عندما يغادرون
صوت المدينة - فوزية الشيخي
لمغادرين بحياتنا فصول تماماً كفصول المسرحية فصل يمر تلو الفصل حتى تأتي النهاية، الفرق الوحيد بين فصول المسرحية تلك وفصول المغادرين أن فصول المسرحية تتقيد بوقت وزمن محدد تبدأ به وأيضاً تنتهي به.
أما بالنسبة لفصول المغادرين من حياتنا فهي لا تتقيد بوقت أو زمن، يمكثون معنا وقت ما حتى أننا ننسى أن يكون هناك رحيل يُعقب هذا البقاء، قد لا يتبادر إلى أذهاننا يوماً ذلك الشي ولا يكون بحسباننا أبداً أن من مكثوا معنا وشاركناهم حلو الحياة ومرّها جِدّها وهزلها أن يغادروا سريعاً وبدون أي مقدمات، لذلك يكون وقعه عندما يحدث صعباً جداً ومؤلماً، لدرجة أننا حينها نفقد توازننا وثباتنا لفترة من الوقت وقد تطول ويكون الوقع مؤثراً جداً مهما كانت حيثيات تلك المغادرة، سواءً أغادروا بموتٍ أو غادروا بسبب ظروف الحياة وتقلّباتها وتغيراتها الفجائية، ولكن الحقيقة التي لا تقبل الشك أن المغادرون يتركون وراءهم آثار، وقد تختلف تلك الآثار من مغادر لآخر، فبعض المغادرون تكون آثارهم التي خلّفوها وراءهم آثار لا تُمحى ولا تزول، تبقى آثارهم خالدة بقلوبنا أولاً وبمخيلاتنا ثانياً، تبقى لهم آثار كمعالم أثرية باقية لا تصدأ ولا تشيخ ولا تتغير مع مرور الوقت والأزمان، نتذكرها ونتأملها في كل حين ويستحيل نسيان آثارهم تلك التي طبعوها في دواخلنا.
ومغادرون آخرون تكون آثارهم غير واضحة المعالم، باهتة كبهوتهم في حياتنا ذاك الذي لم يكن مرئي أمامنا ولم يكن له وقعٌ يذكر، مغادرون لم نشعر بوجودهم من الأصل كانوا أشبه بورقة شجرة مصفرة لا لون لها ولا رائحة، سقطت من تلك الشجرة لانتهاء عمرها الافتراضي، وبسقوطها ذاك أصبحت لا تعني شيئا لتلك الشجرة المثمرة، التي اكتفت بأوراقها المزهرة المخضرة بينما تلك الورقة طارت واختفت مع أول هبوب للريح.
بالمختصر، ما نحن إلا عابرون نقف قليلاً وما نلبث أن نغادر بدون مقدمات، هكذا هي فصول الحياة وستظل هكذا سواء رضينا أم أبينا
فلتكن مغادرتنا راقية ومؤثرة جداً فلنخلّف وراءنا أثراً لا يُمحى أثراً طيباً يبقى بعدنا راسخاً ثابتاً لا ينسى ولا يبهت ولا يعتريه ذبول. اصنعوا من البقاء ومن الرحيل تفاصيل تستحق أن تذكر، وأن تعيش حتى لو لم يعد لنا وجود على هذه الأرض.
لمغادرين بحياتنا فصول تماماً كفصول المسرحية فصل يمر تلو الفصل حتى تأتي النهاية، الفرق الوحيد بين فصول المسرحية تلك وفصول المغادرين أن فصول المسرحية تتقيد بوقت وزمن محدد تبدأ به وأيضاً تنتهي به.
أما بالنسبة لفصول المغادرين من حياتنا فهي لا تتقيد بوقت أو زمن، يمكثون معنا وقت ما حتى أننا ننسى أن يكون هناك رحيل يُعقب هذا البقاء، قد لا يتبادر إلى أذهاننا يوماً ذلك الشي ولا يكون بحسباننا أبداً أن من مكثوا معنا وشاركناهم حلو الحياة ومرّها جِدّها وهزلها أن يغادروا سريعاً وبدون أي مقدمات، لذلك يكون وقعه عندما يحدث صعباً جداً ومؤلماً، لدرجة أننا حينها نفقد توازننا وثباتنا لفترة من الوقت وقد تطول ويكون الوقع مؤثراً جداً مهما كانت حيثيات تلك المغادرة، سواءً أغادروا بموتٍ أو غادروا بسبب ظروف الحياة وتقلّباتها وتغيراتها الفجائية، ولكن الحقيقة التي لا تقبل الشك أن المغادرون يتركون وراءهم آثار، وقد تختلف تلك الآثار من مغادر لآخر، فبعض المغادرون تكون آثارهم التي خلّفوها وراءهم آثار لا تُمحى ولا تزول، تبقى آثارهم خالدة بقلوبنا أولاً وبمخيلاتنا ثانياً، تبقى لهم آثار كمعالم أثرية باقية لا تصدأ ولا تشيخ ولا تتغير مع مرور الوقت والأزمان، نتذكرها ونتأملها في كل حين ويستحيل نسيان آثارهم تلك التي طبعوها في دواخلنا.
ومغادرون آخرون تكون آثارهم غير واضحة المعالم، باهتة كبهوتهم في حياتنا ذاك الذي لم يكن مرئي أمامنا ولم يكن له وقعٌ يذكر، مغادرون لم نشعر بوجودهم من الأصل كانوا أشبه بورقة شجرة مصفرة لا لون لها ولا رائحة، سقطت من تلك الشجرة لانتهاء عمرها الافتراضي، وبسقوطها ذاك أصبحت لا تعني شيئا لتلك الشجرة المثمرة، التي اكتفت بأوراقها المزهرة المخضرة بينما تلك الورقة طارت واختفت مع أول هبوب للريح.
بالمختصر، ما نحن إلا عابرون نقف قليلاً وما نلبث أن نغادر بدون مقدمات، هكذا هي فصول الحياة وستظل هكذا سواء رضينا أم أبينا
فلتكن مغادرتنا راقية ومؤثرة جداً فلنخلّف وراءنا أثراً لا يُمحى أثراً طيباً يبقى بعدنا راسخاً ثابتاً لا ينسى ولا يبهت ولا يعتريه ذبول. اصنعوا من البقاء ومن الرحيل تفاصيل تستحق أن تذكر، وأن تعيش حتى لو لم يعد لنا وجود على هذه الأرض.