خلجات
صوت المدينة - فوزية الشيخي
عند السكون وهدوء المساء وخفوته يقوم القلب بالخفقان وتشعر به كلما خفق، بأن هذا الخفقان أصبح يضعف شيئا فشيئا، انه يبوح الآن بما يخفيه في دهاليزه، قد يكون هذا المخفي ركاماً من ألم أو ضجر أو اشتياقاً لغائب أو شغفاً لجرعات حنان أو تطلعاً لآمال، آهٍ منك أيها القلب على كثر ما تحمل من خفايا لا تستطيع البوح بها لأي مخلوق، فلم يعود البوح مسموحاً به الآن وخاصة بزمننا هذا، أصبحنا نخاف أن نبوح حتى بالآه.
هكذا أنا كم تمنيت أن أبوح بما يختلجه صدري من خفايا أثقلت كاهلي وأرهقته، كم وكم حاولت أن أبوح ولكن في كل مرة أتراجع، لم أستطع البوح لأي شخص لأن الأشخاص لم يعودوا هم الأشخاص، اختلف الأمر الآن كثيراً عن السابق، الأشخاص أصبحوا بوجهة نظري شخوص مبهمة، لا معالم لهم سوى القبح والسواد الذي يكتسيهم بأكملهم، لم أعد أثق بأحد أراه أمامي أو أتعامل معه، لقد تغيرت نظرتي لكل الأشخاص الذين أقابلهم وحتى الذين لم اقابلهم.
أصبح بوحي مختصراً على أوراقي فقط التي أشعر بها، تكاد تشتكي من هول ذلك البوح وتوجعاته، كم يؤلمني ألمك أيتها الأوراق، لقد أثقلتكِ بهمومي وبوجعي وبضعفي وباحتياجي أكتب بك وأثقلك كلما ألمت بي حالة الانكسار تلك، والتي لا أستطيع معها إلا الانهيار فقط لكِ وأمامك لا أجرؤ أن أنهار أمام أحد، لا أجرؤ أن أرى أدمعي تتساقط أمام الناس، أشعر بأن قواي خارت وتعبت وأصبحت تضعف يوماً بعد يوم. فقط أريد للبوح أن يكتمل وأن يكتمل وأن يكتمل، لا أريده ناقصًا كما أفعل مع الأوراق أكتبها وبالمنتصف أعود ادراجي بدون أن أخرج كل شعور يتملكني.
قلبي مليء بما هو أدهى وأمرّ ولكني لا أستطيع اخراجه، لا أستطيع أشعر بوخزات ألم تكاد تحطم هذا القلب، ألم لا أستطيع وصفه أو حتى تهدئته، آهٍ كم أنا مثقلة، وكم هي أوراقي مثقلة ولكن لا سبيل من شيء أستطيع فعله لتخفيف هذا الثقل عني، سوى أن استمر ببوحي ناقصاً كما هو دائماً.
عند السكون وهدوء المساء وخفوته يقوم القلب بالخفقان وتشعر به كلما خفق، بأن هذا الخفقان أصبح يضعف شيئا فشيئا، انه يبوح الآن بما يخفيه في دهاليزه، قد يكون هذا المخفي ركاماً من ألم أو ضجر أو اشتياقاً لغائب أو شغفاً لجرعات حنان أو تطلعاً لآمال، آهٍ منك أيها القلب على كثر ما تحمل من خفايا لا تستطيع البوح بها لأي مخلوق، فلم يعود البوح مسموحاً به الآن وخاصة بزمننا هذا، أصبحنا نخاف أن نبوح حتى بالآه.
هكذا أنا كم تمنيت أن أبوح بما يختلجه صدري من خفايا أثقلت كاهلي وأرهقته، كم وكم حاولت أن أبوح ولكن في كل مرة أتراجع، لم أستطع البوح لأي شخص لأن الأشخاص لم يعودوا هم الأشخاص، اختلف الأمر الآن كثيراً عن السابق، الأشخاص أصبحوا بوجهة نظري شخوص مبهمة، لا معالم لهم سوى القبح والسواد الذي يكتسيهم بأكملهم، لم أعد أثق بأحد أراه أمامي أو أتعامل معه، لقد تغيرت نظرتي لكل الأشخاص الذين أقابلهم وحتى الذين لم اقابلهم.
أصبح بوحي مختصراً على أوراقي فقط التي أشعر بها، تكاد تشتكي من هول ذلك البوح وتوجعاته، كم يؤلمني ألمك أيتها الأوراق، لقد أثقلتكِ بهمومي وبوجعي وبضعفي وباحتياجي أكتب بك وأثقلك كلما ألمت بي حالة الانكسار تلك، والتي لا أستطيع معها إلا الانهيار فقط لكِ وأمامك لا أجرؤ أن أنهار أمام أحد، لا أجرؤ أن أرى أدمعي تتساقط أمام الناس، أشعر بأن قواي خارت وتعبت وأصبحت تضعف يوماً بعد يوم. فقط أريد للبوح أن يكتمل وأن يكتمل وأن يكتمل، لا أريده ناقصًا كما أفعل مع الأوراق أكتبها وبالمنتصف أعود ادراجي بدون أن أخرج كل شعور يتملكني.
قلبي مليء بما هو أدهى وأمرّ ولكني لا أستطيع اخراجه، لا أستطيع أشعر بوخزات ألم تكاد تحطم هذا القلب، ألم لا أستطيع وصفه أو حتى تهدئته، آهٍ كم أنا مثقلة، وكم هي أوراقي مثقلة ولكن لا سبيل من شيء أستطيع فعله لتخفيف هذا الثقل عني، سوى أن استمر ببوحي ناقصاً كما هو دائماً.