يعيثون في الأرضِ فساداً
صوت المدينة - باسم القليطي
في احدى البُلدان البعيدة يتخذ الفساد عدة أشكال, وينصبغ بعدة ألوان, جميعها قاتمة, ومن أنواع الفساد اليومي الذي رأيته هناك, ذلك الفساد الذي يُمارس في شوارع الناس من تكسير وتخريب وإغلاق وتجريب, وكأن الشوارع حقل تجارب لتعليم عمالتهم الجاهلة الفاشلة, والدليل انظر لنتيجة أي مشروع أو حفريات, من المستحيل أن تجد الشارع عاد لما كان عليه في السابق, بل ستجد الندوب واضحة, والآثار فاضحة, فتبدو الشوارع وكأنها وجهٌ قبيح احتاج لعمليات تجميل فقام الطبيب الفاشل المُخادع بعملية نصبٍ كبيرة على أهل الشارع, ووقع معهم العقود, وأخذ منهم النقود, ثم قام بعمليات التجميل الفاشلة, فزاد القبح قبحاً, واستغل طيبة أهالي الشارع وكرمهم, موقناً أنهم لن يحاسبوه, وربما وجد منهم من في نصبهِ شاركوه, مقابل رشوةٍ حقيرة, وكل ذلك على حساب ميزانيات الشوارع, ومُعاناة مُرتاديها.
ويتميز سُكان تلك البلاد بالمهارة العالية في القيادة, وعندما تُشاهد قيادتهم في الشوارع تشك للحظات أنهم أبناء عم (مايكل شوماخر) ولكن أشعة الشمس حرقت جلودهم, ولأن هذا الأمر أثار استغرابي, صرتُ أتأمل قيادتهم, وأحاول أن أحصل على جواب, فاكتشفت أنهم يستخدموا طريقة (المُحاكاة الحيوانية), فكانت سبباً جوهرياً في اكتسابهم تلك المهارة, فهم أخذوا من الصقر حِدة النظر, ومن الثعلب مهارة المراوغة, ومن الأفعى المرونة وقوة التركيز, ومن الحمار الصبر وشدة التحمل, ومن الذئب سرعة الانقضاض, ومن الأسد قوة القلب, فصاروا يرون الأرصفة المخفيّة, والمطبات المُخادعة, وأغطية البيارات السُفليّة والعلويّة, من على مسافاتٍ بعيدة, ويتحاشوها بطريقةٍ لولبيّة, بأقل عدد من الخسائر والضحايا, وإذا مروا باختناقات مروريّة, تعاملوا معها على أنها فواصل إعلانيّة, ومن ثم استكملوا مُغامراتهم اليوميّة, وكأنهم مُشاركين في أحد أفلام (قتال الشوارع).
والعجيب هُناك أن شركات المقاولات تفعل ما بدا لها, فاليوم تضع المطبات وغداً تلغيها, وتحفر حفرةً كبيرة ثم تردمها, لترجع بعد أسابيع لحفرها مرةً أُخرى, ولا تدري هل هم أضاعوا خاتم مدير الشركة داخلها فعادوا ليبحثوا عنه, أم أنهم جلبوا عمالاً جُدد يريدون تدريبهم, أعان الله سُكان ذلك البلد الشقيق على حماقات شركات المقاولات, وعلى تخلّف مسؤولي الأمانات, فالحُفر ضايقت الناس في الشوارع, والصبّات الإسمنتية حاصرتهم وجعلتهم كفئرانٍ تدور في متاهة, هذا عدا التخطيط العقيم السقيم للأحياء والشوارع, والذي يتعامل مع المستقبل وكأنه عشر سنوات, ثم لن تلبث أن تقوم القيامة, فلم التبذير والخسارة, عقليّات بليدة مُتخلفة, لا تخاف من الله عز وجل, ولا تُراعي سخط الناس وغضبهم, ولا تغار من تقدُم الدول المُجاورة.
في احدى البُلدان البعيدة يتخذ الفساد عدة أشكال, وينصبغ بعدة ألوان, جميعها قاتمة, ومن أنواع الفساد اليومي الذي رأيته هناك, ذلك الفساد الذي يُمارس في شوارع الناس من تكسير وتخريب وإغلاق وتجريب, وكأن الشوارع حقل تجارب لتعليم عمالتهم الجاهلة الفاشلة, والدليل انظر لنتيجة أي مشروع أو حفريات, من المستحيل أن تجد الشارع عاد لما كان عليه في السابق, بل ستجد الندوب واضحة, والآثار فاضحة, فتبدو الشوارع وكأنها وجهٌ قبيح احتاج لعمليات تجميل فقام الطبيب الفاشل المُخادع بعملية نصبٍ كبيرة على أهل الشارع, ووقع معهم العقود, وأخذ منهم النقود, ثم قام بعمليات التجميل الفاشلة, فزاد القبح قبحاً, واستغل طيبة أهالي الشارع وكرمهم, موقناً أنهم لن يحاسبوه, وربما وجد منهم من في نصبهِ شاركوه, مقابل رشوةٍ حقيرة, وكل ذلك على حساب ميزانيات الشوارع, ومُعاناة مُرتاديها.
ويتميز سُكان تلك البلاد بالمهارة العالية في القيادة, وعندما تُشاهد قيادتهم في الشوارع تشك للحظات أنهم أبناء عم (مايكل شوماخر) ولكن أشعة الشمس حرقت جلودهم, ولأن هذا الأمر أثار استغرابي, صرتُ أتأمل قيادتهم, وأحاول أن أحصل على جواب, فاكتشفت أنهم يستخدموا طريقة (المُحاكاة الحيوانية), فكانت سبباً جوهرياً في اكتسابهم تلك المهارة, فهم أخذوا من الصقر حِدة النظر, ومن الثعلب مهارة المراوغة, ومن الأفعى المرونة وقوة التركيز, ومن الحمار الصبر وشدة التحمل, ومن الذئب سرعة الانقضاض, ومن الأسد قوة القلب, فصاروا يرون الأرصفة المخفيّة, والمطبات المُخادعة, وأغطية البيارات السُفليّة والعلويّة, من على مسافاتٍ بعيدة, ويتحاشوها بطريقةٍ لولبيّة, بأقل عدد من الخسائر والضحايا, وإذا مروا باختناقات مروريّة, تعاملوا معها على أنها فواصل إعلانيّة, ومن ثم استكملوا مُغامراتهم اليوميّة, وكأنهم مُشاركين في أحد أفلام (قتال الشوارع).
والعجيب هُناك أن شركات المقاولات تفعل ما بدا لها, فاليوم تضع المطبات وغداً تلغيها, وتحفر حفرةً كبيرة ثم تردمها, لترجع بعد أسابيع لحفرها مرةً أُخرى, ولا تدري هل هم أضاعوا خاتم مدير الشركة داخلها فعادوا ليبحثوا عنه, أم أنهم جلبوا عمالاً جُدد يريدون تدريبهم, أعان الله سُكان ذلك البلد الشقيق على حماقات شركات المقاولات, وعلى تخلّف مسؤولي الأمانات, فالحُفر ضايقت الناس في الشوارع, والصبّات الإسمنتية حاصرتهم وجعلتهم كفئرانٍ تدور في متاهة, هذا عدا التخطيط العقيم السقيم للأحياء والشوارع, والذي يتعامل مع المستقبل وكأنه عشر سنوات, ثم لن تلبث أن تقوم القيامة, فلم التبذير والخسارة, عقليّات بليدة مُتخلفة, لا تخاف من الله عز وجل, ولا تُراعي سخط الناس وغضبهم, ولا تغار من تقدُم الدول المُجاورة.