• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

اكتشفوا متعة الوظيفة والدراسة

بواسطة الكاتب : طلال النزهة 09-27-2017 07:52 صباحاً 5895 زيارات
صوت المدينة - طلال النزهة

المخلصون في أعمالهم الخاصة والحكومية بكل الفئات .. والطلبة والأساتذة المجتهدون بآدائهم .. كثير منكم يفقدون الإستمتاع بما حولهم .. ولعدم الإستمتاع اسباب كثيرة منها الإجتهاد والجد والتفاني والإهتمام فيما تقومون به .. وهناك اسباب أخرى مثل الأمراض .. او المشاكل والصراعات الإدارية وسوء التعامل مما يفقد الإنسان المتعة في مسيرة حياته اليومية ذهابا وإيابا .. فلا يرى ما حوله من الأشياء الجميلة وبعض النفوس الطيبة .. وأيضا روعة المكاتب التي تجلسون بها او الميادين التي تتجوّلون بها في آداء العمل .. او الفناء في المدرسة واللقاء بالزملاء

لقد جرت العادة أن تبدأ متعة الإنسان في إجازته السنوية عندما يحصل على موافقة الإجازة لدرجة أن البعض يتهاون في الآداء ويميل للإتكالية مثلها مثل الإقتراب من التقاعد المبكر او التقاعد بقوة النظام .. فعندما تبدأ الإجازة السنوية فهي عداد التناقص للعودة لما كان عليه الإنسان .. وفي جولة سريعة مع مجموعة متنوعة من الطلبة والتهنئة لقرب الدراسة .. فقد وجدنا الكثير يحمل الهم والحزن والإكتئاب لأن ناقوس المدرسة على وشك أن يهزه المراقب .. وعسى لا يكون الموظف مثلهم .

تذكرني الأيام بأحد الموظفين التنفيذيين عندما أقترب موعد تقاعده النظامي .. طلب من معاليه أن يمدد له فترة العمل ليتمكن من تدريب أحد مساعديه .. وجاء الرد صفعة في الجبين عندما قال صاحب المعالي .. أين كنت خلال الأعوام الماضية !! .. وانهى الشرح على ذاك الطلب الغبي أن يحصل هذا المدير التنفيذي على إجازاته المتبقية قبل التقاعد ويرحل سريعا .. حقا لقد أنتبه صاحب السعادة او التعاسة او التياسه مؤخرا أن المتعة فقدها في سنواته الماضية بين إجتهاد او صراعات افقدته متعة التأمّل وشعر بها عندما أقترب التقاعد وشاهد كل شيء حوله جميل فرغب المزيد .

ويزورك احد المتقاعدين او المجازين في مكتبك وتستقبله ولكن فرحته اكبر من فرحتك فهو يستمع بوقته وانت واضع رأسك بين المعاملات او سمعك مع الهاتف الثابت .. او تنتظر تعليمات من مدير شرّير او مرؤوس مشاغب .. وتلك افقدتك متعة العمل اليومي وانت متجاهل المتعة التي حولك

أيها الوزير والمدير والأستاذ والطالب .. انظر لما حولك بنظرة أخرى .. شاهد جمال مبنى إدارتك ومدرستك .. تأمل بعض الجَمَال وانت في اروقة المدرسة او العمل والطريق والمنزل ذهابا وايابا .. تأكّد أنها فترة لن تطول مهما تعددت السنوات .. الوزير يمضي .. والمدير يتقاعد والطالب يتخرّج .. فلا تفقد متعة ماحولك مهما كانت الحياة الوظيفية او الدراسة او الرؤساء في شد ومد وجذب .. فهذه التأملات سوف تخفف عنك كثيرا من العبء الذي تعيشه وتزيد من بهجتك إذا كنت فرحا سعيدا بجامعتك او مدرستك او عملك عسكريا او مدنيا .. فلا تأخذك عقارب الساعة فهي أيام تمضي وغدا تسأل .. لماذا ابتعدت عن متعة ما أراه اليوم وقد كان موجودا بالأمس !!

عندما كنت أعمل خارج المملكة في مجموعة دول .. كان كثير من الأصدقاء يزورن تلك المواقع .. وكنا نلتقي بالمنزل أو في مواقع السياحة في الفترة المسائية .. وكانوا أكثر بهجة مني .. بل يحسدونا على متعة المناظر والطرقات والحياة التي نعيشها بنعيم الوظيفة والمميزات ويعتقدون أننا نعيش بمتعة السياحة .. فقد كانوا يسهرون ونحن ننتظر الغد لإستقبال رسمي او لنقاش تحتويه المشاكل او لمعاملات وطلبات ننتظر الموافقة عليها من الجهات التنفيذية .. وأيضا بعض المخاوف الأمنية في كل مكان في تلك الحياة الوظيفية بالرغم أن الأمن الوظيفي المستقر .. واليوم ونحن في زيارة حرة لنفس المناطق التي عملنا بها .. نرى جَمَالا ومتعة وفرحة ونسأل في أنفسنا لقد كانت هذه موجودة ولكن العمل سرقنا ففقدنا الكثير منها .. فتأمّل واستمتع بكل ما حولك لتعيش مرتين بين الحياة العملية وبعد أن تغادر بنفس راضية مرضية .. ولا تنسى أن فرحة المستقبل التي تدوم قبل الممات هي المتعة ان تجمع بين الإخلاص في الآداء والتأمّل بما حولك في الذهاب والإياب .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر