الميتانويا
صوت المدينة - منال التميمي
تقدمت البشرية بالعلم في شتى المجالات وانتشر في الأعوام الأخيرة علم تنمية الذات Self - development
ونشِطَ مؤخراً في مجتمعاتنا العربية مع نشاط عمليات الترجمة وانتشار عدد من رواده العرب الناقلين والمضيفين لهذا العلم.
يتطلب تقبلك لبعض قوانين ومعتقدات هذا العلم وعي عالي إلى متوسط فأصحاب الوعي المنخفض لايرونه سوى (بيع كلام) ! أما أنا فأرى الحقيقين منهم هم صنّاع التغيير ومشاعل النور التي تدل الإنسان على اكتشاف ذاته في وسط التشتت والضوضاء الإلكترونية والاجتماعية مع عدم تعارضه مع ثوابت الدين الإسلامي.
تتكرر بعض القوانين في علم التنمية كالإنعكاس و الجذب و الكارما !
فيشعر البعض أنها تضعه في دوامة اللوم وتأنيب الضمير فيجر لذاته مشاعر إنكارٍ ورفض أن يكون هو المتسبب الرئيسي لتجربة قاسية مرَّ بها !
يتسائل متعجباً ! كيف أجذب لذاتي الشر؟ وكيف أكون انعكاساً للغدر! كيف أرسل الحب وأستقبل اللاحب !؟ لا أحد يستطيع الإجابة إلا أنت ولكن لا تتورط وتفكر كثيراً بالأسباب مهما كانت فتذكر أنك لست وحدك فمن قبلك الأنبياء والأولياء ربما هو اختبار دنيوي أو رسالة تنبيه إلاهيه، فمن الطبيعي جداً أن تمر بتقلبات مختلفة بين عسرٍ ويسر ومن غير الطبيعي أن تكون أيامك على ذات الحال ، فحين تمر بتجربة مؤلمة يرفعك يقينك وإيمانك إلى الله فتشعر أنه معك وانك قوي به لا تُقهر ولا تُكسر ، وحين تخرج فاشلا من اختبارٍ بسيط فمالفشل إلا دروساً مجانية في مدرسة الحياة تخرج منها بخبراتٍ جديدة وقوةٍ أكبر ، أن تشعر أنك تعطي ولا ترى ثمار عطائك ( فاصبر وماصبرك إلا بالله ) فإن الخير يختبئ قليلاً ليدهشك .
المواقف محطاتٌ التغيير ، حاول أن تخرج منها بأدواتٍ وخبراتٍ تزيد من فعالية مهاراتك الحياتية لا تؤدي دور الضحية وتسقط لومك على الآخر
فربما كانت هي نقطة التحول العظمى في حياتك ، سر النجاح الذي سيفتح لك باب المجد ، شمس الحرية التي ستسطع على عالمك الحقيقي فتعيش الحياة كما لم تعشها من قبل ، أن يكون التغيير حقيقياً وواعياً لابد أن يأتي من الداخل ثم تتبعه مئات التغييرات الخارجية ، فبحسب القوانين الفيزيائية أن كل ردة فعل هي ناتجة عن قوة مؤثرة داخلية أو خارجية ، والقوانين الإلهية تقول ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) يطلَقُ هنا على تجربة التغيير الداخلية العميقة مصطلح ميتانويا (metanoia) فلقد استُخدِم لأول مرة في علم النفس من قبل المفكر الأميركي ويليام جايمس، أما أصلها فهي كلمة يونانية ومعناها الحرفي هو تغير الفكر الباطني أو تجديد الذهن.
أما دايفد كوبر وهو طبيب نفساني وباحث نظري، فقد اعتبر بأن الميتانويا تغيّر من أعماق الذات إلى أعلى باتجاه سطح المظهر الاجتماعي للإنسان،
لو تأملت الشخصيات التي من حولك أي منهم ترى بأنه قد مر بالميتانويا؟ ربما تكون أنت قد مررت بها ! فتغير تركيزك ومواقفك ووعيك تجاه ذاتك أولا ثم خارج حدود الذات ، لا تخجل من مبدأ ظننت أنك متمسك به فتخليت عنه بسهولة ، ليس العيب أن تتغير مواقفك أو زاوية نظرك للأمور فلا تتعصب كثيراً لفكرة او موقف ربما سيأتي يوم وتكون ضدها تماماً ، اصنع لنفسك كغارِ حراء أو محرابِ مريم تأمل ذاتك تعرف عليها من جديد أنصت لصوت الروح بداخلك ، الإستيقاظ الإنتباه التركيز مفردات عملية تطبيقية لابد أن تستخدمها بوعي في هذه المرحلة ، يقول نجيب محفوظ
" نحن لا نموت حين تفارقنا الروح وحسب ، نموت قبل ذلك ؛ حين تتشابه أيامنا ، ونتوقف عن التغيير ، حين لا يزداد شيئ سوى أعمارنا وأوزاننا ".
تقدمت البشرية بالعلم في شتى المجالات وانتشر في الأعوام الأخيرة علم تنمية الذات Self - development
ونشِطَ مؤخراً في مجتمعاتنا العربية مع نشاط عمليات الترجمة وانتشار عدد من رواده العرب الناقلين والمضيفين لهذا العلم.
يتطلب تقبلك لبعض قوانين ومعتقدات هذا العلم وعي عالي إلى متوسط فأصحاب الوعي المنخفض لايرونه سوى (بيع كلام) ! أما أنا فأرى الحقيقين منهم هم صنّاع التغيير ومشاعل النور التي تدل الإنسان على اكتشاف ذاته في وسط التشتت والضوضاء الإلكترونية والاجتماعية مع عدم تعارضه مع ثوابت الدين الإسلامي.
تتكرر بعض القوانين في علم التنمية كالإنعكاس و الجذب و الكارما !
فيشعر البعض أنها تضعه في دوامة اللوم وتأنيب الضمير فيجر لذاته مشاعر إنكارٍ ورفض أن يكون هو المتسبب الرئيسي لتجربة قاسية مرَّ بها !
يتسائل متعجباً ! كيف أجذب لذاتي الشر؟ وكيف أكون انعكاساً للغدر! كيف أرسل الحب وأستقبل اللاحب !؟ لا أحد يستطيع الإجابة إلا أنت ولكن لا تتورط وتفكر كثيراً بالأسباب مهما كانت فتذكر أنك لست وحدك فمن قبلك الأنبياء والأولياء ربما هو اختبار دنيوي أو رسالة تنبيه إلاهيه، فمن الطبيعي جداً أن تمر بتقلبات مختلفة بين عسرٍ ويسر ومن غير الطبيعي أن تكون أيامك على ذات الحال ، فحين تمر بتجربة مؤلمة يرفعك يقينك وإيمانك إلى الله فتشعر أنه معك وانك قوي به لا تُقهر ولا تُكسر ، وحين تخرج فاشلا من اختبارٍ بسيط فمالفشل إلا دروساً مجانية في مدرسة الحياة تخرج منها بخبراتٍ جديدة وقوةٍ أكبر ، أن تشعر أنك تعطي ولا ترى ثمار عطائك ( فاصبر وماصبرك إلا بالله ) فإن الخير يختبئ قليلاً ليدهشك .
المواقف محطاتٌ التغيير ، حاول أن تخرج منها بأدواتٍ وخبراتٍ تزيد من فعالية مهاراتك الحياتية لا تؤدي دور الضحية وتسقط لومك على الآخر
فربما كانت هي نقطة التحول العظمى في حياتك ، سر النجاح الذي سيفتح لك باب المجد ، شمس الحرية التي ستسطع على عالمك الحقيقي فتعيش الحياة كما لم تعشها من قبل ، أن يكون التغيير حقيقياً وواعياً لابد أن يأتي من الداخل ثم تتبعه مئات التغييرات الخارجية ، فبحسب القوانين الفيزيائية أن كل ردة فعل هي ناتجة عن قوة مؤثرة داخلية أو خارجية ، والقوانين الإلهية تقول ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) يطلَقُ هنا على تجربة التغيير الداخلية العميقة مصطلح ميتانويا (metanoia) فلقد استُخدِم لأول مرة في علم النفس من قبل المفكر الأميركي ويليام جايمس، أما أصلها فهي كلمة يونانية ومعناها الحرفي هو تغير الفكر الباطني أو تجديد الذهن.
أما دايفد كوبر وهو طبيب نفساني وباحث نظري، فقد اعتبر بأن الميتانويا تغيّر من أعماق الذات إلى أعلى باتجاه سطح المظهر الاجتماعي للإنسان،
لو تأملت الشخصيات التي من حولك أي منهم ترى بأنه قد مر بالميتانويا؟ ربما تكون أنت قد مررت بها ! فتغير تركيزك ومواقفك ووعيك تجاه ذاتك أولا ثم خارج حدود الذات ، لا تخجل من مبدأ ظننت أنك متمسك به فتخليت عنه بسهولة ، ليس العيب أن تتغير مواقفك أو زاوية نظرك للأمور فلا تتعصب كثيراً لفكرة او موقف ربما سيأتي يوم وتكون ضدها تماماً ، اصنع لنفسك كغارِ حراء أو محرابِ مريم تأمل ذاتك تعرف عليها من جديد أنصت لصوت الروح بداخلك ، الإستيقاظ الإنتباه التركيز مفردات عملية تطبيقية لابد أن تستخدمها بوعي في هذه المرحلة ، يقول نجيب محفوظ
" نحن لا نموت حين تفارقنا الروح وحسب ، نموت قبل ذلك ؛ حين تتشابه أيامنا ، ونتوقف عن التغيير ، حين لا يزداد شيئ سوى أعمارنا وأوزاننا ".