وبائع الحلوى وحامل الخضار
صوت المدينة - عيسى وصل
قال : نجيب محفوظ , لما رأى طفلاً يبيعُ الحلوى عند إشارة المرور، بكى. ثم كتب :
وأحلامُ الأطفالِ قطعةُ حلوى .. وهذا طفلٌ يبيع حُلمه
ولكن العبد الضعيف الماثل أمامكم سوف يحكي لكم قصة حامل الخضار ، أي إنني في صباح هذا اليوم خرجت لسوق الخضار والفاكهة في المدينة ، وبدأت في التسوق والابتسامة على محياي ، لا يجول في فكري سوى
فكرة كتابة مقال عن جمال المدينة وسوق خضارها .
أنشأت هذه الفكرة ولكن القدر أراد فكرة “حامل الخضار”
حميد الطفل ذو التسع سنوات الذي رأيته في السوق والعرق يتصبب من جبينه وأبتسم لي ، فقال: هل تريديني أن احمل الأغراض في عربتي الخشبية و أوصلها لسيارتك ..
قلت له: نعم ، فضلا وليس أمرا ، فحمل عني مالا أستطيع حمله ، وأنا ذو الثاني والعشرين من عمري ، و أثناء ذهابنا نتسوق وهو يضع ما أشتري في عربته ويدفعها خلفي وكأنها تطلبه الرحمة من هشاشتها ..
جرى بيني وبينه حديث
قلت له: منذ متى وانت تعمل هنا ؟
قال: ٤ أشهر.
قلت له: وما حملك على هذا !
قال: والدي الذي لا يستطيع الحراك من مكانه بسبب إعاقته
قلت: أين هو ؟
قال: في المنزل.
قلت: وهل انت أكبر أبناءه ؟
قال: لا أكبر مني أخ يعمل في مكان آخر.
قلت: وكم تكن أجرتك في اليوم ؟
قال: ما يمتد لي أخذه فقط ..
ثم ذهب في سبيله بعد أن أوصل الأغراض إلى سيارتي
و أثناء عودتي للمنزل تسألت من مِنا أصاب ؟
تربيتنا لأبنائنا أم هم ؟
نحن نجعل الطفل يرى الدنيا كأنها تخرج كنوزها له.
وهم يجعلونه يسعى في الدنيا ليخرج كنوزها.
أطفالنا يحركهم جهاز الأيباد.
وهم يجعلون الطفل يحرك حياته بنفسه كيفما شاء وأينما شاء.
“حميد” اختصر لي الكثير من محاضرات الحياة في خمس دقائق ، واعطاني شهادة معتمدة في التربية ليس اليوم فقط ولكن الى المدى البعيد ، وأنتم أين أطفالكم من هذه الحياة !
أطفالكم اجعلوهم أقوى من أي وقتٍ مضى ، فتلك الحياة بين أيديهم بسببكم وهم ليس لهم فضل .
ولعلي أقول كما قال نجيب محفوظ:
أطفالنا يحملون الأيباد وحميد يحمل الخضار !
قال : نجيب محفوظ , لما رأى طفلاً يبيعُ الحلوى عند إشارة المرور، بكى. ثم كتب :
وأحلامُ الأطفالِ قطعةُ حلوى .. وهذا طفلٌ يبيع حُلمه
ولكن العبد الضعيف الماثل أمامكم سوف يحكي لكم قصة حامل الخضار ، أي إنني في صباح هذا اليوم خرجت لسوق الخضار والفاكهة في المدينة ، وبدأت في التسوق والابتسامة على محياي ، لا يجول في فكري سوى
فكرة كتابة مقال عن جمال المدينة وسوق خضارها .
أنشأت هذه الفكرة ولكن القدر أراد فكرة “حامل الخضار”
حميد الطفل ذو التسع سنوات الذي رأيته في السوق والعرق يتصبب من جبينه وأبتسم لي ، فقال: هل تريديني أن احمل الأغراض في عربتي الخشبية و أوصلها لسيارتك ..
قلت له: نعم ، فضلا وليس أمرا ، فحمل عني مالا أستطيع حمله ، وأنا ذو الثاني والعشرين من عمري ، و أثناء ذهابنا نتسوق وهو يضع ما أشتري في عربته ويدفعها خلفي وكأنها تطلبه الرحمة من هشاشتها ..
جرى بيني وبينه حديث
قلت له: منذ متى وانت تعمل هنا ؟
قال: ٤ أشهر.
قلت له: وما حملك على هذا !
قال: والدي الذي لا يستطيع الحراك من مكانه بسبب إعاقته
قلت: أين هو ؟
قال: في المنزل.
قلت: وهل انت أكبر أبناءه ؟
قال: لا أكبر مني أخ يعمل في مكان آخر.
قلت: وكم تكن أجرتك في اليوم ؟
قال: ما يمتد لي أخذه فقط ..
ثم ذهب في سبيله بعد أن أوصل الأغراض إلى سيارتي
و أثناء عودتي للمنزل تسألت من مِنا أصاب ؟
تربيتنا لأبنائنا أم هم ؟
نحن نجعل الطفل يرى الدنيا كأنها تخرج كنوزها له.
وهم يجعلونه يسعى في الدنيا ليخرج كنوزها.
أطفالنا يحركهم جهاز الأيباد.
وهم يجعلون الطفل يحرك حياته بنفسه كيفما شاء وأينما شاء.
“حميد” اختصر لي الكثير من محاضرات الحياة في خمس دقائق ، واعطاني شهادة معتمدة في التربية ليس اليوم فقط ولكن الى المدى البعيد ، وأنتم أين أطفالكم من هذه الحياة !
أطفالكم اجعلوهم أقوى من أي وقتٍ مضى ، فتلك الحياة بين أيديهم بسببكم وهم ليس لهم فضل .
ولعلي أقول كما قال نجيب محفوظ:
أطفالنا يحملون الأيباد وحميد يحمل الخضار !