أوقفوا تجارة التدريب المعتمد
جالس على الكرسي ورأسه مسند على ملفه المليء بالأوراق ،ويداه لا يظهر منها إلا طرفها من زاوية مكتبه،وصوت الشخير أزعج صديقه الموظف معه في نفس الشركة.
لا يستطيع فتح عينيه ورفع رأسه عن الوسادة (ملفه)إلا عندما يسمع خطوات حذاء المدير تكاد تقترب من غرفته،وحتى إن رفع رأسه! فالرفع هذا فقط لفترةٍ زمنيةٍ مساويةٍ لفترة تباعدِ خُطواتِ المدير عن مكتبه،ومن بعدها!يعود رأسه بالانحناء ..
سأله صديقه الموظف النشيط والمُجاهد في الصبر على شخيره:هل لا تنام في بيتك ..كل أغراضك على المكتب لا تشهد بعمل لك سوى النوم !
يرد عليه :هل العمل هنا يحتاجُ جُهدا مني ؟!..العمل ممل.!.الرواتب متدينة !.لا أحب عملي!.الحياة مملة .!.
رد الصديق :لكن على الأقل !اعمل ليرتاح ضميرك عنك !
يرد عليه وصوت الضحك ملأ المكان :أنا وأنت نتقاضى نفس الراتب مع أنني أنا النائم وأنت المستيقظ...لن تعيش يا أخي إذا حكمت ضميرك في كل شيء...غاب الضمير فيمن هم أعلى منصبا؛فما الداعي لضميري..هل سأغير العالم ؟!
انتهى حوار ذلك اليوم ولازالت عينا الصديق متسعتي الانفتاح من دهشة المبادئ الخاطئة المتراكمة في عقل صديقه...
وفي يوم آخر جاء الموظفان !وكالعادة بدأ أحدهما في إرسال الإيميلات بكل نشاط،وترتيب ملفاته وأوراقه،والآخر جهز الوسادة((ملفه))للنوم عليها وقال للمنه((صديقه)):أيقظني قبل نهاية الدوام بخمس دقائق...هناك عمل ضروري يجب أن أقوم به..
قام الصديق المنبه!-ولأنه صديق صدوق-بإيقاظ صديقه من النوم قبل نهاية الدوام بخمس دقائق-كما قال له-...واستغرب من سرعة الاستيقاظ ،وسرعة البرق في ترتيب الأوراق والملفات في الحقيبة،والهرولة للباب حتى بدون انتظار الأربع الدقائق المتبقية من نهاية الدوام الرسمي .
وبعد غياب ستة أيام للموظف النائم !بعد ذلك اليوم الذي خرج فيه مسرعا ؛اكتشف مديره العذر في غيباه وغفر له ذلك الغياب بكل صدر رحب ..
-ماهو العذر؟!
-حضور دورة مكثفة في إعداد المدربين المعتمدين .
وانتهت قصة الموظفان باكتشاف الصديق المنبه بأن الصديقه النائم قد أصبح!مدربا معتمد،و لا تكاد مواضيع دوراته تخرج من إطار المواضيع التالية :
1-كيف تجعل بيئة العمل المملة بيئة ابداعية ؟!.
2-كيف تكون ناجحا في أي عمل روتيني؟
3- كيف تكون مؤثرا في عملك ؟وكيف تتعامل مع مديرك غائب الضمير بضمير ؟
والكاتب لقصة الموظفين هو كاتب لنموذج مصغر وجزء من منظمة عالميةٍ امتلأت بها نماذج القصة وتعددت أنواعها.
وكل من حضر دورة تدريبية للدكتور طارق السويدان أو مثلا للدكتور أيوب الأيوب !يرى في انتشار قصة الموظفين وفهمها ((زيادة في وعي المجتمع وثقافته))؛لأن قصة الموظفين تُبطلُ رونق بعض إعلانات الدورات الحالية؛حيث يأتي اسم المدرب في الإعلان وحوله مئة دائرة وشكل هندسي-مكتوب فيه ألقاب-تجعل للاسم قيمة وثمن مثل :ثاني مدرب معتمد في بلاد الواق واق...
و لا أحد يُريد ظلم هذا المدرب في تصميم اعلانات دوراته!..فتاريخه لايوجد به غير النوم ،ولم يؤثر يوما على أحدهم (و لا حتى على طفل)..!فطيف يكون لإعلان دورته التدريبية قيمة بدون هذه الألقاب ؟
نغفل تماما عن مشاعر صاحب البيتزا،والذي يتوافد عليه سكان المدينة لأنه يُحسن صنعها.
هذا الطاهي شعر بالظلم،ووجه الامتعاض في ذلك :عدم فقه المدرب في علم التدريب شيئا،وفي المقابل،صانع البيتزا يتقن جميع فنون صنعها ومهاراتها!وبالرغم من ذلك !يبقى السؤال دون إجابة :
من هو صاحب الألقاب القوية، ويجوز له استخدام الكلمات التالية وأخواتها ((أول مدرب في العالم..في الواق واق..في الكرة الأرضية..في الشرق الأوسط))؟!..لماذا لا يستخدم أيضا هذه الألقاب طباخ البيتزا ؟!
نغفل عن أهداف بعضهم في الإكثار من شهادات التدريب المعتمد ،والتي تصب كلها في محاولة إنجاح عمليات التجميل لسيرهم الذاتية.
إذا كان بعض الحضور للتدريب المعتمد ودوراته كحضور الموظف النائم في تلك الشركة!فسلام على التدريب المعتمد ومفاهيمه وأهدافه ونتاجه .
الكاتبة : بيان الشريوفي
للتواصل
@bayona_omar
لا يستطيع فتح عينيه ورفع رأسه عن الوسادة (ملفه)إلا عندما يسمع خطوات حذاء المدير تكاد تقترب من غرفته،وحتى إن رفع رأسه! فالرفع هذا فقط لفترةٍ زمنيةٍ مساويةٍ لفترة تباعدِ خُطواتِ المدير عن مكتبه،ومن بعدها!يعود رأسه بالانحناء ..
سأله صديقه الموظف النشيط والمُجاهد في الصبر على شخيره:هل لا تنام في بيتك ..كل أغراضك على المكتب لا تشهد بعمل لك سوى النوم !
يرد عليه :هل العمل هنا يحتاجُ جُهدا مني ؟!..العمل ممل.!.الرواتب متدينة !.لا أحب عملي!.الحياة مملة .!.
رد الصديق :لكن على الأقل !اعمل ليرتاح ضميرك عنك !
يرد عليه وصوت الضحك ملأ المكان :أنا وأنت نتقاضى نفس الراتب مع أنني أنا النائم وأنت المستيقظ...لن تعيش يا أخي إذا حكمت ضميرك في كل شيء...غاب الضمير فيمن هم أعلى منصبا؛فما الداعي لضميري..هل سأغير العالم ؟!
انتهى حوار ذلك اليوم ولازالت عينا الصديق متسعتي الانفتاح من دهشة المبادئ الخاطئة المتراكمة في عقل صديقه...
وفي يوم آخر جاء الموظفان !وكالعادة بدأ أحدهما في إرسال الإيميلات بكل نشاط،وترتيب ملفاته وأوراقه،والآخر جهز الوسادة((ملفه))للنوم عليها وقال للمنه((صديقه)):أيقظني قبل نهاية الدوام بخمس دقائق...هناك عمل ضروري يجب أن أقوم به..
قام الصديق المنبه!-ولأنه صديق صدوق-بإيقاظ صديقه من النوم قبل نهاية الدوام بخمس دقائق-كما قال له-...واستغرب من سرعة الاستيقاظ ،وسرعة البرق في ترتيب الأوراق والملفات في الحقيبة،والهرولة للباب حتى بدون انتظار الأربع الدقائق المتبقية من نهاية الدوام الرسمي .
وبعد غياب ستة أيام للموظف النائم !بعد ذلك اليوم الذي خرج فيه مسرعا ؛اكتشف مديره العذر في غيباه وغفر له ذلك الغياب بكل صدر رحب ..
-ماهو العذر؟!
-حضور دورة مكثفة في إعداد المدربين المعتمدين .
وانتهت قصة الموظفان باكتشاف الصديق المنبه بأن الصديقه النائم قد أصبح!مدربا معتمد،و لا تكاد مواضيع دوراته تخرج من إطار المواضيع التالية :
1-كيف تجعل بيئة العمل المملة بيئة ابداعية ؟!.
2-كيف تكون ناجحا في أي عمل روتيني؟
3- كيف تكون مؤثرا في عملك ؟وكيف تتعامل مع مديرك غائب الضمير بضمير ؟
والكاتب لقصة الموظفين هو كاتب لنموذج مصغر وجزء من منظمة عالميةٍ امتلأت بها نماذج القصة وتعددت أنواعها.
وكل من حضر دورة تدريبية للدكتور طارق السويدان أو مثلا للدكتور أيوب الأيوب !يرى في انتشار قصة الموظفين وفهمها ((زيادة في وعي المجتمع وثقافته))؛لأن قصة الموظفين تُبطلُ رونق بعض إعلانات الدورات الحالية؛حيث يأتي اسم المدرب في الإعلان وحوله مئة دائرة وشكل هندسي-مكتوب فيه ألقاب-تجعل للاسم قيمة وثمن مثل :ثاني مدرب معتمد في بلاد الواق واق...
و لا أحد يُريد ظلم هذا المدرب في تصميم اعلانات دوراته!..فتاريخه لايوجد به غير النوم ،ولم يؤثر يوما على أحدهم (و لا حتى على طفل)..!فطيف يكون لإعلان دورته التدريبية قيمة بدون هذه الألقاب ؟
نغفل تماما عن مشاعر صاحب البيتزا،والذي يتوافد عليه سكان المدينة لأنه يُحسن صنعها.
هذا الطاهي شعر بالظلم،ووجه الامتعاض في ذلك :عدم فقه المدرب في علم التدريب شيئا،وفي المقابل،صانع البيتزا يتقن جميع فنون صنعها ومهاراتها!وبالرغم من ذلك !يبقى السؤال دون إجابة :
من هو صاحب الألقاب القوية، ويجوز له استخدام الكلمات التالية وأخواتها ((أول مدرب في العالم..في الواق واق..في الكرة الأرضية..في الشرق الأوسط))؟!..لماذا لا يستخدم أيضا هذه الألقاب طباخ البيتزا ؟!
نغفل عن أهداف بعضهم في الإكثار من شهادات التدريب المعتمد ،والتي تصب كلها في محاولة إنجاح عمليات التجميل لسيرهم الذاتية.
إذا كان بعض الحضور للتدريب المعتمد ودوراته كحضور الموظف النائم في تلك الشركة!فسلام على التدريب المعتمد ومفاهيمه وأهدافه ونتاجه .
الكاتبة : بيان الشريوفي
للتواصل
@bayona_omar
التدريب اصبح مهنة من لامهنة له
لكن اعتب عليك بعض الالفاظ فنحن مستشارين في هذا المجال ومنذ زمن
اذا لم تكوني مدربة فلا تقحمين نفسك فيما لاتعرفين ياسيدتي
وجبتي الحقيقه الغائبه
حيث اصبح التدريب شغله لمن لاشغله له
وضاعوا المميزين مع الدخلاء
كنت في احدى الاجتماعات وطرح هذا الموضوع وللاسف اكتشفت ان أغلب العابثين بهذا المجال هم فئة يبحثون عن المادة ويقومون بالتدليس والكذب من اجل الحصول عليها.
وبذلك اقترح التالي :
*ان تكون هناك مؤسسة حكومية لاعطاء هذا المجال حقه.
*ان تكون هناك رخصة مزاولة.
* ان يكون هناك تقييم دوري لاداء المدرب والا يتم سحب الرخصة منه.
هذا ونشكرك على هذا المقال الرائع
بعد تجربة صحباتي مع دورات مجموعة .............. اتفق معك الموضوع تجاري
والدليل انهم لايقدمون اي عمل مجاني ولايهتمون بالقيمة العلمية في التدريب
ارفق علينا يا سفير الامم المتحدة
المشكلة شهادات البعض ثانوي هههههههه
يعني زي مشرفة اسمها .... الله يسامحها بعد ما أخذت الغلة وانتهت الدورة اختفت وبطلت ترد على احد وماطلت في الشهادات شهوور