إليكم .. قلبي مأهولاً بكم.
صوت المدينة - بشرى الخلف
قال تعالى في سورةِ الزمر:-
﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.
آية رقم:- (7).
وجهت صحيفة مدينتي الغالية صوت المدينة قبل أيام قليلة رسالة جميلة لكُتَّاب وكاتبات المقالات.
كان مضمون هذه الرسالة ومحتواها:-
"لنفترض!
أن اليوم آخر مقال لك في صوت المدينة ماذا ستكتب؟
ماهو صوت ندائك الأخير؟"
مجرد طرح هذه الفكرة علينا نحن ككُتَّاب في الصحيفة, أو دعوني أتحدث عني أنا تحديداً, طرح أذهلني وجعلني أُفكر مليَّاً عن عنوان مقالي القادم, أفكر بدقة متناهيه, كيف ستكون آخر حروف لي, ماهو العُنوان الذي سيبقى عالقاً في أذهان من يُتابعوا قلم بشرى الخلف !
نظرتي أصبحت واسعة, ورؤيتي اختلفت كثيراً؛
لأني أردتُ ببساطة احتواء كل الفئات, جميع الطبقات, والأهم كل القلوب !
ربما تكُن حقيقةً ملموسة, بمعنى أنه:-
قد يُصبح آخر مقال لي, وآخر ما يُسطره فكري من حروف هُنا.
فدعوني أصل لقلوبكم في هذه السطور, دعوني أُسجل بصمة بها حتى قبل أذهانكم؛
ولكن هي بصمة من نوعٍ آخر, بصمة لا تُنسى بإذنه تعالى.
سأُهدي هذه السطور لكل شخص فقد أُمه؛
لأن الأم وطن, كُن أقوى وما فقدته من حنان ابحث عنه حولك حتماً ستجده, وقدمه لمن فقده !
ماذا أقول ؟ قصائدي وجمَت !
كل الحياة فداكِ يا أمي".
سأُهدي هذه السطور لكل من فقد أبيه؛
لأن الأب هو الفخر, لا تقلق وكُن لأبنائك كل شيء, سيعود عليك تلقائياً ما فقدته !
"لكن كنزتَ لنا مجداً نعيشُ به
فنحمِدُ الله من للخير قد وهبا".
سأُهدي هذه السطور لكل من فقد طعم الأخوة؛
لأن الأخ أو الأخت هما السند لك؛ فلا تحزن سيُعوضك الله !
"أخ إن نأت دار به أو تنازحت, فما الود منهُ والإخاءِ بنازح".
سأُهدي هذه السطور لكل من فقد السعادة في حياته:-
لما هذا الشعور, ولك دين ورب هما أَوج السعادة كلها؛
فانظر حولك ستجدها بشخصٍ, أو بقلبٍ, أو ربما بكَ أنت !
سأُهدي هذه السطور باختلاف أسبابها لكل من استعصى عليه أن يكُن شخصاً متعلماً:-
العلم لا ينحصر بورقة مضمونها الدرجة العلمية, والنسبة المئوية !
العلم كُل العلم بعملك الدائم, قراءتك المستمرة, اكتساب الخبرات, وتساؤلاتك الدقيقة, ربما تتفوق عن مائةٍ من المتعلمين !
سأُهدي هذه السطور لكل مريض نائم على فراشٍ ينظُر للحياة بنظرةٍ سوداء, وربما ينتظر أو حتى يترقب موعد وفاته:-
تأكد أن الله ابتلاك؛ لأنه يُحبك, لأنه يُريد أن يُطهرك من ذنوبك ثم يقبضك إليه إلى جنةٍ عرضها السمواتِ والأرض؛
فلا تيأس, وتذكر أن أمر المؤمن كله خير.
سأُهدي هذه السطور لكل من افتقد شخصاً يتهيأ له أنه محوراً لحياته:-
تأكد لو كان به خيراً لك؛ لبقى؛
ولكن انتشلك الله بالوقتِ المناسب.
سأُهدي هذه السطور لكل فقيرٍ صعُبت عليه الحياة, وأسباب الرزق:-
تذكر حديث أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم:-
أن أكثر أهل الجنة المساكين, وامضي مطمئناً مُبتسماً.
سأُهدي هذه السطور لمن افتقد صديق لدربه يتسم بالإخلاصِ, الوفاءِ, وحسن العشرة:-
لا تُقلق فكرك, ربما سيظهر الآن لكَ صديق لمائةِ عام !
سأُهدي هذه السطور لكُل شخص يظُن أنه وحيداً:-
سأُذكرك بقوله تعالى:-
﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ﴾.
سورة التوبة, آية رقم (40).
سأُهدي هذه السطور لكُل شخص تألم من كلامِ الناس:-
"سأُذكرك بسيدنا آدم عليه السلام قبل نفخ الروح خاصمه إبليس وكان له عدواً, نوح عليه السلام صنع ما يُنجي به القوم, واتخذه القوم سخرياً, سُليمان عليه السلام حارب السحرة؛ فاتهمهُ الأعداء أنه من السحرة, ومحمد عليه الصلاة والسلام جاء لتوحيد القلوب؛ فاتهمهُ القوم بالتحريض, وتفريق القلوب" !
فلا تكترث كثيراً.
سأُهدي هذه السطور لكل خائن لوطنه:-
سألقي على مسامعك هذه الحروف:-
"وحتى ذلك الحين عدني بأنك ستكون بخير, عدني بأني سألقاك حاملاً بين يديك الحرية, وفي أحضانك يرقد الجميع بسلامٍ لا يفنى".
واحمد الله على نعمةِ وطنك, لا تكُن خائناً, ولا تكُن طرف بسيط لدماره.
وسأُهدي هذه السطور لكُل من يعصي الله حتى ولو بأبسطِ المعاصي:-
لا تنسى أن هذه الدنيا دار فناء, والآخرة هي دارِ البقاء, كُن موازياً لا تحرم نفسك من الدنيا؛ ولكن لا تقع في الحرام؛
"فالدين لا يمنعكَ عنِ الحياة؛ بل عنِ الحرام"
فاعمل الآن, لترتاحَ غداً.
نهايةً إن غادرت الحياة؛ فسيبقى, وسيبقى هذا المقال لكم وبين أيديكم, ارجعوا لمضمونه كلما أنتابكم شعور لا ترجمة له !
لئن أصبحت مرتحلاً بشخصي
فروحي عندَكم أبدًا مُقيمُ.
الإمام ابن حزم الأندلسي _ رحمه الله.
قال تعالى في سورةِ الزمر:-
﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.
آية رقم:- (7).
وجهت صحيفة مدينتي الغالية صوت المدينة قبل أيام قليلة رسالة جميلة لكُتَّاب وكاتبات المقالات.
كان مضمون هذه الرسالة ومحتواها:-
"لنفترض!
أن اليوم آخر مقال لك في صوت المدينة ماذا ستكتب؟
ماهو صوت ندائك الأخير؟"
مجرد طرح هذه الفكرة علينا نحن ككُتَّاب في الصحيفة, أو دعوني أتحدث عني أنا تحديداً, طرح أذهلني وجعلني أُفكر مليَّاً عن عنوان مقالي القادم, أفكر بدقة متناهيه, كيف ستكون آخر حروف لي, ماهو العُنوان الذي سيبقى عالقاً في أذهان من يُتابعوا قلم بشرى الخلف !
نظرتي أصبحت واسعة, ورؤيتي اختلفت كثيراً؛
لأني أردتُ ببساطة احتواء كل الفئات, جميع الطبقات, والأهم كل القلوب !
ربما تكُن حقيقةً ملموسة, بمعنى أنه:-
قد يُصبح آخر مقال لي, وآخر ما يُسطره فكري من حروف هُنا.
فدعوني أصل لقلوبكم في هذه السطور, دعوني أُسجل بصمة بها حتى قبل أذهانكم؛
ولكن هي بصمة من نوعٍ آخر, بصمة لا تُنسى بإذنه تعالى.
سأُهدي هذه السطور لكل شخص فقد أُمه؛
لأن الأم وطن, كُن أقوى وما فقدته من حنان ابحث عنه حولك حتماً ستجده, وقدمه لمن فقده !
ماذا أقول ؟ قصائدي وجمَت !
كل الحياة فداكِ يا أمي".
سأُهدي هذه السطور لكل من فقد أبيه؛
لأن الأب هو الفخر, لا تقلق وكُن لأبنائك كل شيء, سيعود عليك تلقائياً ما فقدته !
"لكن كنزتَ لنا مجداً نعيشُ به
فنحمِدُ الله من للخير قد وهبا".
سأُهدي هذه السطور لكل من فقد طعم الأخوة؛
لأن الأخ أو الأخت هما السند لك؛ فلا تحزن سيُعوضك الله !
"أخ إن نأت دار به أو تنازحت, فما الود منهُ والإخاءِ بنازح".
سأُهدي هذه السطور لكل من فقد السعادة في حياته:-
لما هذا الشعور, ولك دين ورب هما أَوج السعادة كلها؛
فانظر حولك ستجدها بشخصٍ, أو بقلبٍ, أو ربما بكَ أنت !
سأُهدي هذه السطور باختلاف أسبابها لكل من استعصى عليه أن يكُن شخصاً متعلماً:-
العلم لا ينحصر بورقة مضمونها الدرجة العلمية, والنسبة المئوية !
العلم كُل العلم بعملك الدائم, قراءتك المستمرة, اكتساب الخبرات, وتساؤلاتك الدقيقة, ربما تتفوق عن مائةٍ من المتعلمين !
سأُهدي هذه السطور لكل مريض نائم على فراشٍ ينظُر للحياة بنظرةٍ سوداء, وربما ينتظر أو حتى يترقب موعد وفاته:-
تأكد أن الله ابتلاك؛ لأنه يُحبك, لأنه يُريد أن يُطهرك من ذنوبك ثم يقبضك إليه إلى جنةٍ عرضها السمواتِ والأرض؛
فلا تيأس, وتذكر أن أمر المؤمن كله خير.
سأُهدي هذه السطور لكل من افتقد شخصاً يتهيأ له أنه محوراً لحياته:-
تأكد لو كان به خيراً لك؛ لبقى؛
ولكن انتشلك الله بالوقتِ المناسب.
سأُهدي هذه السطور لكل فقيرٍ صعُبت عليه الحياة, وأسباب الرزق:-
تذكر حديث أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم:-
أن أكثر أهل الجنة المساكين, وامضي مطمئناً مُبتسماً.
سأُهدي هذه السطور لمن افتقد صديق لدربه يتسم بالإخلاصِ, الوفاءِ, وحسن العشرة:-
لا تُقلق فكرك, ربما سيظهر الآن لكَ صديق لمائةِ عام !
سأُهدي هذه السطور لكُل شخص يظُن أنه وحيداً:-
سأُذكرك بقوله تعالى:-
﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ﴾.
سورة التوبة, آية رقم (40).
سأُهدي هذه السطور لكُل شخص تألم من كلامِ الناس:-
"سأُذكرك بسيدنا آدم عليه السلام قبل نفخ الروح خاصمه إبليس وكان له عدواً, نوح عليه السلام صنع ما يُنجي به القوم, واتخذه القوم سخرياً, سُليمان عليه السلام حارب السحرة؛ فاتهمهُ الأعداء أنه من السحرة, ومحمد عليه الصلاة والسلام جاء لتوحيد القلوب؛ فاتهمهُ القوم بالتحريض, وتفريق القلوب" !
فلا تكترث كثيراً.
سأُهدي هذه السطور لكل خائن لوطنه:-
سألقي على مسامعك هذه الحروف:-
"وحتى ذلك الحين عدني بأنك ستكون بخير, عدني بأني سألقاك حاملاً بين يديك الحرية, وفي أحضانك يرقد الجميع بسلامٍ لا يفنى".
واحمد الله على نعمةِ وطنك, لا تكُن خائناً, ولا تكُن طرف بسيط لدماره.
وسأُهدي هذه السطور لكُل من يعصي الله حتى ولو بأبسطِ المعاصي:-
لا تنسى أن هذه الدنيا دار فناء, والآخرة هي دارِ البقاء, كُن موازياً لا تحرم نفسك من الدنيا؛ ولكن لا تقع في الحرام؛
"فالدين لا يمنعكَ عنِ الحياة؛ بل عنِ الحرام"
فاعمل الآن, لترتاحَ غداً.
نهايةً إن غادرت الحياة؛ فسيبقى, وسيبقى هذا المقال لكم وبين أيديكم, ارجعوا لمضمونه كلما أنتابكم شعور لا ترجمة له !
لئن أصبحت مرتحلاً بشخصي
فروحي عندَكم أبدًا مُقيمُ.
الإمام ابن حزم الأندلسي _ رحمه الله.
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
صدقا المقال جسد فكر، وفكرة، واحتواء، وشمول
الفقد من أصعب الإبتلاءات كان في فقد أرواح، أم فقد لأساسيات الحياة
بورك العلم والعمل*لكم
مقال رررهيب
وشملا نداءً للجميع
جعله الله في ميزان حسناتك
جزاك الله خير الجزاء على بريق الأمل الذي تضيفينه في مقالك على فئة كبيرة من مجتمعنا الذي فقد كثير من متعة الحياة وذلك بسبب مرض انهك جسمه ومبتلى ابتلي بمعصية ......
إلى الامام