• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

ومن شر حاسد إذا حسد

بواسطة الكاتبة : فوزية الشيخي 07-05-2018 05:19 مساءً 644 زيارات
صوت المدينة - فوزية الشيخي

قبل عدة سنوات كنت أجلس بمقر عملي مع مجموعة من الزميلات، وكانت معنا العاملة بذلك المكان، كنا نجلس ونتبادل أطراف الحديث، وبينما نحن كذلك إذ دخلت علينا امرأة خمسينية، أتت كمراجعة وكانت تعرف تلك العاملة جيدا، وعند دخول تلك المرأة وسلامها على الجميع اتجهت نحو العاملة وقالت لها بهذا اللفظ: (يا الله أنتي لا زلتي حية) واردفت بقولها (معمرة)، دون ان تذكر الله.

عند سماعي تلك الكلمات شعرت بقشعريرة، ولم ارتاح لما تلفظت به تلك المرأة للعاملة، لا أدري لماذا احسست بعدم الارتياح، إلى هنا انتهى هذا الموقف، والشاهد هنا أن تلك العاملة التي كانت بكامل صحتها وعافيتها ونشاطها وقوتها بذلك الوقت؛ لم تلبث طويلا إلا ولم نعد نراها، وأصبحت كثيرة الغياب ولم تعد تحضر إلى عملها، وعندما سألنا عنها أخبرونا بأنها تعاني مرضا ما وتراجع المستشفيات.

بعد ذلك بأسابيع جاءت العاملة إلى مقر العمل، ورأيناها متثاقلة الخطى ذابلة الوجه وعلامات الاعياء بادية عليها بشدة، سبحان الله من كان يصدق بأن هذه العاملة والتي كانت تنبض بالحيوية والنشاط والقوة والتي كانت كالنحلة تعمل بكل جد أصبح هذا حالها، وعندما رأيتها بتلك الحالة اقتربت منها وسألتها ماذا ألم بك؟، لقد كنتِ بصحة جيدة قبل أسابيع، فقالت لا أعلم فعلاً كنت بصحة أكثر من ممتازة ولا أشكي من شيء أبداً وكنت بكامل عافيتي، ولكن ألم بي شيء ما شعرت به من آخر مرة كنت معكم، تقصد ذلك اليوم الذي قابلت فيه تلك المرأة !!؛ وأكملت قولها لقد شعرت من ثاني يوم أنني لست على ما يرام، وذهبت إلى أكثر من طبيب ولكن كلهم لم يعرفوا علتي، وبعدما عدة مراجعات للمستشفيات أخبروني أنني أعاني من مرض بالقلب، وأنا بحياتي لم أكن أشكو من قلبي أبداً، وأيضاً أمراض أخرى اكتشفها الطبيب يطول شرحها. لم يمكنني فعل شيء لها سوى الدعاء لها بالشفاء العاجل، وأن تعود لمباشرة عملها كما كانت بكل صحة ونشاط.

مع مرور الوقت لم تعد تلك العاملة قادرة على العمل أبداً، وأصبحت كالعاجزة فهي لا تستطيع صعود السلالم أو النزول أو الحركة بشكل عام، وكانت تتألم لأنها كانت بحاجة ماسة لتلك الوظيفة ولكن ذلك كان قدرها، ومن بعدها لم نعد نراها أبداً وسمعنا بعد ذلك أن حالتها الصحية بدأت تسوء أكثر.

الرزق والصحة والعمر والبنون هو من عند الله، يعطيه لمن يشاء ولكل شخص على وجه الأرض رزقه الذي كتبه الله له لا يمنعه عنه أحد ولا يأخذه منه أحد، ولقد وزع الرزق بين العباد بالتساوي ولكن صور هذا الرزق تختلف من شخص لآخر؛ فبعضهم رزقة الله الصحة والآخر بركة في العمر والآخر سعة في الرزق، وغيرهم رزقهم الله الأولاد، وإذا آمن الشخص بأن الله هو الرزاق وأن بيده مفاتيح الرزق وكان ذلك بيقين تام، اقتنع ورضي بما قسمه الله له، فلا ينظر لأخيه المسلم ولا يتمنى ما يملكه أخيه المسلم، لأن ذلك يسمى "حسد" الذي أستعيذ منه في القرآن الكريم في قوله تعالى: "مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ"

ولقد ورد الحسد في القرآن الكريم وحذر الله تعالى من الحسد، والحسد يعبر عن عين تصيب الخير بالناس فتقلبه إلى شر، كأن يُحسد شخص على سعادته أو رزقه، أو أبناءه، أو صحته. ومن آثار الحسد زوال النعم، والخير، الإصابة بالعلة والمرض الذي لا يعرف الأطباء تشخيص له، العطب الغير مبرر في الأملاك كانهيار مبنى أو خراب السيارة من غير سبب، تحطم المقتنيات، القلق والاكتئاب، والضيق،

ومن المعروف أن التسمية بالله عز وجل والصلاة على سيد الأنبياء تدرأ العين، والتحصين بذكر المعوذات وآيات القرآن الكريم، تبعد الحسد وشروره. وأيضاً قراءة القرآن والتطهر والمواظبة على الصلاة، والقيام بفرائض الله عز وجل تبعد شرور الناس وتحصن الإنسان المؤمن من كل شر قد يحيق به.

أعاذنا الله وإياكم "من شر حاسد إذا حسد" وجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر