أبو العرّيف
صوت المدينة - علي الرويعي
أبو العرّيف بتشديد الراء هو كائن واهم يعتقد بأنه يعرف أكثر مما تعرف ويفهم أكثر مما تفهم ، تجده كالضفدع يقفز في الصحاري الجرداء وفي البحار والمحيطات والعجيب أيضا أنه يحاول الطيران شائت القوانين الفيزيائية أم أبت ، فهو يتلقف الأفواه إيذاناً بالإنطلاق فهو يهرف بما لايعرف ، يعتقد بأنه القاموس العالمي ومخزن للخبرات وصندوق ضخم وملئ بالتجارب فما يدور في خلدك الآن فهو في قرارة نفسه يعلم به وملم به أيضا بل وما أن تتحاشاه وتذود بإستفساراتك وأسئلتك إلا وتجد عنده الجواب الأمثل والأشمل والأكمل على كافة الأصعدة والمستويات حتى أنك تتوهم عزيزي القارئ بأنه مصاب بإنفصام الشخصية فمرة تجده طبيبا إن كان سؤالك أو نقاشك يدور في فلك الطب وتجده محامياً ماهراً ما أن واجهتك مشكلة قضائية وتجده معلماً فاضلاً إن واجهتك صعوبة في التعليم وقس على ذلك الكثير والكثير ، الطامة الكبرى تجد )أبو العرّيف) يتعصب لرأيه وهو خاوي العقل بل ينقصه الكثير من المعلومات التي يجب أن يلم بها سواء بالإطلاع أو الدراسة ، وهي عادة إجتماعية مرضية تنم عن فقدان الثقة بالنفس وإعتقاد قلبي أو لفظي بأن المعرفة لابد لها أن تكتمل ليكتمل عقله ،بل وينصب من نفسه تمثالاً متفاخراً في ذلك متسلحاً بالعلم وعلى العكس تماما تجد الأمثال وبعض الأحاديث ترمي إلى السكوت وعدم الخوض في الحديث بما لايتناسب ولايتوافق مع شخصية المسلم ففي الحديث الشريف حديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)) إذا الصمت علامة ودللالة على إكتمال العقل فالمسلم لايخوض كل حديث فاللسان قد يكون آفة وحسرة فهو سلاح ذو حدين حري بك أن تجعله في مساره الصحيح ، أحيانا نلبس قبعة ( أبو العرٌيف ) في بعض مشارف الحياة دانيها وقاصيها صغيرها وكبيرها ولكن كن أنت كما أنت لاتدّعي المعرفة إن كنت لاتعرف وكن كما قال الشاعر ألم تر أن الصمت حلمٌ وحكمةٌ . . . . قليلٌ على ريبِ الحوادثِ فاعلُه .
ومضة : قالت العرب إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، وقيل أيضا ليس كل مايعرف يقال وليس كل مايقال حقيقة ، أختر ماشئت وأجعلها نصب عينيك .
أبو العرّيف بتشديد الراء هو كائن واهم يعتقد بأنه يعرف أكثر مما تعرف ويفهم أكثر مما تفهم ، تجده كالضفدع يقفز في الصحاري الجرداء وفي البحار والمحيطات والعجيب أيضا أنه يحاول الطيران شائت القوانين الفيزيائية أم أبت ، فهو يتلقف الأفواه إيذاناً بالإنطلاق فهو يهرف بما لايعرف ، يعتقد بأنه القاموس العالمي ومخزن للخبرات وصندوق ضخم وملئ بالتجارب فما يدور في خلدك الآن فهو في قرارة نفسه يعلم به وملم به أيضا بل وما أن تتحاشاه وتذود بإستفساراتك وأسئلتك إلا وتجد عنده الجواب الأمثل والأشمل والأكمل على كافة الأصعدة والمستويات حتى أنك تتوهم عزيزي القارئ بأنه مصاب بإنفصام الشخصية فمرة تجده طبيبا إن كان سؤالك أو نقاشك يدور في فلك الطب وتجده محامياً ماهراً ما أن واجهتك مشكلة قضائية وتجده معلماً فاضلاً إن واجهتك صعوبة في التعليم وقس على ذلك الكثير والكثير ، الطامة الكبرى تجد )أبو العرّيف) يتعصب لرأيه وهو خاوي العقل بل ينقصه الكثير من المعلومات التي يجب أن يلم بها سواء بالإطلاع أو الدراسة ، وهي عادة إجتماعية مرضية تنم عن فقدان الثقة بالنفس وإعتقاد قلبي أو لفظي بأن المعرفة لابد لها أن تكتمل ليكتمل عقله ،بل وينصب من نفسه تمثالاً متفاخراً في ذلك متسلحاً بالعلم وعلى العكس تماما تجد الأمثال وبعض الأحاديث ترمي إلى السكوت وعدم الخوض في الحديث بما لايتناسب ولايتوافق مع شخصية المسلم ففي الحديث الشريف حديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ)) إذا الصمت علامة ودللالة على إكتمال العقل فالمسلم لايخوض كل حديث فاللسان قد يكون آفة وحسرة فهو سلاح ذو حدين حري بك أن تجعله في مساره الصحيح ، أحيانا نلبس قبعة ( أبو العرٌيف ) في بعض مشارف الحياة دانيها وقاصيها صغيرها وكبيرها ولكن كن أنت كما أنت لاتدّعي المعرفة إن كنت لاتعرف وكن كما قال الشاعر ألم تر أن الصمت حلمٌ وحكمةٌ . . . . قليلٌ على ريبِ الحوادثِ فاعلُه .
ومضة : قالت العرب إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، وقيل أيضا ليس كل مايعرف يقال وليس كل مايقال حقيقة ، أختر ماشئت وأجعلها نصب عينيك .