة غير مستحقة في أن يعتدى على أبناء الوطن بغض النظر عن المذاهب و الطوائف .

الوطن كلنا بنوه وواجب علينا جميعا أن نحافظ عليه و نحفظ أمنه و أمانه ، و نشكر نعمة الأمن التي حبانا الله بها بدوام الشكر و محاربة كل من يعمل على بث الشقاق و البغضاء بين أبناء الوطن قال تعالى : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون - سورة النحل 112-

أسأل الله أن يرزقنا حب الوطن و أن يكرمنا بشكره حق الشكر على نعمته العظيمة في أن منحنا وطنا آمنا و أن يعيننا على شكر النعمة بحفظ أمنها و سلامها و أن يكفينا شر كل موقظ فتن و كل متآمر على وحدة الوطن.


مريم جمال الحارثي

جديد المقالات

في بيئة العمل الحديثة، لم تعد الرواتب وحدها كافية لتحفيز الموظفين، بل أصبح التقدير الوظيفي… مفتاح...

في بيئات العمل الحديثة، لم يعد الثبات في نفس المنصب أو الوظيفة لسنوات طويلة هو النموذج الأمثل...

رُبا العامودي الثابت الوحيد في هذه الحياة هو التغيير ، طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة...

عيد الأضحى … تقاليد عامرة بالبركة والتواصل عيد الأضحى العيد الذي تنتظره القلوب بفرح وبهجة....

يا نفسُ، هبِّي نحوَ فجرِ طهارةٍ واخلعي رداءَ الذنب واطلبي الأجرا هذي المواسمُ للقلوبِ مناهلٌ...

أكثر