السياسة بين العاطفة والتحليل
صوت المدينة - طلال النزهة
هذه السيدة السياسة تجدها وقت الحاجة تتنقل من حضن دولة لأخرى ، يقودها أناس متخصصون بالسياسة كمهنة يتعاملون معها ، البعض يقدمها وردة في شكلها المعطر ولكن الطرف الآخر يجد داخلها دبوسا يخترق انفه ويفقده التفكير فيفوز حامل الوردة الذي ناولها وهو مبتسم ، وأحيانا يجعل الخصم من الدبوس مِشرطا يستخرج ما بداخل الطرف الثاني ، وهي لعبة حقيقية لا تنتهي ولكنها جادة وقد ينشأ عنها حروب إذا لم يعرف صاحبها معنى الصبر والتحمّل وأنواع الإبتسامات المزيفة .
في تصريحات السياسة قد تجد شدة الرفض والإستنكار والشذب والصراخ في الوقت الذي يكون هذا الإستنكار تمثيلة يعرفها كلا الطرفين وكلاهما بإتفاق ووفاق مسبق ، وأحيانا تجد الإتفاق والموافقة ظاهرة ومعلنة ولكن تزحف تلك السياسة وسط الظلام الحالك لتغيّر الحال من قبول إلى رفض ، هذه السياسة ليست واضحة جلية بمظهرها لعامة الناس بل حتى المحللون لها وهم بعيدون عن كراسيها قد يتحقق جزء مما قالوا بسبب خبراتهم الطويلة .. وقد يفاجأوا انفسهم بمتغيرات بعيدة عن ما تم تحليله ، فإذا كانت أساليب السياسة تغيب عن المحللين انفسهم فكيف عن تحليل وصراخ العامة من الناس من غير ذوي الإختصاص وهم يتشدقون في المجالس مع الآخرين وليس لديهم معرفة عن هذه المعاني حتى يدركوا يوما أن صراخهم هو شيء من عاطفتهم بسبب الحب أو الكره أو الرغبة وأيضا قد يكون الرفض للموضوع السياسي المتداول .
فعندما تكون خارج اللعبة السياسية ودولتك طرفا فيها ووجدت دولتك تلتزم الصمت لأن الكل يترقب كلمتها لما تمثله من قوة عالمية لوزنها السياسي في تغيير القرار عندها لا تكن طبّالا مهما كانت عاطفتك جياشة بسبب غيرتك الدينية أو الوطنية أو الإنتقامية أو بسبب الأهواء .
أما إذا عرفت وتأكدت عن مسيرة قرار دولتك ضد الحدث الخارجي أو معه فليس لك إلا أن تكون مثل الببغاء بنفس الإتجاه دون فلسفة جانبية وفي الوقت نفسه لا تستغرب عندما تجد أن ما سمعته من موقف صريح واضح قد اختلف وتغيّر بشكل كلي متكامل فتصيبك الزعزعة والتساؤلات دون أن تدرك أنها السياسة التي تتغير مثل البورصة العالمية وقد وضعت نفسك داخلها وانت لا تفقه غير ما تمليه عليك مشاعرك وعاطفتك وتظن أنك محلل المجالس بالصراخ .
لا تكن سبّاقا وتوهم نفسك أنك محلل سياسي في الوقت الذي يؤكد المحللون السياسيون أنفسهم أن تحليلهم من خلال الرؤيا لمعطيات سابقة قد تختلف وتتغيّر
حسب المستجدات التي تحصل ظاهرا أو بالخفاء ، فهؤلاء الخبراء لا يؤكدون فأحذر أن تنهزم أمام نفسك قبل الآخرين ، فالسياسة مثل السيل والعواصف قد يتغيّر مجراها مع كل لحظة ، ولكل دولة سياسة لها عدة مناظير تصب في
مصالحها أولا وتقف مع الأصدقاء بثقلها الإقتصادي وموقعها الجغرافي وقوة الكلمة في قراراتها السياسية .
هذه السيدة السياسة تجدها وقت الحاجة تتنقل من حضن دولة لأخرى ، يقودها أناس متخصصون بالسياسة كمهنة يتعاملون معها ، البعض يقدمها وردة في شكلها المعطر ولكن الطرف الآخر يجد داخلها دبوسا يخترق انفه ويفقده التفكير فيفوز حامل الوردة الذي ناولها وهو مبتسم ، وأحيانا يجعل الخصم من الدبوس مِشرطا يستخرج ما بداخل الطرف الثاني ، وهي لعبة حقيقية لا تنتهي ولكنها جادة وقد ينشأ عنها حروب إذا لم يعرف صاحبها معنى الصبر والتحمّل وأنواع الإبتسامات المزيفة .
في تصريحات السياسة قد تجد شدة الرفض والإستنكار والشذب والصراخ في الوقت الذي يكون هذا الإستنكار تمثيلة يعرفها كلا الطرفين وكلاهما بإتفاق ووفاق مسبق ، وأحيانا تجد الإتفاق والموافقة ظاهرة ومعلنة ولكن تزحف تلك السياسة وسط الظلام الحالك لتغيّر الحال من قبول إلى رفض ، هذه السياسة ليست واضحة جلية بمظهرها لعامة الناس بل حتى المحللون لها وهم بعيدون عن كراسيها قد يتحقق جزء مما قالوا بسبب خبراتهم الطويلة .. وقد يفاجأوا انفسهم بمتغيرات بعيدة عن ما تم تحليله ، فإذا كانت أساليب السياسة تغيب عن المحللين انفسهم فكيف عن تحليل وصراخ العامة من الناس من غير ذوي الإختصاص وهم يتشدقون في المجالس مع الآخرين وليس لديهم معرفة عن هذه المعاني حتى يدركوا يوما أن صراخهم هو شيء من عاطفتهم بسبب الحب أو الكره أو الرغبة وأيضا قد يكون الرفض للموضوع السياسي المتداول .
فعندما تكون خارج اللعبة السياسية ودولتك طرفا فيها ووجدت دولتك تلتزم الصمت لأن الكل يترقب كلمتها لما تمثله من قوة عالمية لوزنها السياسي في تغيير القرار عندها لا تكن طبّالا مهما كانت عاطفتك جياشة بسبب غيرتك الدينية أو الوطنية أو الإنتقامية أو بسبب الأهواء .
أما إذا عرفت وتأكدت عن مسيرة قرار دولتك ضد الحدث الخارجي أو معه فليس لك إلا أن تكون مثل الببغاء بنفس الإتجاه دون فلسفة جانبية وفي الوقت نفسه لا تستغرب عندما تجد أن ما سمعته من موقف صريح واضح قد اختلف وتغيّر بشكل كلي متكامل فتصيبك الزعزعة والتساؤلات دون أن تدرك أنها السياسة التي تتغير مثل البورصة العالمية وقد وضعت نفسك داخلها وانت لا تفقه غير ما تمليه عليك مشاعرك وعاطفتك وتظن أنك محلل المجالس بالصراخ .
لا تكن سبّاقا وتوهم نفسك أنك محلل سياسي في الوقت الذي يؤكد المحللون السياسيون أنفسهم أن تحليلهم من خلال الرؤيا لمعطيات سابقة قد تختلف وتتغيّر
حسب المستجدات التي تحصل ظاهرا أو بالخفاء ، فهؤلاء الخبراء لا يؤكدون فأحذر أن تنهزم أمام نفسك قبل الآخرين ، فالسياسة مثل السيل والعواصف قد يتغيّر مجراها مع كل لحظة ، ولكل دولة سياسة لها عدة مناظير تصب في
مصالحها أولا وتقف مع الأصدقاء بثقلها الإقتصادي وموقعها الجغرافي وقوة الكلمة في قراراتها السياسية .