وماذا عن أناتكم ؟
صوت المدينة - جميلة الحربي
في لحظة أقرب ما تكون إلى الهذيان حين نستيقظ ذات مساء على ارتفاع حرارتنا من عارض صحي التقطه حظنا العاثر ذات لقاء وكأنها أي: الحمى تسخر هي الأخرى منا! .. مددت يدي إليّ لعلها تنتشلني لكنها عادت خائبة هذه المرة ، يممت وجهي نحو بقعة كانت تحلو في عيني كلما ضاقت بي الأرض ، ومن بعيد رأيتنيّ متقوقعة وحولي مجموعة أوراق كنت معتادة على بعثرتها وكأن في إعادة ترتيبها تراجع للزمن للحظة التي ضحكت بها كثيرا .
وجهيّ تحول لقناع ضاحك والذي بات كأجنحة لم تنتظر أن تُطوى المسافات تحت قدمي وحلّقت بي نحويّ ! فإذ بي أستيقظ على صفعة قارصة البرودة ووجوه كثيرة لم أتعرف على الكثير منها تُصافح يدي التي امتدت دون هُدى وهي تُردد : أحسن الله عزائك وعظم الله أجرك .. .
على تصفيق الحاضرات رجعت للحظة الراهنة ولا زال إعياء الحمى يستميت للتشبث أكثر فيّ كان موضوع اللقاء عن الأنا عن ذواتنا التي نتغافل عنها إما بفعل الفطرة وإما بفعل ما نراه واجب وحق وكان المدخل بسيط جدا طلبت من الجميع أن ينظر إلى تلك الدائرة إلى هالة الضوء التي تُحيط بالكرسي في إحدى زوايا المكان طلبت منهم التمعّن في ذواتهم القابعة هناك تلك المستميتة في نظرة واحدة فقط لعلها تنال نصيب وإن فتات من احتواءنا للآخر.
كان التصفيق لتلك السيدة التي تركت أناتها وهجرتها قرابة العشرين سنة حتى وجدت نفسها أمام منعطف واحد يؤدي لذات الطريق أن تعود لتلك الدائرة وتسترق النظر لأناتها القابعة على الكرسي. هي سيدة فقدت أختها وفقدت أناتها معها ذات العزاء الذي أقيم كان عزاءها في أناتها ظلت سنوات تقدم للجميع ما في يدها حتى استيقظت على واقع انفضاض الجميع إلا من أناتها.
لأول مرة وبعد سنوات تُعيد الروابط التي اهترأت بفعل السنين وتستشعر مقدار الحنق الذي ارتسم على وجهها وكأنها أمام مرآة انعكس واقعها من خلالها لتراه حقيقة مجسدة أمامها.
طبعا لابد من أن أخبركم أن الحاضرات عانقوا أناتهم بحرقة اللحظة في نهاية اللقاء وانصرفوا بعد أن تَرَكُوا على ذاك الكرسي فتات ملاحظاتهم: هي الحياة هكذا فتجلّدي!.
في لحظة أقرب ما تكون إلى الهذيان حين نستيقظ ذات مساء على ارتفاع حرارتنا من عارض صحي التقطه حظنا العاثر ذات لقاء وكأنها أي: الحمى تسخر هي الأخرى منا! .. مددت يدي إليّ لعلها تنتشلني لكنها عادت خائبة هذه المرة ، يممت وجهي نحو بقعة كانت تحلو في عيني كلما ضاقت بي الأرض ، ومن بعيد رأيتنيّ متقوقعة وحولي مجموعة أوراق كنت معتادة على بعثرتها وكأن في إعادة ترتيبها تراجع للزمن للحظة التي ضحكت بها كثيرا .
وجهيّ تحول لقناع ضاحك والذي بات كأجنحة لم تنتظر أن تُطوى المسافات تحت قدمي وحلّقت بي نحويّ ! فإذ بي أستيقظ على صفعة قارصة البرودة ووجوه كثيرة لم أتعرف على الكثير منها تُصافح يدي التي امتدت دون هُدى وهي تُردد : أحسن الله عزائك وعظم الله أجرك .. .
على تصفيق الحاضرات رجعت للحظة الراهنة ولا زال إعياء الحمى يستميت للتشبث أكثر فيّ كان موضوع اللقاء عن الأنا عن ذواتنا التي نتغافل عنها إما بفعل الفطرة وإما بفعل ما نراه واجب وحق وكان المدخل بسيط جدا طلبت من الجميع أن ينظر إلى تلك الدائرة إلى هالة الضوء التي تُحيط بالكرسي في إحدى زوايا المكان طلبت منهم التمعّن في ذواتهم القابعة هناك تلك المستميتة في نظرة واحدة فقط لعلها تنال نصيب وإن فتات من احتواءنا للآخر.
كان التصفيق لتلك السيدة التي تركت أناتها وهجرتها قرابة العشرين سنة حتى وجدت نفسها أمام منعطف واحد يؤدي لذات الطريق أن تعود لتلك الدائرة وتسترق النظر لأناتها القابعة على الكرسي. هي سيدة فقدت أختها وفقدت أناتها معها ذات العزاء الذي أقيم كان عزاءها في أناتها ظلت سنوات تقدم للجميع ما في يدها حتى استيقظت على واقع انفضاض الجميع إلا من أناتها.
لأول مرة وبعد سنوات تُعيد الروابط التي اهترأت بفعل السنين وتستشعر مقدار الحنق الذي ارتسم على وجهها وكأنها أمام مرآة انعكس واقعها من خلالها لتراه حقيقة مجسدة أمامها.
طبعا لابد من أن أخبركم أن الحاضرات عانقوا أناتهم بحرقة اللحظة في نهاية اللقاء وانصرفوا بعد أن تَرَكُوا على ذاك الكرسي فتات ملاحظاتهم: هي الحياة هكذا فتجلّدي!.