• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

حالة سكون

بواسطة الكاتب : سالم الزائدي 05-11-2017 11:21 صباحاً 9801 زيارات
صوت المدينة - سالم الزائدي


لشد ما آلمني الحديث الذي دار بيني وبين قلم لامع من المملكة العربية السعودية، حين حدثني عن عميق حزنه، فيما يتعلق بالكثيرين من الكتّاب، الذين أفنوا أيامهم يكتبون ويؤرخون ويبحثون في الأدب والتاريخ واللغة والحضارة، ولم يجدوا رعاية، خاصة ًعندما ترى البعض منهم يموت مريضاً دون أن يجد من يقف معه في محنته من دولة أو مجالس أدبية بينما يعيش البعض الآخر أو الآخرون من الكتّاب مما نعلم أو لا نعلم بين مهمش أو لا يذكر حتى صار البعض منهم بين طريد وطارد، وشريد وشارد، وغابن ومغبون وإنا لله وإنا إليه راجعون..لاشك أن ذلك موجع جداً، ومؤثر في الإنتاج الأدبي والنفسي للكتّاب.

فهل يوجد لدينا مجالس أدبية تُعنى بالكتّاب والأدباء وشؤون حياتهم فعليا ً؟..أشك في ذلك، ولو وجد لما كان هذا الحزن !

للأدباء مكانة مميزة في الحياة الأدبية باعتبارهم يمهدون الطريق أمام الباحثين والدارسين في مضمار وتاريخ الثقافة وقد غدت كتبهم مرجعا ًلكثير من الدراسات، مع الأخذ بعين الإعتبار أن لكل جيل من الأدباء مقاييس ومنهجية تتوافق واسهاماته وعوالم ابداعاته وإضاءاته في نضاله الوطني وبصماته في مسيرة الحياة الثقافية بما يتلاءم مع المرحلة ، أمثال "مصطفى صادق الرافعي " .

للإنكليز شكسبير وشوسر ومارلو وبايرون ومن شاكلهم، وللفرنسيين فولتير ومونتسيكو وروسو وهوغو ومن شابههم، وللطليان دانتى وألبيرتو مورافيا ومن ماثله، وللإسبان سرفانتس ومن ناظره، وللروس دستويفسكي وغوركي وأسماء أخرى، وللهنود وأهل الصين وحتى للأمريكيين شمالا ًوجنوبا ًأسماء لامعة وأيقونات مضيئة لها احترامها ومكانتها، ونلحظ أن الكثير من أبناء هذا الجيل في الوطن العربي مهتم بمقولاتهم ويشيد باسهاماتهم فى الأدب والفكر، ويفتح صفحات من أدبياتهم وأفكارهم من خلال التواصل الاجتماعي.

لكن لماذا أدباؤنا ومفكري أمتنا لا يذكرون إلا على خجل أو استحياء فهل هم أقل بكثير منهم ، أو هي التبعية المقيتة.

قد يسأل البعض ويقول أن العلم والأدب عالمي كل أمة لها سهم فيه ؟ وأنا أقول هذا صحيح، إذ هو لا شرقي ولاغربي ، فكل أمة لها مثقفيها وأدباؤها... لكنني أنظر للمسألة من باب الغيرة والتغييب لعباقرة وكتّاب وأدباء بلادنا العربية، ممن أفنوا حياتهم مخلصين مبدعين جادين لأمتهم ..أين هم من الاهتمام والرعاية من جيل اليوم.

من الضروري أن أنقل عبر هذا المقال بأن لدينا كثير من الكتّاب رياديين في الأدب أمثال .. عبدالرحمن بدوي، عبدالهادي أبو ريدة، توفيق الطويل، زكي نجيب محمود وغيرهم من بلاد المغرب والمشرق العربي....

ولابد من ذكر أحمد حسن الزيات، سيد المرصفي، مصطفى الصادق الرافعي، محب الدين الخطيب، يحيى حقي، محمود شيت خطاب، مصطفى عبدالرازق، عبدالسلام هارون، محمود شاكر، عبدالمنعم خلاف..وغير ذلك، مثلاً فى الجزائر : الشيخ طاهر الجزائري" رجل له فضل على اليقظة الإسلامية رجل نهضة وخزانة علم يأتي بعد بن تيمية فى المرتبة العلمية".. و مالك بن نبي، صورة أخرى وجانب من جوانب العطاء الفكري العميق يمثل عظمة الفكر والمعاناة ، وكلهم من أهل العلم والأدب والفكر والإبداع ممن لم يُنصَفوا أو يأخذوا حقهم أو تقام لهم نصب تذكارية. وغيرهم كثير وكثير لمــــــــــــــــــاذا ؟

ناهيك عن المعاصرين المبدعين من الكتّاب والأدباء والمفكرين فى دول الخليج امثال : الدكتور جاسم سلطان صاحب مشروع النهضة ، وكذلك فى ليبيا أمثال "الدكتور علي فهمي خشيم أحد المفكرين البارزين وأحد القلائل المهتمين بالفلسفة العربية تدريسا ًوتأليفا ً، الأديب علي مصطفى المصراتي".. وفي سوريا أمثال المفكر جودت سعيد .. وفي العراق تجد الدكتور علي الوردي وغيره.

صور مشرفة وهامات عالية وصفحات مضيئة تُخلد في القلب حينما تجد لها تطبيقًا فتكون سلوكًا لمنهج حياة.

نحن محتاجون إلى أفكار متصلة بالحياة ولا يمكن بحال من الأحوال أن نقول بأن هناك انفصال في المعرفة الانسانية.

محتاجون أن يكون عندنا إيمان بتاريخنا وكتّابنا وبأنفسنا.
محتاجون أن يكون عندنا إيمان يسري عن طريق الكتابات المتوالية من المثقفين.
هكذا أؤكد .. وهكذا أقول.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر