خلق الوحوش
صوت المدينة - بشرى الأحمدي
كل يوم تصلّنا عشرات المقاطع والرسائل التي تحذّر من طعام معيّن اعتدنا نحن وآباؤنا الاكل منه لعقود طويلة ، الأدهى أن السواد الأعظم من تلك التحذيرات فارغة.
كالرسالة التي تظهر عملية استخراج ديدان من بطن مريض وتقول أن تناول المعكرونة هو السبب!
منذ متى كان القمح سبباً لتخلّق الديدان في المعدة؟
الموضوع تجاوز الطعام الى سلوكياتنا.
لاتساعد شخصاً في الطريق فقد يكون فرداً من تلك العصابة التي انتشرت مؤخراً , عصابة وهمية لم نسمع عنها في الأخبار ولم تحذّر منها الشرطة , لم يذكرها الا العجوز المتشائم (الواتس اب).
مقطع صوتي آخر لرجل يقسم ويحلف ان ابن أخيه خُطف من ساحة الحرم النبوي وبعدها بأيام قليلة يظهر الأب بجوار ابنه وهو مبتسم مؤكداً انه ضاع منه وهو يلعب ووجده فوراً ولم يكن هناك أي خاطفين!
فيديو آخر يحذّر من المزاح بين الاصدقاء حيث سقط احدهم مغشياً عليه بعد مفاجأة اصدقائه له في مركز تجاري, الفيديو يتوقف هنا والحقيقة ان ماتبقى منه يظهر الشاب وهو يقف ويضحك وانما كان يمثّل انه مغشياً عليه لتخويف أصدقاءه.
من له المصلحة في ارهابنا لدرجة انه يعمل ليل نهار على قصقصة المقاطع وتزييف الأخبار وربط اشياء لاعلاقة لها ببعضها البعض؟
أصبح الكل يتفنن في التخويف والترهيب والتحذير حتى فقدنا اغلب تصرفاتنا العفوية.
صرنا نخاف ونقلق ونتوتر من كل شئ حولنا, نلتفت يمنة ويسرة خوفاً على انفسنا واطفالنا من الشرور المتربصة بنا .
نفكّر مليون مرة قبل اعداد وجبة نتخوّف اذا ماكانت ستسببّ انفجاراً في معدتنا ام تسمماً ام ديداناً ؟
نخشى من البرد، الحر، المطر، البرق، السهر، النوم، الحلوى....... والقائمة تطول
دعوا الناس تعيش بعفوية، وتوقفوا عن ارسال هذه التفاهات المغلوطة. تعبنا من تصحيح الأخبار، مللنا من تكذيب المقاطع، ضقنا ذرعاً بالقلق والترقّب اليومي.
كل يوم تصلّنا عشرات المقاطع والرسائل التي تحذّر من طعام معيّن اعتدنا نحن وآباؤنا الاكل منه لعقود طويلة ، الأدهى أن السواد الأعظم من تلك التحذيرات فارغة.
كالرسالة التي تظهر عملية استخراج ديدان من بطن مريض وتقول أن تناول المعكرونة هو السبب!
منذ متى كان القمح سبباً لتخلّق الديدان في المعدة؟
الموضوع تجاوز الطعام الى سلوكياتنا.
لاتساعد شخصاً في الطريق فقد يكون فرداً من تلك العصابة التي انتشرت مؤخراً , عصابة وهمية لم نسمع عنها في الأخبار ولم تحذّر منها الشرطة , لم يذكرها الا العجوز المتشائم (الواتس اب).
مقطع صوتي آخر لرجل يقسم ويحلف ان ابن أخيه خُطف من ساحة الحرم النبوي وبعدها بأيام قليلة يظهر الأب بجوار ابنه وهو مبتسم مؤكداً انه ضاع منه وهو يلعب ووجده فوراً ولم يكن هناك أي خاطفين!
فيديو آخر يحذّر من المزاح بين الاصدقاء حيث سقط احدهم مغشياً عليه بعد مفاجأة اصدقائه له في مركز تجاري, الفيديو يتوقف هنا والحقيقة ان ماتبقى منه يظهر الشاب وهو يقف ويضحك وانما كان يمثّل انه مغشياً عليه لتخويف أصدقاءه.
من له المصلحة في ارهابنا لدرجة انه يعمل ليل نهار على قصقصة المقاطع وتزييف الأخبار وربط اشياء لاعلاقة لها ببعضها البعض؟
أصبح الكل يتفنن في التخويف والترهيب والتحذير حتى فقدنا اغلب تصرفاتنا العفوية.
صرنا نخاف ونقلق ونتوتر من كل شئ حولنا, نلتفت يمنة ويسرة خوفاً على انفسنا واطفالنا من الشرور المتربصة بنا .
نفكّر مليون مرة قبل اعداد وجبة نتخوّف اذا ماكانت ستسببّ انفجاراً في معدتنا ام تسمماً ام ديداناً ؟
نخشى من البرد، الحر، المطر، البرق، السهر، النوم، الحلوى....... والقائمة تطول
دعوا الناس تعيش بعفوية، وتوقفوا عن ارسال هذه التفاهات المغلوطة. تعبنا من تصحيح الأخبار، مللنا من تكذيب المقاطع، ضقنا ذرعاً بالقلق والترقّب اليومي.