• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

التكرار طريق للإتقان

بواسطة الكاتبة : مريم جمال الحارثي 10-21-2014 08:35 مساءً 1613 زيارات
أمة أول كلمة في منهجها الرباني اقرأ لا غرو أن يشغل التعليم حيزا كبيرا في نقاشاتها اليومية و سعيها الحثيث للرقي بمستوى التعليم الذي تقدمه لأبنائها صغارا كانوا أم كبارا، التعليم لا يبدأ بدخول الطفل إلى الروضة ، ولاينتهي بتخرجه من المدرسة بل هو عملية مستمرة .

يتعلم الطفل الكلام بمحاكاة الراشدين من حوله و يتعلم عادات مجتمعه باانخراطه و تواصله الاجتماعي مع الأقران في محيطه الاجتماعي و كذلك مع الراشدين من حوله و الذين تقع على كاهلهم مهمة إرشاد الطفل للسلوك الصحيح و تعزيزه و تنبيهه إن أساء التصرف.

و لكون مجال التعليم محيط شاسع ، فقد رأيت أن أخصص مقال اليوم للحديث عن التكرار و الممارسة العميقة ودورها في إذكاء المواهب و تنميتها ، و كثيرا ما سمعنا صغارا عبارة " التكرار يعلم الشطار " وقد يجد بعضنا أن المعلومات التي تعلمناها عن طريق التكرار أو الممارسة العميقة هي التي بقيت معنا بعد أن تركنا مقاعد الدراسة و انخرطنا في الحياة العلمية من حولنا، المعلومات أو المهارات التي أمضينا أوقاتا طويلة في تعلمها حين نعود إليها بعد سنين طوال نجد أن كل ما نحتاج إليه هو قليل الوقت لاسترجاعها و العودة لممارستها.

في كتابه شفرة الموهبة The talent code يركز كويل Coyle حول الدور الذي يعلمه التدريب العميق في وصول الشخص إلى مرحلة إتقان الموهبة أو المهارة، و يرى كويل أن الأفراد في مرحلة تطور مواهبهم أو مهاراتهم يقومون بمحاولات صغيرة فاشلة وأعمال إيقاعية رتيبة غير متقنة تصاحبها تعابير في الوجه تلازم الفرد في كل مرحلة بإصرار الفرد على تكرار المهارة يبدأ في التغيير من طريقته التي كان يسير عليها و يدخل بعض التعديلات ، قد تنجح هذه التعديلات فتحفظ للمتدرب وقته و قد تستلزم منه ممارسة لوقت أطول حتى يصل لمرحلة الإتقان و لكن في كلا الحالتين يكون الفرد قد اكتسب معرفة جديدة .

التكرار يأخذ أشكالا متنوعة فعند حفظ آية من القرآن أو أبيات من قصيدة يكون الجهد ذهنيا و يعتمد على مهارة الحفظ و استحضار المعلومة لدى بعض الأشخاص ، فيما يفضل آخرون البدء بفهم النصوص المراد حفظها قبل البدء في الحفظ ، وهناك من يتقن الحفظ عن طريق كتابة النص المراد حفظه لعدة مرات ، فبالرغم من أن الهدف واحد إلا أن طريقة الشخص في تحقيقه تختلف ، كذلك المدة التي يحتاج إليها كل شخص تختلف عن الآخر.

يرى كويل أننا نميل إلى تذكر المعلومات و المهارات التي واجهنا في سبيل الوصول إليها بعض المحاولات الفاشلة و الأخطاء أكثر من تلك المعلومات التي تمكنا من تذكرها و اكتسابها بسهولة ، و يرى أن ذلك لا علاقة له بمقياس ذكاء الشخص و إنما بالوقت الذي أمضاه الشخص في الممارسة العميقة Deep Practice لاكتساب هذه المهارة.

و التكرار لا يعني الحفظ دون فهم ، أو إيصال المعلومة للمتعلم دون أن يبذل جهدا في الوصول إليها ، بل هي وسيلة ناجعة لتكريس التعليم الذاتي، و توجيه المتعلم لإيجاد أفضل السبل التي تعينه على اكتساب مهارة ما ، كما أنها إحدى الطرق التى قد تفيد في الصفوف الدراسية إذا ما أحسن استخدامها و طبقت بالتركيز على دور المتعلم بدلا من دور المعلم.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر