ثقافةٌ تسبحُ حولها الأقمارُ
صوت المدينة - سالم الزائدي
أبدأ مقالي بتحية خاصة إلى جهابذة المعرفة والأدب الذين تعلموا وعلموا، وتثقفوا وثقفوا، وجّمعوا وجمعوا، وأرادوا ولم يرتدوا ولم ينقادوا، وأثروا ولم يستأثروا، فكانوا قدوة تُقتدى في الإبداع والارتقاء ومثلاً يُحتذى في البذل بسخائه وأنموذجاً يُهتدى من الصدقية والنقاء.
لماذا ؟؟
لماذا لا نتلمس آثار الثقافة العربية الإسلامية في حياتنا التعليمية والعمرانية والثقافية بشكل عام؟
لماذا يعزف أبناء الزهور عن تبني الثقافة العربية الإسلامية مسلكاً ومنهجاً في حياتهم؟
لماذا نعيش تناقض من رفض .. للغرب والفكر الغربي والعادات الغربية في حين نتحدث عن موروث إسلامي في عاداتنا وتقاليدنا وفكرنا الأصيل ولكن دون تطبيق ؟
لماذا لا يقوم علماؤنا بمد جسور بين ثقافتنا وديننا مع ما يلائمه من العالم الغربي بدل رفض ما يأتينا ؟ وعدم تقديم بدائل؟
من المعروف أن رقي الأمم إنما يقاس بما تقدمه للعالم والإنسانية من قيم ثقافية مضافة، حيث تكون هذه القيمة مصدرا ً لنهضة الأمة ورفعتها في العلم والمعرفة .إننا نتحدث اليوم عن الحيز الثقافي المعرفي الذي يشغله الإنسان خلال مسيرة حياته، إننا نتحدث عن فضاء رحب، عالم واسع ، وعوالم فسيحة لا تحدد إلا بجوهر الإنسان ومدى ثقافته ومعرفته وتراكم التراث الإنساني في داخله.
لا ريب في أن العقل الشّرقي قد تطوّر، ويكابد الصُعود والهبوط في نهضته، مع يقيني أن أسباب النهضة الصحيحة تنمو بنمو الشباب وعلم المتعلمين. والذي أراه أن نهضة هذا الشرق العربي لا تعتبر قائمة على أساس وطيد .. إلا إذا نهض بها الركنان الخالدان الدين الإسلامي واللغة العربية وما عداهما لا تكون له قيمة في حكم الزمن.
أين الثقافة العربية الإسلامية من حياتنا ونحن لم نعد نتلمس أي من تقاليدنا وطابعنـا الإسلامي في احتفالاتنا أو في ذوقنا المعماري أو حتى في تواصلنا الاجتماعي أو في صبغة نظامنا التعليمي . نحن في حاجة إلى تطعيم بمشرط الثقافة العربية الإسلامية ضد التيارات التي مزقت كياننا الثقافي وتركتنا ننظر دائماً إلى بعيد متلهفين على ما يأتينا بلا تمحيص.
أنا لا أعارض التشرب بالثقافات الأجنبية ومحاولة فهمها وتحليلها لكن على شرط أن تكون هناك حصانة أولية محلية .. نحن بحاجة إلى تكريس الفرح بالنمط الإسلامي الذي يعيد لنا ذاكرتنـا ويحفظ لنا تقاليدنا وتراثنا عبر الأجيال .
نحن نملك الأسس، لدينا تراث فكري عربي إسلامي، ولدينا تراث فني وتاريخي عظيم، لدينا المادة الخام الصالحة للدراسة والعرض لكن ما ينقصنا حقاً هو الباحثون والمتخصصون من أدباء وفنانين ومؤرخين ومفكرين لتكريس روح وجوهر الثقافة العربية الإسلامية لأنهم وحدهم هم شهداء العلم والمعرفة والنور وهم الطليعة الزاحفة والبدايات الأولى لجلاء الغموض وتوضيحه.
على مدى عشرين عاماً تحولت اللغة العبرية على أيدي المخلصين من أبنائها إلى لغة ينال كتابها جوائز نوبل وتهتز لها قاعات المؤتمرات وهي لغة كان أبناؤها أنفسهم كالفيلسوف اليهودي ابن ميمون وصاحبه ابن جبرول لا يجدونها صالحة للتعبير ويكتبون بالعربية الفصحى.
هذا هو الفرق بيننا وبينهم، هم يحيون لغة هامدة لم تساير العلوم والفنون والآداب ونحن نميت لغة تملك جميع أدوات التعبير ويعدها الكثيرون أرقى لغة في سلامة تركيبها وسلاسة ألفاظها ويسر اشتقاقها وسهولة مآخذها.
نحن في حاجة إلى البحث عن تاريخنا وثروتنا الفكرية والعقلية، في حاجة إلى التنقيب عن الآثار وفيها وبها استخلاص المعاني الحضارية والثقافية والفنية القديمة والحديثة، في حاجة إلى البحث عن أرضية صلبة ثابتة لماضينا وحاضرنا نبني عليها مستقبلنا.
إنني لا أرى عذراً من نشر الثقافة العربية الإسلامية بيننا هذه الأيام بالذات فنحن لسنا في حاجة إلى مزيد من الخلط والخبط فقد كفانا ما لاقيناه.. نحن في أشد الحاجة إلى الخط الواضح الصريح لكي نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت .
أبدأ مقالي بتحية خاصة إلى جهابذة المعرفة والأدب الذين تعلموا وعلموا، وتثقفوا وثقفوا، وجّمعوا وجمعوا، وأرادوا ولم يرتدوا ولم ينقادوا، وأثروا ولم يستأثروا، فكانوا قدوة تُقتدى في الإبداع والارتقاء ومثلاً يُحتذى في البذل بسخائه وأنموذجاً يُهتدى من الصدقية والنقاء.
لماذا ؟؟
لماذا لا نتلمس آثار الثقافة العربية الإسلامية في حياتنا التعليمية والعمرانية والثقافية بشكل عام؟
لماذا يعزف أبناء الزهور عن تبني الثقافة العربية الإسلامية مسلكاً ومنهجاً في حياتهم؟
لماذا نعيش تناقض من رفض .. للغرب والفكر الغربي والعادات الغربية في حين نتحدث عن موروث إسلامي في عاداتنا وتقاليدنا وفكرنا الأصيل ولكن دون تطبيق ؟
لماذا لا يقوم علماؤنا بمد جسور بين ثقافتنا وديننا مع ما يلائمه من العالم الغربي بدل رفض ما يأتينا ؟ وعدم تقديم بدائل؟
من المعروف أن رقي الأمم إنما يقاس بما تقدمه للعالم والإنسانية من قيم ثقافية مضافة، حيث تكون هذه القيمة مصدرا ً لنهضة الأمة ورفعتها في العلم والمعرفة .إننا نتحدث اليوم عن الحيز الثقافي المعرفي الذي يشغله الإنسان خلال مسيرة حياته، إننا نتحدث عن فضاء رحب، عالم واسع ، وعوالم فسيحة لا تحدد إلا بجوهر الإنسان ومدى ثقافته ومعرفته وتراكم التراث الإنساني في داخله.
لا ريب في أن العقل الشّرقي قد تطوّر، ويكابد الصُعود والهبوط في نهضته، مع يقيني أن أسباب النهضة الصحيحة تنمو بنمو الشباب وعلم المتعلمين. والذي أراه أن نهضة هذا الشرق العربي لا تعتبر قائمة على أساس وطيد .. إلا إذا نهض بها الركنان الخالدان الدين الإسلامي واللغة العربية وما عداهما لا تكون له قيمة في حكم الزمن.
أين الثقافة العربية الإسلامية من حياتنا ونحن لم نعد نتلمس أي من تقاليدنا وطابعنـا الإسلامي في احتفالاتنا أو في ذوقنا المعماري أو حتى في تواصلنا الاجتماعي أو في صبغة نظامنا التعليمي . نحن في حاجة إلى تطعيم بمشرط الثقافة العربية الإسلامية ضد التيارات التي مزقت كياننا الثقافي وتركتنا ننظر دائماً إلى بعيد متلهفين على ما يأتينا بلا تمحيص.
أنا لا أعارض التشرب بالثقافات الأجنبية ومحاولة فهمها وتحليلها لكن على شرط أن تكون هناك حصانة أولية محلية .. نحن بحاجة إلى تكريس الفرح بالنمط الإسلامي الذي يعيد لنا ذاكرتنـا ويحفظ لنا تقاليدنا وتراثنا عبر الأجيال .
نحن نملك الأسس، لدينا تراث فكري عربي إسلامي، ولدينا تراث فني وتاريخي عظيم، لدينا المادة الخام الصالحة للدراسة والعرض لكن ما ينقصنا حقاً هو الباحثون والمتخصصون من أدباء وفنانين ومؤرخين ومفكرين لتكريس روح وجوهر الثقافة العربية الإسلامية لأنهم وحدهم هم شهداء العلم والمعرفة والنور وهم الطليعة الزاحفة والبدايات الأولى لجلاء الغموض وتوضيحه.
على مدى عشرين عاماً تحولت اللغة العبرية على أيدي المخلصين من أبنائها إلى لغة ينال كتابها جوائز نوبل وتهتز لها قاعات المؤتمرات وهي لغة كان أبناؤها أنفسهم كالفيلسوف اليهودي ابن ميمون وصاحبه ابن جبرول لا يجدونها صالحة للتعبير ويكتبون بالعربية الفصحى.
هذا هو الفرق بيننا وبينهم، هم يحيون لغة هامدة لم تساير العلوم والفنون والآداب ونحن نميت لغة تملك جميع أدوات التعبير ويعدها الكثيرون أرقى لغة في سلامة تركيبها وسلاسة ألفاظها ويسر اشتقاقها وسهولة مآخذها.
نحن في حاجة إلى البحث عن تاريخنا وثروتنا الفكرية والعقلية، في حاجة إلى التنقيب عن الآثار وفيها وبها استخلاص المعاني الحضارية والثقافية والفنية القديمة والحديثة، في حاجة إلى البحث عن أرضية صلبة ثابتة لماضينا وحاضرنا نبني عليها مستقبلنا.
إنني لا أرى عذراً من نشر الثقافة العربية الإسلامية بيننا هذه الأيام بالذات فنحن لسنا في حاجة إلى مزيد من الخلط والخبط فقد كفانا ما لاقيناه.. نحن في أشد الحاجة إلى الخط الواضح الصريح لكي نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت .