• ×
السبت 23 أغسطس 2025

أبنائي والشيطان

بواسطة الكاتب : احمد جزاء العوفي 07-12-2018 05:39 مساءً 626 زيارات
صوت المدينة - أحمد العوفي

لا أغلى على الإنسان من فلذات كبده ، ولا أظن أن أبًا عاقلًا أو أمًا عاقلة يستشعرون الخطر حول أبنائهم و يقفون موقف المتفرج أو اللامبالي ، فالحيوان وهو بلا عقل يستميت في الدفاع عن أبنائه ، فالخطر إما أن يكون ظاهرًا واضحًا و إما أن يكون خفيًا مغلفًا بغلاف جميل محبب يشعر بالأمان و الاطمئنان ، فالأول لايعذر فيه بالجهل مطلقًا ، أما الثاني فمع أنه أشر و أخطر إلا أنا قد نلتمس العذر بجهله و عدم الاستعداد له والحيطة والحذر منه إلا أن هذا العذر له أحواله ، و قد لا ينكشف هذا الغلاف اللامع الناعم وينجلي إلا بعد أن تقع الفأس بالرأس، مسببًا أضرار جسدية، أو معنوية ،أو فكرية، و مسببه إما شخصية مجهولة أو معلومة، وإما أن يكون مكمن الأمان و القلب الحنون هو مصدر الخطر ! نعم قد يكون الوالدين هما السبب وذلك بجهلهم بحياة الأبناء و ماحولها ، أو اللامبالاة ، أو التغافل في غير مكانه ،و الثقة المفرطة التي تكون إما هربًا من المسؤولية ،أو مثالية تربوية غير مبررة ، أو نظرة قاصرة ، أو شعار للبرستيج ، وهذا ما ضيع كثير من أبنائنا ، فبالله عليكم هل هم ملائكة ؟ أم هل نحن في مجتمع ملائكي ؟ يترك الابناء وحيدين مع برامج التواصل ، مع العاب الأونلاين ، مع أصدقاء مجهولين ، ليبحروا في الواقع الافتراضي و العلم الخفي بلا رقيب ولا حسيب، يغلق الأبناء أبواب غرفهم بالساعات و لا يشك الوالدين بشيء و أقصد بالشك ذالك الصحي الذي يدفعنا لأخذ الحيطة و الحذر و لا نخون ونتهم.
ما أريد أن يصل للوالدين و لكل من استرعى رعية أنه لا للثقة المطلقة ، وإن كنت مصرًا على الثقة المطلقة في الأبناء و تظن أنها تنمي فيهم الرقابة الذاتية و تساهم في تكوين شخصيتهم - مع أنك على خطأ- فلا تثق بالشيطان مطلقًا.

جديد المقالات

أصبح الذكاء الاصطناعي في مقدمة التحولات التقنية التي أعادت رسم ملامح العصر الرقمي، حيث يقدّم...

‎ ‎"من الإدارة إلى القيادة: كيف تطور أسلوبك لتنجح في إدارة الفريق؟" ‎في عالم الأعمال والمؤسسات،...

في عالم الإدارة، تتباين الأساليب وتختلف المدارس، لكنّ ما يجمع عليه الخبراء أن القيادة الناجحة هي...

الأخلاق.. السلاح الأول وقيمة الإنسان العليا الأخلاق هي السلاح الأول الذي نتعامل به مع القريب...

بمناسبة معرض الكتاب بالمدينة المنورة " افتحوا الأبواب ، فقد حضر الكتاب " يا حامل الأقلام...

أكثر