• ×
السبت 23 أغسطس 2025

رحيل جدي

بواسطة ايمان الجهني 04-11-2017 10:11 صباحاً 6098 زيارات
صوت المدينة - ايمان الجهنـي

كم هو مؤلم ومُخيف ، شاحب ومُرعب .
كانت هيبته هذه المرة قويه ، وصفعته مؤلمه، وله جلالة عظيمه.

قَدِم بلا فزع ولاتردد ولاخوف ولاتبدد ، يجتاح اي مكان فلا يحمي منه شي ولاتدفعه قوه ، لايتقدم ساعة ولا يتأخر .

" الصلاة على الاموات " جدي من بينهم ، أعبر بين الصفوف وقد أدينا الصلاة عليه.

أنظر في وجوه من حولي ، أتَسَاءل في نَفْسِي ماحصل حقيقة أم خيال ؟
وهم ام هزال ؟
واقع ام حلم ؟

كان الهدوء يعم المكان ولا احد يعلم مايختلج في صدري ومايدور في رأسي من تساؤلات !

صورته وضحكاته عني لاتغيب وحديثه لقلبي دوماً مُجيب .

صوت التعازي يطرق اذني ( احسن الله عزاءكم ) رحم الله ميتكم ربط الله على قلوبكم ،تتثاقل بي الخُطى ، وأُجيب بصوت منخفض يُبادرني سؤال في نفسي أهْي حقيقه !

انه الموت قد خطف روحاً كانت بيننا ، ارى الدموع قد انسكبت على الوجوه ، جدي لقد قضى نحبه .

رُفعت الاقلام جفت الصحف ، انطوت صفحت ايامه ، لانستطيع أن نلتقي به مرة أخرى .

انه الموت محطة لاتعرف الانتظار ، وطريق مُمهد لكل السالكين ، يقف عندها الكثير كل يوم ، فينتقلون الى دار اخرى ، والى جوار اخر ، فجاءه بلا اذن ودون موعد .

اه لقد علمني رحيلك ياجدي كم هي صغيرة هذه الدنيا .
وكم للفقد من الم ووجع ، وكم لطعمه من مراره كأني وقد أرى الدنيا تسقط من عيني ، فنهايتها الرحيل ، ان بكينا وان اكثرنا العويل ، فقد يسبقنا اهلنا وقد نسبقهم انها الحقيقة التي نتغافل عنها ، ولكن ركنا اليها ركون المستأمن وتشبثنا بها تشبث الغريق ، وبنينا صروحاً من الاحلام .

ونسجنا خيوطاً من التسويف ، فعمرناها وسنترك ماخولنا اليه .

لا ابكي عليك اليوم الا فراقا ، واني لااذكرك سوى ذاكرا شاكراً ومصلياً .
نحسبك عندالله ، فقد ارتحت من عناءها ، وتركت خلفك ابناء واحفاداً سيذكرونك مابقو على ارضها ، ولكنا نخشى رحيلنا ان لايليق بلقاء الله ، وان لاتؤهلنا اعمالنا لإعمار
الدار الباقيه .

كم هي رحلة قصيره بين الحياة والموت ، بين المولد والرحيل ، بين الطفولة والشباب ، وبين الشباب والكهوله ، تتدرج مراحلها كسلم سريع لايترك لنا مجالا لإلتقاط انفاسنا ، وكظل شجرة يستريح بها المسافر فكلنا ضيوف على هذه الدنيا ، وسنرحل منها يوما واللبيب من احسن المقام ، واحسن الضيافه .

نسأل الله ان يُحسن الخاتمه وان يُصلح الحياة الباقيه .

جديد المقالات

أصبح الذكاء الاصطناعي في مقدمة التحولات التقنية التي أعادت رسم ملامح العصر الرقمي، حيث يقدّم...

‎ ‎"من الإدارة إلى القيادة: كيف تطور أسلوبك لتنجح في إدارة الفريق؟" ‎في عالم الأعمال والمؤسسات،...

في عالم الإدارة، تتباين الأساليب وتختلف المدارس، لكنّ ما يجمع عليه الخبراء أن القيادة الناجحة هي...

الأخلاق.. السلاح الأول وقيمة الإنسان العليا الأخلاق هي السلاح الأول الذي نتعامل به مع القريب...

بمناسبة معرض الكتاب بالمدينة المنورة " افتحوا الأبواب ، فقد حضر الكتاب " يا حامل الأقلام...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • قلب ألوفا
    04-11-2017 12:35 مساءً
    جميلا جدا ودايم مبدعه
  • حنان
    04-11-2017 12:38 مساءً
    ابداعتي
  • Koky
    04-11-2017 12:48 مساءً
    رائع عزيزتي.. رحمه الله وجميع موتانا
  • فردوس الخوتاني
    04-11-2017 01:06 مساءً
    مقال جميل جدا جمع ما بين الحنين والتذكير
    بارك الله فيك استاذة وسلمت اناملك
  • فافي
    04-11-2017 02:48 مساءً
    ما شاء الله مبدعة كعادتك*
    الى الامام*
  • جيهان حدادي
    04-11-2017 02:48 مساءً
    إحساس مرهف بقلم مبدع*
  • صالحه القدسي
    04-11-2017 03:42 مساءً
    مشاعر صادقة وجياشة من شخصية مبدعة ومتألقة دوما بارك الله فيك وزادك من فضله ونسأل الله حسن الختام
  • فهد الطائفي
    04-11-2017 10:26 مساءً
    أبدعتي أستاذة ايمان الجهني*
    تمنياتي لك بالتوفيق دوما وأبدأ*
    ولصوت المدينة للتألق الدائم*
أكثر