بأي ذنب قتلت
صوت المدينة - خالد القليطي
ي مجتمعنا المعاصر يصعب عليك تجاهل الرأي العام أو مجابهته، حتى وإن كان واقع الحال في الاتجاه المضاد للحقيقة أو الدين أحياناً، لأن ما يحكم سلوكنا هو العاطفة المحضة، ومن يفعل غير ذلك نال من النعت ما قد يخرجه من الملة.
فما حصل يوم الاثنين الأسود من مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات من الشهداء الفلسطينيين ومئات الجرحى أثناء قيامهم بمظاهرات مناوئة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس عشية إحياء ذكرى النكبة ومسيرة العودة، وارتفع منسوب الغضب والإحباط مع ارتفاع عدد الضحايا في ذلك اليوم الدموي، مضافاً اليه الانحياز والعبث الأميركي بحقوقهم ومعاناتهم، والمضي نحو فرض سياساتهم المعلنة سلفاً.
يقابله تعاطف وانحياز تام لإخواننا الفلسطينيين من جميع مسلمي العالم نصرة لقضيتهم وتعلقاً بقبلتهم الأولى التي لن يمحوها عبث عابث، إلا أن هناك بعض المشاهد التي شوهت تلك التظاهرة، فالكل شاهد مقتل الرضيعة ليلى الغندور ذات الثمانية شهور، متأثرة بالغازات التي أطلقها العدو الصهيوني على جموع المتظاهرين، وهنا نتساءل أين نحن من حفظ الدم المسلم وأحكام الجهاد الفقهية! وما الذي يترتب على من يحرك تلك الجماهير؟
إن فقهنا الإسلامي السمح وبكل وضوح ينص على أنه لا يجب الجهاد على من هو دون سن البلوغ، فقد قال عبد الله بن عمر: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يُجزني في المُقاتلة"، وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ يوم بدر: أسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعرابة بن أوس، فجعلهم حرساً للذراري والنساء.
يرد من هو دون الخامسة عشر رحمة وشفقة على الصغار ، إنه حقا بالمؤمنين رؤوف رحيم،
وكان عليه السلام ينتقي لخوض المعارك العنيفة أكفأ الرجال من الأبطال ، بحسب الاستعداد والمناسبة، ويشجع على إظهار القوة والشجاعة أمام العدو كما حدث حين أثنى على أبا دجانة في مشيته في ذلك الموقف.
فليس من المنطق ولا الهدي النبوي أن يقدم أطفال المسلمين الى ساحات القتال ليلقو حتفهم من أعدائهم بكل هذه البساطة، ولو سألت تلك الأم جبر الله مصيبتها أحد العلماء وما يلزمها من حق شرعي، فلربما ترتب عليها صيام شهرين متتابعين، لما أقدمت عليه من تفريط في تلك النفس البريئة.
كما أن المتاجرة الإعلامية بهذه الحادثة لكسب تعاطف العالم لا يجلب لنا النصر والتمكين، بقدر مافيه من استهتار بأرواح بريئة، فطريق النصر أرشدنا إليه التنزيل بالإعداد و القوة بكل معانيها الإيمانية والإمكانات المادية، ولن يتحقق ذلك إلا بوحدة الكلمة والصف التي هي بداية الطريق نحو وحدة التراب، أما ليلى فستبقى شاهد وشهيد.
ي مجتمعنا المعاصر يصعب عليك تجاهل الرأي العام أو مجابهته، حتى وإن كان واقع الحال في الاتجاه المضاد للحقيقة أو الدين أحياناً، لأن ما يحكم سلوكنا هو العاطفة المحضة، ومن يفعل غير ذلك نال من النعت ما قد يخرجه من الملة.
فما حصل يوم الاثنين الأسود من مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات من الشهداء الفلسطينيين ومئات الجرحى أثناء قيامهم بمظاهرات مناوئة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس عشية إحياء ذكرى النكبة ومسيرة العودة، وارتفع منسوب الغضب والإحباط مع ارتفاع عدد الضحايا في ذلك اليوم الدموي، مضافاً اليه الانحياز والعبث الأميركي بحقوقهم ومعاناتهم، والمضي نحو فرض سياساتهم المعلنة سلفاً.
يقابله تعاطف وانحياز تام لإخواننا الفلسطينيين من جميع مسلمي العالم نصرة لقضيتهم وتعلقاً بقبلتهم الأولى التي لن يمحوها عبث عابث، إلا أن هناك بعض المشاهد التي شوهت تلك التظاهرة، فالكل شاهد مقتل الرضيعة ليلى الغندور ذات الثمانية شهور، متأثرة بالغازات التي أطلقها العدو الصهيوني على جموع المتظاهرين، وهنا نتساءل أين نحن من حفظ الدم المسلم وأحكام الجهاد الفقهية! وما الذي يترتب على من يحرك تلك الجماهير؟
إن فقهنا الإسلامي السمح وبكل وضوح ينص على أنه لا يجب الجهاد على من هو دون سن البلوغ، فقد قال عبد الله بن عمر: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يُجزني في المُقاتلة"، وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ يوم بدر: أسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعرابة بن أوس، فجعلهم حرساً للذراري والنساء.
يرد من هو دون الخامسة عشر رحمة وشفقة على الصغار ، إنه حقا بالمؤمنين رؤوف رحيم،
وكان عليه السلام ينتقي لخوض المعارك العنيفة أكفأ الرجال من الأبطال ، بحسب الاستعداد والمناسبة، ويشجع على إظهار القوة والشجاعة أمام العدو كما حدث حين أثنى على أبا دجانة في مشيته في ذلك الموقف.
فليس من المنطق ولا الهدي النبوي أن يقدم أطفال المسلمين الى ساحات القتال ليلقو حتفهم من أعدائهم بكل هذه البساطة، ولو سألت تلك الأم جبر الله مصيبتها أحد العلماء وما يلزمها من حق شرعي، فلربما ترتب عليها صيام شهرين متتابعين، لما أقدمت عليه من تفريط في تلك النفس البريئة.
كما أن المتاجرة الإعلامية بهذه الحادثة لكسب تعاطف العالم لا يجلب لنا النصر والتمكين، بقدر مافيه من استهتار بأرواح بريئة، فطريق النصر أرشدنا إليه التنزيل بالإعداد و القوة بكل معانيها الإيمانية والإمكانات المادية، ولن يتحقق ذلك إلا بوحدة الكلمة والصف التي هي بداية الطريق نحو وحدة التراب، أما ليلى فستبقى شاهد وشهيد.