• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

فاقد الشيء يعطيه

بواسطة الكاتبة : فوزية الشيخي 07-16-2018 09:24 مساءً 760 زيارات
صوت المدينة - فوزية الشيخي


دائما ما نردد عبارات نسمعها وتكون مجهولة المصدر، بعضها نعرف ما تعنيه ولكن الأغلب منها لا نعرف معناها أو لما أطلقت عليه، أو في أي موقف قيلت؛ فنقوم باقتباسها بشكل دائم في أحاديثنا، واستخدامها في كل مناسبة من حياتنا، وبشكل كبير ومن هذه العبارات "فاقد الشيء لا يعطيه"، دائما ما نرددها ودائما ما نذكرها في نقاشاتنا، هي عبارة قد تشمل الكثير من المعاني التي تخصنا نحن البشر كالاحترام، الحنان، الصدق، الإيثار، الحب، التضحية... الخ من الصفات الإنسانية التي توجد فينا.

فهل صحيح إذا ما فقدنا صفة منها لا نستطيع أن نعطيها لغيرنا؟؟

غالبا هذه المقولات أطلقها شخص ما مر بموقف أو تجربة خرج منها بهذه الخلاصة، ومع مرور الوقت أصبحت متداولة، في اعتقادي أن فاقد الشيء يعطيه وبقوة وبسخاء لأنه يعطي الآخرين ما هو بحاجته.

"فاقد الشيء لا يُعطيه" عبارة لا أؤمن بها أبداً، فاقد الشي يعطيه وبقدر حجم ألمه!

عندما تفقد حنان والدك ستصبح أباً حنوناً على أولادك جداً كي لا يشعرون بما شعرت به.

عندما تفقد ثقتك بمن أحببت ستصبح مصدر الثقة لكل من أحَبّك.

عندما تشعر بالخيبة من صديق ستصبح وفيّاً لأصدقائك؛ ستحاول جاهداً أن ﻻ تكون نقطة سوداء في حياة أحدهم.

عندما تفقد المال ويرزقك الله به ستتصدق على المحتاجين لأنّك شعرت بما يشعرون به ومررت بتجربتهم.

أيضا هناك عباقرة ظل صيتهم راسخا حتى بعد رحيلهم، أعطوا الكثير دون توقف أمثال: طه حسين، هيلين كيلر، بيتهوفن، وهناك الكثير من الأمثلة أيضاً، فهذه إحدى المعلمات قالت: "لم أكن أجد معلمتي معي، كان يفصلني عنها حاجز سميك من الخوف والرهبة والحياء، لقد وَضَعت بيني وبينها قيوداً وحدوداً، ربما لو أزيحت لكانت المسافة ما بين اليمن والعراق! وعندما أصبحت معلمة، رميت بحذائي العالي، وانتعلت ورقة شجرة، وأرخيت قامتي، ومددت يدي واحتضنت تلميذاتي، قربت منهن لم أشأ أن يعشن مأساتي مع معلماتي".



وقال أحد المستخدمين: "بذلت لمرؤوسي كل التقدير والحب والتفاني والعطاء والصبر، وكافأني بالطرد والحسم والقسوة، لأنني كنت نشيطاً حدَّ النحلة، أما هو فقد كان كسولاً حدّ الركود، ولأنه حرمني أعطيته، ولأنه ظلمني صفحت عنه، ولأنني أحترمه احتملت حماقاته.





يقول اللَّه تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). تفسر هذه الآية بأن من ظلم أو سلب أو أُعتدى عليه أو حُرم، لابد أن يصفح ولا يعامل بالمثل، ويصل إلى رتبة الصابرين الذين يفلحون؟!.

فكيف إذاً فاقد الشيء لا يعطيه؟

للأسف هناك مقولات أخرى ترى أن كثيرًا من الناس يؤمنون بها، وهي خاطئة في جوهرها؟.

من وجهة نظري ان فاقد الشيء يعطيه بقوة أكثر، وبحب أكبر وبسخاء أكثر، فاقد الشيء يمكن أن يعطيه ويعطيه بكم أكبر.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر