• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

العنف ضد الأطفال

بواسطة ســـاره طـــلال 12-02-2017 02:38 مساءً 640 زيارات
صوت المدينة - عبدالله حسين

بمناسبة اليوم العالمي للطفل فقد كتبت هذا المقال لتعزيز دور المجتمع في حفظ الأطفال من الإيذاء وذلك بنشر الثقافة القانونية وتوعية المجتمع بحقوق الأطفال وهذا هو الدور الأساسي لكل محامي
لحماية الأطفال من العنف .

العنف: وهو عبارةٌ عن قوةٍ جسديةٍ أو لفظيةٍ تصدر من طرفٍ ما تجاه طرفٍ آخر، فتلحق به الأذى النفسي والجسدي وربما الجنسي أيضاً.
الطفل: كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر مالم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المطبق عليه.

لقد عرف النظام السعودي الإيذاء بأنه: هو كل شكل من أشكال الاستغلال، أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية أو الجنسية، أو التهديد به، يرتكبه شخص تجاه شخص آخر، بما له عليه من ولاية أو سلطة أو مسؤولية، أو بسبب ما يربطهما من علاقة أسرية أو علاقة إعالة أو كفالة أو وصاية أو تبعية معيشية. ويدخل في إساءة المعاملة امتناع شخص أو تقصيره في الوفاء بواجباته أو التزاماته في توفير الحاجات الأساسية لشخص آخر من أفراد أسرته أو ممن يترتب عليه شرعاً أو نظاماً توفير تلك الحاجات لهم.

أشكال العنف :

1- العنف الجسدي: وينقسم إلى عدة أنواع: القاتل, والخطر, والنوع الأقل خطورة: وهو الذي يؤدي إلى حدوث كدمات في مناطق معينة من الجسم، مثل: المناطق المحيطة بالفم، أو الأنف، أو العينين، أو اليدين. وهذا النوع هو أكثر الأنواع انتشاراً.
2- العنف الجنسي: وهو تعرض الطفل للأذى الجنسي، وينقسم إلى قسمين : إما أن يكون عن طريق الاتصال الجنسي المباشر والغير مباشر. وإما أن يكون التحرش لفظي عن طريق الكلام الجنسي ، أو عن طريق إجبارهم على مشاهدة الأفلام والصور الإباحية.
3 -الإهمال: ومنه الجسدي: وهو كعدم علاج الطفل.و الإهمال التعليمي: كعدم توفير التعليم.اولإهمال الفكري:بقتل أفكارهم وتقييد حريتهم الفكرية.

الأدلة الشرعية على تحريم تعنيف الأطفال:

أ- قول السيدة عائشة - -: ما ضرب رسول الله - - أحداً قط بيده ولا أمره، ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله» . وأما تحريم إهمال الأطفال فكرياً فعن أنس - - قال: خدمت رسول الله - -عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا. وأيضاً حديث كلكم راعي وكلكم مسؤل عن رعيته
يقول ابن قيم الجوزية: رحمه الله "من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم"

- المملكة واهتمامها في حقوق الأطفال على الصعيد العالمي:
صادقت المملكة العربية السعودية على اتفاقية حقوق الطفل في 11 سبتمبر 1995م، الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية طرف في العديد من الإتفاقيات
والمعاهدات الدولية منها عهد حقوق الطفل في الإسلام، الصادرة عن (منظمة التعاون الإسلامي حالياً) في عام 2005م.

نبذة عن الإتفاقية بشكل مختصر وملاحظاتي عليها:

إن اتفاقية حقوق الطفل الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة 44/25 وتاريخ 2 سبتمبر 1990 تناولت حقوق الأطفال دون السن الثامن عشر بأن تضمن الإتفاقية للطفل الحماية والرعاية وقيدتهما بمراعاة حقوق وواجبات الوالدين أو من ينوبهم نظاماً وأن تتخذ الدول جميع التدابير اللازمة لذلك كما تطرقت الإتفاقية إلى إتحاذ التدابير لإعمال حقوق الطفل الصحية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية, وأن تراعي الدول الموقعة على الإتفاقية تكفلها بضمان بقاء الطفل ونموه إلى أقصى حد والمحافظة على هوية الطفل وجنسيته وضمان الدول الموقعة على عدم فصل الأولاد عن والديهم كما تطرقت الإتفاقية إلى الأطفال المعوقين جسدياً وعقلياً وأخذت إعترافاً من الدول بوجوب تمتعهم بحياة كاملة وتيسير مشاركته بالمجتمع وتيسر مشاركته بالمجتمع وتوفر له المساعدات والخدمات مجاناً كما تطرقت إلى حقوق الأطفال في قضاء مستقل وعدم أخذ أقوالهم بالقوة سواء كانت شهادة أو إعتراف أو استجواب
وكالعادة الغير مستثناة من أي اتفاقية عالمية فقد صادقت السعودية على هذه الإتفاقية وتحفظت على جميع البنود المخالفة للشريعة من الإتفاقية ومنها المادة السابعة التي أعطت الطفل حق الجنسية وأيضاً المادة الرابعة عشر التي أعطته حق الحرية الدينية .

2- نبذة عن اتفاقية عهد حقوق الطفل في الإسلام: فقد نصت في مقاصد الإتفاقية على رعاية الطفولة رعاية كاملة وآمنة وتعميم التعليم بالمجان لجميع الأطفال بغض النظر عن العرق أو الجنس وتوفير الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة ومن في حكمهم ومعالجة الأسباب المفضية لذلك فساوت بين جميع الأطفال بمقتضى العهد ومن المفارقات بينها وبين اتفاقية الأمم المتحدة أن العهد ضمن للطفل حاجات أكثر من تلك التي ضمنتها الاتفاقية فقد أعطت للطفل حقه في الحياة منذ كونه جنيناً ومنعت التبني بخلاف ميثاق الأمم المتحدة وأعطت الطفل حق الحرية الكاملة بما لا يخالف الشريعة الإسلامية وجعلت المسؤلية على الوالدين بالإشراف عليهم وهذا يعطي الدول الحق في معاقبة الوالدين المهملين ومن المفارقات أنها منعت التأثير على فكرهم بما يخالف الشريعة الإسلامية كما تطرقت إلى الناحية القانونية فأوصت إلى سرعة البت في قضاياهم وغيرها من الكثير من المفارقات.

كما تكفلت الدول الموقعة على العهد حق الطفل في التربية والتعليم والثقافة والعلاج بل وتناولت أوقات الراحة والانشطة كما تعهدت الدول الموقعة على عمل التدابير اللازمة لحماية الأطفال من الوقوع في الجرائم وجرمت استغلالهم وتعذيبهم وعدم إجبارهم في الإستجواب والتحقيق والشهادة. وتحديد سن لا يعاقب الطفل دونه .

جهود المملكة في حماية الأطفال من العنف على الصعيد الداخلي:

لقد جعلت المملكة العربية السعودية لكل طفل حقوقاً أساسية، تضمّن حقه في الحياة، منذ تكونه جنيناً في بطن أمه وحتى يتجاوز السن النظامية فحرمت الأنظمة السعودية الإعتداء على الجنين وحرمت الإجهاض إلا وفق الضوابط الشرعية, وبعد ولادته كفلت حقه في الحصول على هويته من اسم وحنسية بموجب نظام الأحوال المدنية، واشرفت عليه حال تلقيه للرعاية من والديه سواء في المدرسة أو في المسجد أو في المنزل وذلك بتجريم كل من يطلع على أي طفل يتعرض لأذي ولا يبلغ بموجب نظام الحماية من الإيذاء وجرمت إنشاء المدارس الغير مرخصة وليست تحت إشراف الجهات المختصة بها كما أن الطفل في السعودية يتمتع بكامل حقوقه التي كفلتها له الأنظمة فالطفل الذي يقل عمره عن عامين وأحد والديه مسجون لا يفصل عنه بموجب نظام السجن والتوقيف حتى تنتهي فترة رضاعة الطفل ولا يقام الحد على أم مسجونه طفلها عمره أقل من عامين ويتم توفير العناية اللازمة لها وللطفل وتوفير جميع الأسباب التي تضمن لهم حياة إلى أطول حد ممكن كما قامت الحكومة السعودية بحماية الأطفال من الاستغلال والاستعباد والإهمال والعنف. والطفل الفقير ينتفع من الضمان الاجتماعي وتنتفع أسرته، ولم تقم المملكة العربية السعودية بإعدام الأطفال.

بل وفرت لهم قضاء خاص مستقل له ودار خاص لهم تحت إشراف وزارة العمل والتنمية الإجتماعية واشترطت للتحقيق معهم وجود مستشار أسري أو أحد والديه ليكون التحقيق وفق الحقوق النظامية التي كفلتها الأنظمة والمعاهدات والإتفاقيات للطفل كما أنها تمنع سفر الأطفال منفردين وتمنع عمل الأطفال دون سن الخامسة عشر وتسعى السعودية دائماً بما يهدف إلى تحقيق مصلحة الطفل وحماية حقوقه.

وهذا ما يميز حقوق الطفل التي تقوم السعودية عليها عن اتفاقية حقوق الطفل، وعن جميع الإتفاقيات المعاهدات التي لم تتعرض لحقوق الأجنة وغيرها من الأمور المهمة .

وإن السعودية راعت في أنظمتها حق المجتمع المسلم في الشريعة الإسلامية التي كفلت حقوق الطفل وفقاً لدين الرحمة والمملكة العربية السعودية في مقدمة الدول المكافحة للعنف الأسري فقد سنت العديد من الأنظمة التي تحفظ حقوق الطفل منها نظام حقوق الطفل, ونظام الحماية من الإيذاء, ونظام دار الملاحظة والشؤن الاجتماعية, وغيرها الكثير مما لا يسع ذكره وتسعى الأن الحكومة السعودية لإيجاد نظام للعقوبات البديلة للأحداث كما أنشأت الحكومة السعودية العديد من المؤسسات الإصلاحية الاجتماعية ومنها: دار الملاحظة الاجتماعية, دور التوجيه الاجتماعي, وغيرها الكثير مما لا يسع ذكره.

ختاماً: علينا كمجتمع أن نساهم في حماية الأطفال بالتعاون مع الحكومة والجهات المختصة في هذا الأمر، فالتعاون شبه منعدم، والتظاهر بعكس ذلك كثير، فالحكومة لن تستطع نصر الطفل وحدها، ونتمنى أن كون متعاونين مع الحكومة في حل هذه المشكلة.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر