محكمة العقل والمحلفين الحواس
صوت المدينة - طــلال النزهة
منذ نشأة التواصل وما تتابع من برامج كان زعيمها الواتس أب وإخواته ، كلنا انطلقنا دون روية أو تأنّي لنضيف ونُستضاف حتى بات كل واحد منا يتفاخر بعدد مالديه من عشرات المجموعات وآلاف الأفراد بين مختلف التواصل الإجتماعي ، وغرقنا بوحل المعلومات تارة ، ورائحة ذكية ومناظرها بهيجة من قلة متعقلة ، وتعب النظر من أكاذيب وإشاعات فأصبحنا شركاء دون قصد أن نكون من أوائل الكذّابين على أنفسنا قبل الآخرين حتى تأتي الحقيقة لصاحب النسخ واللصق فيهرب دون خجل ولا إعتذار .
نستيقظ الصباح مبكرين وقبل الآخرين متسابقين وبالنسخ واللصق متصارعين ، وبالعزوف وعدم قراءة ما يصلنا متفقين ، وتنطلق نغمة الرسائل متتالية حتى تصيبك بالأرق وتجعلك تكلّم نفسك بحروف متقاطعة ، وبعد دقائق تطالع هاتفك فتجد آلآف الرسائل متربعة على كراسي مجموعاتك وأفرادك ، فهل أنت قارئ لهذه الرسائل !! ، أم أنك تبحث عن غذاء الفكر لتجده بعد تمحيص بصعوبة ، يا نحن كاذبون مخادعون لأنفسنا في البحث عن رضاء الذات في لعبة كلنا شركاء في نفس البوتقة وكلنا ذاك الرجل .
وتعاقب نفسك بتنظيف جوالك في مسح الرسائل ، وتشتكي من أعداد الرسائل الغير مرغوب فيها وتعلل الأمر أن جوالك أصبح من العاصين لطوعك ، وطالما رغبت الإزاحة فلماذا اضفت وقبلت بالإضافة ولماذا كرهت وتجاهلت قراءة ما ارسله لك الآخرون ، فقط من أجل أن تقول انا موجود ؟
وانت غائب بالأصل عن نفسك فكيف تكون بين الآخرين موجودا .
والمضحك المحزن أن نسبة كبيرة من أسماء أفراد المجموعات القابعة في جوالك تجدها في بقية المجموعات متكررة بمواضيع تراها عشرات المرات وهذا يعني أن ما تستلمه يتكرر وكأن مواضيع التكرار جعلتك مسخرة بين طياتها وأنت تبحلق ويصيبك القلق من التكرار ولكن ترغب أن تكون ضمن مجموعة الشطّار ، هكذا نحن في المجموعات وكلنا ذاك الرجل عدا قلة القليل نرفع لهم أيادينا مهنئين وبإستفادتنا لمواضيعهم شاكرين مقدّرين
وتأبى محكمة النفس رغما عن رغبتك إلا أن تعقد جلساتها كلما انهزمتَ بعدم المقدرة على إتخاذ القرار ، ويقوم العقل بدور المُدعي ، والمدعَى عليه تلك الرسائل بالآلاف ، وبقية المحلفين الحواس الخمس ، ورئيس القضاءة أنت نفسك في مجموعة إنسان ، ويصدر الحكم بمراجعة المجموعات والإطلاع على تكرار الإسماء والموضوعات ، ويصدر الحكم دون استئناف لتغادر من التكرار مواضيعا وأسماء ، ويبقى اللقاء مع الفائدة لتنير لك طريق الرضاء ، ويبدأ مشوار تنفيذ الحكم في الخروج لتدرك أنك صالحت عقلك فحدد لك مجموعات وأفراد منها تستسقي غذاء الفكر وأكسيد المعارف .
منذ نشأة التواصل وما تتابع من برامج كان زعيمها الواتس أب وإخواته ، كلنا انطلقنا دون روية أو تأنّي لنضيف ونُستضاف حتى بات كل واحد منا يتفاخر بعدد مالديه من عشرات المجموعات وآلاف الأفراد بين مختلف التواصل الإجتماعي ، وغرقنا بوحل المعلومات تارة ، ورائحة ذكية ومناظرها بهيجة من قلة متعقلة ، وتعب النظر من أكاذيب وإشاعات فأصبحنا شركاء دون قصد أن نكون من أوائل الكذّابين على أنفسنا قبل الآخرين حتى تأتي الحقيقة لصاحب النسخ واللصق فيهرب دون خجل ولا إعتذار .
نستيقظ الصباح مبكرين وقبل الآخرين متسابقين وبالنسخ واللصق متصارعين ، وبالعزوف وعدم قراءة ما يصلنا متفقين ، وتنطلق نغمة الرسائل متتالية حتى تصيبك بالأرق وتجعلك تكلّم نفسك بحروف متقاطعة ، وبعد دقائق تطالع هاتفك فتجد آلآف الرسائل متربعة على كراسي مجموعاتك وأفرادك ، فهل أنت قارئ لهذه الرسائل !! ، أم أنك تبحث عن غذاء الفكر لتجده بعد تمحيص بصعوبة ، يا نحن كاذبون مخادعون لأنفسنا في البحث عن رضاء الذات في لعبة كلنا شركاء في نفس البوتقة وكلنا ذاك الرجل .
وتعاقب نفسك بتنظيف جوالك في مسح الرسائل ، وتشتكي من أعداد الرسائل الغير مرغوب فيها وتعلل الأمر أن جوالك أصبح من العاصين لطوعك ، وطالما رغبت الإزاحة فلماذا اضفت وقبلت بالإضافة ولماذا كرهت وتجاهلت قراءة ما ارسله لك الآخرون ، فقط من أجل أن تقول انا موجود ؟
وانت غائب بالأصل عن نفسك فكيف تكون بين الآخرين موجودا .
والمضحك المحزن أن نسبة كبيرة من أسماء أفراد المجموعات القابعة في جوالك تجدها في بقية المجموعات متكررة بمواضيع تراها عشرات المرات وهذا يعني أن ما تستلمه يتكرر وكأن مواضيع التكرار جعلتك مسخرة بين طياتها وأنت تبحلق ويصيبك القلق من التكرار ولكن ترغب أن تكون ضمن مجموعة الشطّار ، هكذا نحن في المجموعات وكلنا ذاك الرجل عدا قلة القليل نرفع لهم أيادينا مهنئين وبإستفادتنا لمواضيعهم شاكرين مقدّرين
وتأبى محكمة النفس رغما عن رغبتك إلا أن تعقد جلساتها كلما انهزمتَ بعدم المقدرة على إتخاذ القرار ، ويقوم العقل بدور المُدعي ، والمدعَى عليه تلك الرسائل بالآلاف ، وبقية المحلفين الحواس الخمس ، ورئيس القضاءة أنت نفسك في مجموعة إنسان ، ويصدر الحكم بمراجعة المجموعات والإطلاع على تكرار الإسماء والموضوعات ، ويصدر الحكم دون استئناف لتغادر من التكرار مواضيعا وأسماء ، ويبقى اللقاء مع الفائدة لتنير لك طريق الرضاء ، ويبدأ مشوار تنفيذ الحكم في الخروج لتدرك أنك صالحت عقلك فحدد لك مجموعات وأفراد منها تستسقي غذاء الفكر وأكسيد المعارف .