التعظيم والقداسة سبب تفشي الفساد
بواسطة الكاتب : طلال النزهة
11-17-2017 12:46 مساءً
2794 زيارات
صوت المدينة - طلال النزهة
إحدى الدول التي كنت أعمل فيها ارسلت مذكرة لأحد الوزارات ، وكان رئيس الهرم وزيرا في وزارته ، بدأت مذكرتي .. معالي الوزير ...الخ ... واكتملت الرسالة واُرسلت بصفة رسمية وتم إستلامها وانتظرنا الرد .
اليوم التالي ومع الصباح الباكر استلمنا إتصالا هاتفيا من المدير العام التنفيذي لمكتب الوزير وكانت المسؤولة عن مكتب الوزير سيدة ، أكدت لنا إستلام الرسالة ولكن أعْقَبَ هذا التأكيد بعض اللوم الدبلوماسي المغلف بكلمات جميلة ولكنها واضحة صريحة ، قالت تلك السيدة أن وزارتها لم ترغب إعادة الرسالة لتصحيح وتبديل كلمة معالي وذلك تقديرا لمسؤليتنا وأوضحت أن كلمة معالي الواردة في بداية مذكرتنا لا تتفق مع مكاتبة بلدها للخطابات الرسمية حيث أكدت أن التعامل مع كافة الشخصيات الرسمية يتم الإكتفاء بكلمة الأخ الوزير ثم إضافة مسمى المنصب ، وأكدت أن إطلاق هذه المناصب قد تجعل من الوزير شخصية يتعالى بها عن مهامه .
انتهى الحديث اللطيف الأريب والذي أعتَبَرْتَه مسمار النعش لكل وظيفة يمكن أن يطير بها المسؤول فوق الآخرين فيراهم اقزاما لأن كلمة معالي تعني ، الرفعة والشرف ، ومعالي الأمور تعني ، ارفعها منزلة ومقاما ، فقد يترآى لبعض أصحاب هذا اللقب أن يروا أنفسهم غير الآخرين .
إن من آداب السياسة والدبلوماسية ( والإتيكيت ) لياقة وحُسن التعامل مع الضيوف يتم إستخدام هذه المسميات تأكيدا لإحترام سياسة وشخصية القادم الذي يحمل شخصية بلده .. ولكن العمل داخل العمل الوزاري وخاصة الخدمي فإن عمل الوزير الأساسي هو تسهيل خدمات المواطن ومعرفة المشاكل التي تعرقل خدمة المواطنين داخل نظام وزارته ويعمل على حلولها ، ومعرفته لما يدور بوزارته من المواطنين انفسهم على فترات تكشف له كثيرا من مجريات الأمور .
إن إستقالة وزراء الشرق والغرب معلقة في أعناقهم ومن أنفسهم فور إخفاق وزاراتهم او الكشف عن فضيحة في الوزارة ، وفور إستقالة الوزير يطلب سيارة الأجرة لتوصله من الوزارة إلى منزله مواطنا عاديا دون أن يحمل معالي وتعالى أثناء الوظيفة أو بعد أن طلّقته الوظيفة .
إحدى الدول التي كنت أعمل فيها ارسلت مذكرة لأحد الوزارات ، وكان رئيس الهرم وزيرا في وزارته ، بدأت مذكرتي .. معالي الوزير ...الخ ... واكتملت الرسالة واُرسلت بصفة رسمية وتم إستلامها وانتظرنا الرد .
اليوم التالي ومع الصباح الباكر استلمنا إتصالا هاتفيا من المدير العام التنفيذي لمكتب الوزير وكانت المسؤولة عن مكتب الوزير سيدة ، أكدت لنا إستلام الرسالة ولكن أعْقَبَ هذا التأكيد بعض اللوم الدبلوماسي المغلف بكلمات جميلة ولكنها واضحة صريحة ، قالت تلك السيدة أن وزارتها لم ترغب إعادة الرسالة لتصحيح وتبديل كلمة معالي وذلك تقديرا لمسؤليتنا وأوضحت أن كلمة معالي الواردة في بداية مذكرتنا لا تتفق مع مكاتبة بلدها للخطابات الرسمية حيث أكدت أن التعامل مع كافة الشخصيات الرسمية يتم الإكتفاء بكلمة الأخ الوزير ثم إضافة مسمى المنصب ، وأكدت أن إطلاق هذه المناصب قد تجعل من الوزير شخصية يتعالى بها عن مهامه .
انتهى الحديث اللطيف الأريب والذي أعتَبَرْتَه مسمار النعش لكل وظيفة يمكن أن يطير بها المسؤول فوق الآخرين فيراهم اقزاما لأن كلمة معالي تعني ، الرفعة والشرف ، ومعالي الأمور تعني ، ارفعها منزلة ومقاما ، فقد يترآى لبعض أصحاب هذا اللقب أن يروا أنفسهم غير الآخرين .
إن من آداب السياسة والدبلوماسية ( والإتيكيت ) لياقة وحُسن التعامل مع الضيوف يتم إستخدام هذه المسميات تأكيدا لإحترام سياسة وشخصية القادم الذي يحمل شخصية بلده .. ولكن العمل داخل العمل الوزاري وخاصة الخدمي فإن عمل الوزير الأساسي هو تسهيل خدمات المواطن ومعرفة المشاكل التي تعرقل خدمة المواطنين داخل نظام وزارته ويعمل على حلولها ، ومعرفته لما يدور بوزارته من المواطنين انفسهم على فترات تكشف له كثيرا من مجريات الأمور .
إن إستقالة وزراء الشرق والغرب معلقة في أعناقهم ومن أنفسهم فور إخفاق وزاراتهم او الكشف عن فضيحة في الوزارة ، وفور إستقالة الوزير يطلب سيارة الأجرة لتوصله من الوزارة إلى منزله مواطنا عاديا دون أن يحمل معالي وتعالى أثناء الوظيفة أو بعد أن طلّقته الوظيفة .
