الإرهاق الفكري !!!
إن القدرات الفكرية عند الإنسان شبيهة بالقدرات الجسمية ، تختلف بين شخص وآخر في مقدرتها على التحمل !
وكما ينبغي أن نهتم في أجسادنا من ناحية التغذية والتمارين المستمرة والمناسبة مع طبيعة أجسادنا وقدرة تحملها ، كي تتقوى وتزداد لياقتها فيجب الاهتمام ايضاً بالقدرات العقلية بتدريبها وتغذيتها بالمعلومات والأفكار المفيدة ، بكميات تتناسب مع القدرات العقلية لكل فرد .
لأن الزيادة المفرطة في تحميل الدماغ بحشو المعلومات والتفكير المفرط قد يحمّل أدمغتنا مالا تطيق فينتج عن ذلك الإرهاق الفكري والصداع والشتات الذهني ، تماماً كما يأتي متدرب رياضي لا يقوى على حمل ثقل وزنه 50 كيلو فبحمل ثقل وزنه 80 كيلو ويرفعه وينزله باستمرار بغية تقوية جسمه ، وعليه فلا ينتج عن هذا التدريب إلا إرهاق جسدي وتشنج وبالتالي عدم القدرة على السيطرة على يديه ، وربما يحدث عنده تمزق في عضلاته نتيجة تحميلها فوق طاقتها .
ولو قام هذا الشاب بالتدرج بالتدريب ، أي قام بحمل 10 كيلو في الشهر الأول ، و 15 كيلو في الشهر الثاني وهكذا .. فسيعطي عضلاته فرصة للتأقلم والتعود على كل ثقل وبالتالي سيصل بعد فترة إلى مقدرته على حمل وزن 80 كيلو بدون أي عناء أو نتائج سلبية .
وعقل الإنسان كذلك فيجب أن نتعامل معه بما يطيق وبما يستطيع ، فالله تعالى وضع نظام الكون بالتدريج وبنظام المراحل والأسباب ، فالأمطار لا تهطل من تلقاء نفسها ، بل على عدة مراحل ، وجود المياه ومرحلة التبخر ومرحلة صعود البخار إلى مناطق باردة ومن ثم التكثف وعندها تنزل الأمطار ، وهذا كله بنظام كوني وضعه الله تعالى بالاسباب والتدرج بها .
وفي قصة نوح عليه السلام ، حيث أمر الله تعالى سيدنا نوح عليها السلام بصناعة السفينة لتكون سبباً في نجاته ومن معه من الذين آمنوا ، قال الله تعالى ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) وهذا من اتخاذ الأسباب ، وأيضاً حمل الأم ونمو جنينها حتى تسعة أشهر ، شهر وراء شهر حتى ولادته ، كل ذلك يبدأ بأسباب ويمر بتدرج ومراحل ، وهذا كله حتى يتقبلها العقل ويستوعبها ، قال الله تعالى (يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) .
وخلاصة القول ، إن الله تعالى بين آياته في الكون بطريقة مناسبة لقدرات الإنسان العقلية ليتفكر بها ، أما ما يفوق قدرات الإنسان العقلية فأخفاه سبحانه وتعالى عن الإنسان رحمة به ، قَالَ الله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) ، و قال الله تعالى ( وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .
وفي نهاية الحديث ، وما وددت إيضاحه هو أن للعقل قدرات ، وتختلف هذه القدرات من شخص إلى آخر بنسب بسيطة ، فالاعتدال والتدرج في التدبر و الاستيعاب مطلوب للحفاظ على ثبات العقل وتهيئته لمرحلة أكبر للاستيعاب من سابقتها حتى يصل الإنسان بنفسه إلى مراحل متقدمة من العلم .
قال الله تعالى: { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الأفِلِينَ ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } .
فالتدرج في العلم وفي التحميل الفكري المثالي هو الأفضل في كل أمور الحياة وهو ما يقودنا إلى نتائج أفضل بإذن الله ، هذا والله تعالى أعلم .
الكاتب : علي محمد لامي .
وكما ينبغي أن نهتم في أجسادنا من ناحية التغذية والتمارين المستمرة والمناسبة مع طبيعة أجسادنا وقدرة تحملها ، كي تتقوى وتزداد لياقتها فيجب الاهتمام ايضاً بالقدرات العقلية بتدريبها وتغذيتها بالمعلومات والأفكار المفيدة ، بكميات تتناسب مع القدرات العقلية لكل فرد .
لأن الزيادة المفرطة في تحميل الدماغ بحشو المعلومات والتفكير المفرط قد يحمّل أدمغتنا مالا تطيق فينتج عن ذلك الإرهاق الفكري والصداع والشتات الذهني ، تماماً كما يأتي متدرب رياضي لا يقوى على حمل ثقل وزنه 50 كيلو فبحمل ثقل وزنه 80 كيلو ويرفعه وينزله باستمرار بغية تقوية جسمه ، وعليه فلا ينتج عن هذا التدريب إلا إرهاق جسدي وتشنج وبالتالي عدم القدرة على السيطرة على يديه ، وربما يحدث عنده تمزق في عضلاته نتيجة تحميلها فوق طاقتها .
ولو قام هذا الشاب بالتدرج بالتدريب ، أي قام بحمل 10 كيلو في الشهر الأول ، و 15 كيلو في الشهر الثاني وهكذا .. فسيعطي عضلاته فرصة للتأقلم والتعود على كل ثقل وبالتالي سيصل بعد فترة إلى مقدرته على حمل وزن 80 كيلو بدون أي عناء أو نتائج سلبية .
وعقل الإنسان كذلك فيجب أن نتعامل معه بما يطيق وبما يستطيع ، فالله تعالى وضع نظام الكون بالتدريج وبنظام المراحل والأسباب ، فالأمطار لا تهطل من تلقاء نفسها ، بل على عدة مراحل ، وجود المياه ومرحلة التبخر ومرحلة صعود البخار إلى مناطق باردة ومن ثم التكثف وعندها تنزل الأمطار ، وهذا كله بنظام كوني وضعه الله تعالى بالاسباب والتدرج بها .
وفي قصة نوح عليه السلام ، حيث أمر الله تعالى سيدنا نوح عليها السلام بصناعة السفينة لتكون سبباً في نجاته ومن معه من الذين آمنوا ، قال الله تعالى ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) وهذا من اتخاذ الأسباب ، وأيضاً حمل الأم ونمو جنينها حتى تسعة أشهر ، شهر وراء شهر حتى ولادته ، كل ذلك يبدأ بأسباب ويمر بتدرج ومراحل ، وهذا كله حتى يتقبلها العقل ويستوعبها ، قال الله تعالى (يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) .
وخلاصة القول ، إن الله تعالى بين آياته في الكون بطريقة مناسبة لقدرات الإنسان العقلية ليتفكر بها ، أما ما يفوق قدرات الإنسان العقلية فأخفاه سبحانه وتعالى عن الإنسان رحمة به ، قَالَ الله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُوا مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) ، و قال الله تعالى ( وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .
وفي نهاية الحديث ، وما وددت إيضاحه هو أن للعقل قدرات ، وتختلف هذه القدرات من شخص إلى آخر بنسب بسيطة ، فالاعتدال والتدرج في التدبر و الاستيعاب مطلوب للحفاظ على ثبات العقل وتهيئته لمرحلة أكبر للاستيعاب من سابقتها حتى يصل الإنسان بنفسه إلى مراحل متقدمة من العلم .
قال الله تعالى: { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الأفِلِينَ ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } .
فالتدرج في العلم وفي التحميل الفكري المثالي هو الأفضل في كل أمور الحياة وهو ما يقودنا إلى نتائج أفضل بإذن الله ، هذا والله تعالى أعلم .
الكاتب : علي محمد لامي .