تسارع الأيام

صوت المدينة - علي الرويعي


توقف قليلا وانظر من حولك؟ ألا يخيفك هذا التسارع ؟ ألا يخيفك إنقضاء تلك المناسبات واللقاءات التي ما أن تنعقِد حتى تصبح ماضياً ، صديقك كنتم سويا متسامرين ذات ليلة ذهب اليوم وبقت تلك اللحظات عالقة في بطن الذاكرة، مديرك الذي أسأت إليه بسوء ظنك قد مر على وفاته ٣ سنوات ، بيتك بيت العمر الذي كنت تحلم به يهرول في عقده الثاني ، أبناء أخيك الآن هم على مشارف التخرج ، الأحداث والقصص التي تحاك بألسن ملح الحياة (كبار السن) أصبحت قصاصات في قلب الذاكراة وروح الزمن تقصها على أبنائك وكأنك في زمن سبق زمنهم بحساب السنين الضوئية ، مصيبتك التي أكلت بل وشربت من صحتك وعقلك اليوم تضحك على أحداثها وكأن لم يمر عليها بضع سنون ،كل الأحداث من حولك تشير لذلك ، الأيام تومئ لك وتربت على ظهرك ذاهبة ليس لنيتها بقاء ولكنها لم تعبس ولم تظلم فأنت نتيجة لما وقع عليك فالظلم والقهر والكآبة والحزن قد انحنيت لها لتقصم ظهرك ، لا تنتظر قليلا ولاتبكي كثيراً وامضِ كما تمضي السنون لاتعرف للوقفة عمر ...

ومضة : "يجب أن تكون راسياً في خضم الحركة، وأن تنبض بالحياة وسط السكون"