الاختيار الأسمى
صوت المدينة _ بشرى الأحمدي
لديّ مجموعة من فواصل الكتب التي أحبها. أحتفظ بها في كوب أنيق على الرف الأعلى من مكتبتي المنزلية المتواضعة. غبتُ ذات يوم لحظات لأعود فأجد ابنتي تلعب في تلك المجموعة بانسجام تام جعلها لا تلحظ وجودي . كانت تقوم بمسرحية كاملة من خلال تمثيل الكلام على ألسنة تلك الفواصل .
فجأة.. قامت بقطع إحدى تلك الفواصل عن طريق الخطأ.. ناديتها بحزم، فنظرت اليّ وقد تحوّل لون وجهها إلى الأصفر في ثوان وعلت وجهها نظرة رعب وخجل لم أرهما من قبل! كانت الفرصة سانحة أمامي لتلقينها درساً لا تنساه خصوصاً و أنها سهلت المهمة لي باحساسها الكبير بالخطأ.
عوضاً عن ذلك، قمتُ بمقارنة سريعة في عقلي بين ابنتي التي لم تقصد إيذائي و قطعة كرتون صغيرة يمكن استبدالها من أي مكان وفي أي وقت، بالطبع انتصر حبي لابنتي على رغبة الاحتفاظ بالأشياء وتقديسها فابتسمت لها و طلبتُ منها أن تعيد الفواصل إلى مكانها. وهكذا فعلت بعدما عاد لون بشرتها الى طبيعته.
إن الأمر ينطوي على ترتيب أولويات، فالكثير يهتمّ بالمحافظة على الأثاث لدرجة يفقد معها صوابه إذا ما تمّ العبث به من قبل أبنائه.. يهتمّ بخدش صغير في إناء الزجاج و يهمل الشرخ الكبير الذي خلّفه صراخه و ضربه لطفله في احساسه.
كثير من الأشخاص يغضبون و يفتعلون المشاكل لأجل أمور لن تعني لهم شيئاً على المدى البعيد. يقضون يوماً تعيساً بسبب شيء لن يتذكروه بعد مدة.. لماذا ضايقهم إلى هذا الحد.
يضيعون أوقاتاً جميلة كان يمكن أن تحدث لولا انشغالهم بكبريائهم وفكرة تأديب الغير. يقاطعون هذا و يهزأون من ذاك لا لأمر جلل سوى انتصارخادع لأنفسهم.
إن الحياة استثمار، فاختر ماتريد أن تربيه طوال سنوات عمرك لتجد ثماره حين تكبر.
هل تريد أن تنظر لما جمعت بين يديك فتجده أموراً مادية وقوانيناً صارمة وأشياء زائلة؟
أم تريد علاقات انسانية ومحبة وخبرة حياتية غنية والكثير من الذكريات الجميلة؟
في كل مرة تضطر فيها إلى الاختيار، اختر شيئاً يضيف إلى حياتك وحياة الآخرين من حولك، لا شيئاً يصنع هوة كبيرة تقع فيها علاقاتك وسعادتك ولحظاتك السعيدة.
لديّ مجموعة من فواصل الكتب التي أحبها. أحتفظ بها في كوب أنيق على الرف الأعلى من مكتبتي المنزلية المتواضعة. غبتُ ذات يوم لحظات لأعود فأجد ابنتي تلعب في تلك المجموعة بانسجام تام جعلها لا تلحظ وجودي . كانت تقوم بمسرحية كاملة من خلال تمثيل الكلام على ألسنة تلك الفواصل .
فجأة.. قامت بقطع إحدى تلك الفواصل عن طريق الخطأ.. ناديتها بحزم، فنظرت اليّ وقد تحوّل لون وجهها إلى الأصفر في ثوان وعلت وجهها نظرة رعب وخجل لم أرهما من قبل! كانت الفرصة سانحة أمامي لتلقينها درساً لا تنساه خصوصاً و أنها سهلت المهمة لي باحساسها الكبير بالخطأ.
عوضاً عن ذلك، قمتُ بمقارنة سريعة في عقلي بين ابنتي التي لم تقصد إيذائي و قطعة كرتون صغيرة يمكن استبدالها من أي مكان وفي أي وقت، بالطبع انتصر حبي لابنتي على رغبة الاحتفاظ بالأشياء وتقديسها فابتسمت لها و طلبتُ منها أن تعيد الفواصل إلى مكانها. وهكذا فعلت بعدما عاد لون بشرتها الى طبيعته.
إن الأمر ينطوي على ترتيب أولويات، فالكثير يهتمّ بالمحافظة على الأثاث لدرجة يفقد معها صوابه إذا ما تمّ العبث به من قبل أبنائه.. يهتمّ بخدش صغير في إناء الزجاج و يهمل الشرخ الكبير الذي خلّفه صراخه و ضربه لطفله في احساسه.
كثير من الأشخاص يغضبون و يفتعلون المشاكل لأجل أمور لن تعني لهم شيئاً على المدى البعيد. يقضون يوماً تعيساً بسبب شيء لن يتذكروه بعد مدة.. لماذا ضايقهم إلى هذا الحد.
يضيعون أوقاتاً جميلة كان يمكن أن تحدث لولا انشغالهم بكبريائهم وفكرة تأديب الغير. يقاطعون هذا و يهزأون من ذاك لا لأمر جلل سوى انتصارخادع لأنفسهم.
إن الحياة استثمار، فاختر ماتريد أن تربيه طوال سنوات عمرك لتجد ثماره حين تكبر.
هل تريد أن تنظر لما جمعت بين يديك فتجده أموراً مادية وقوانيناً صارمة وأشياء زائلة؟
أم تريد علاقات انسانية ومحبة وخبرة حياتية غنية والكثير من الذكريات الجميلة؟
في كل مرة تضطر فيها إلى الاختيار، اختر شيئاً يضيف إلى حياتك وحياة الآخرين من حولك، لا شيئاً يصنع هوة كبيرة تقع فيها علاقاتك وسعادتك ولحظاتك السعيدة.