من دون أذى !
صوت المدينة - منى كنعان
يُقال بأن الشعب الهندي من أكثر الشعوب حبًا للحياة،
وهذا ما ينعكس فعليًا على أفلامهم، حتى أنك إذا قررت السفر إلى بلادهم يجب عليك أن تكون هادئًا ومسالمًا وضحوكًا،
في الأسواق أو المطاعم، أو في الصعوبات التي قد تصادفك من مشكلةٍ أو مفاصلة أسعارٍ أو حالة نصب مثلا.
أن تأخذ الغضب بالضحك والمزاح أو الابتسام إن أمكن ، فإبرازك لملامح النكد وصوته يعدُّ نهايةً لصحتك أو لسلامة جسدك ووجهك على الأقل من كدمات (الشلليّة) أو المجموعات التي تنادي بعضها كما تُنظّم الطيور المهاجرة تجمُّعاتها وتشاور بعضها بعضًا،
بلغةٍ قد لا تفهمها بل ستدرك مغزاها جيدًا!
أنصحك هنا بقراءة الكتاب الممتع:
(ما لقيت إلا الهند)
لـ: متعب الجبرين إذا كنت تنوي زيارتها.
وعلى سيرة الكدمات واللكمات أودّ الإشارة إلى
تلك التي نراها بين الحين والآخر إما باليد بين السائقين أو بلسان الكائنات التي تسير في كوكبنا وتشعّ غضبًا،
تعقدُ الحاجبين عند انغلاق الشارع أو الحياة في وجهها،
تفتح الشباك وتطلق إهداءاتها العفنة من بصاقٍ وعلكٍ ودخانٍ وغيرها ولا مانعَ بالقليل من الشتائم التي قد (تُبرّد القلب) أحيانًا، وكأننا خلقنا لكي نكون أداة تفريغ تتحمّل أسباب هذا الغضب الغريب، أو هذه الطاقات الشمسيّة التي أتتنا من نوعٍ آخر، تشحن النظرة بالسوء، والأذن بكثرة التأفُّفات، وتُسمم أعصابنا بسيّالاتٍ لا نهائيةٍ من التوتّر..
عقل الهندي الذي نسخر منه لابد أن يعلّمنا حب الحياة التي لم نستشعر ظلمنا لها بعد وعنفنا تجاه ساكنيها، العنف الذي يؤذينا قبل أن يؤذي من حولنا.
ولا ننسى أرجوكم حديث نبيّنا محمد، صاحب الفضائل والأخلاق العظيمة:
(إنّ الملائكة تتأذّى مما يتأذى منه بنو آدم)
فقذارة الأخلاق والألفاظ والتعامل لا تقل ضررًا عن قذارة الروائح والأوساخ، بل إنها وسَخٌ نادر الدواء، صعب التغيير، لا يعترف صاحبه بوجوده حتى وإن نطق السواد الأعظم من الكون بصحته وبراهين وجوده ..!
يُقال بأن الشعب الهندي من أكثر الشعوب حبًا للحياة،
وهذا ما ينعكس فعليًا على أفلامهم، حتى أنك إذا قررت السفر إلى بلادهم يجب عليك أن تكون هادئًا ومسالمًا وضحوكًا،
في الأسواق أو المطاعم، أو في الصعوبات التي قد تصادفك من مشكلةٍ أو مفاصلة أسعارٍ أو حالة نصب مثلا.
أن تأخذ الغضب بالضحك والمزاح أو الابتسام إن أمكن ، فإبرازك لملامح النكد وصوته يعدُّ نهايةً لصحتك أو لسلامة جسدك ووجهك على الأقل من كدمات (الشلليّة) أو المجموعات التي تنادي بعضها كما تُنظّم الطيور المهاجرة تجمُّعاتها وتشاور بعضها بعضًا،
بلغةٍ قد لا تفهمها بل ستدرك مغزاها جيدًا!
أنصحك هنا بقراءة الكتاب الممتع:
(ما لقيت إلا الهند)
لـ: متعب الجبرين إذا كنت تنوي زيارتها.
وعلى سيرة الكدمات واللكمات أودّ الإشارة إلى
تلك التي نراها بين الحين والآخر إما باليد بين السائقين أو بلسان الكائنات التي تسير في كوكبنا وتشعّ غضبًا،
تعقدُ الحاجبين عند انغلاق الشارع أو الحياة في وجهها،
تفتح الشباك وتطلق إهداءاتها العفنة من بصاقٍ وعلكٍ ودخانٍ وغيرها ولا مانعَ بالقليل من الشتائم التي قد (تُبرّد القلب) أحيانًا، وكأننا خلقنا لكي نكون أداة تفريغ تتحمّل أسباب هذا الغضب الغريب، أو هذه الطاقات الشمسيّة التي أتتنا من نوعٍ آخر، تشحن النظرة بالسوء، والأذن بكثرة التأفُّفات، وتُسمم أعصابنا بسيّالاتٍ لا نهائيةٍ من التوتّر..
عقل الهندي الذي نسخر منه لابد أن يعلّمنا حب الحياة التي لم نستشعر ظلمنا لها بعد وعنفنا تجاه ساكنيها، العنف الذي يؤذينا قبل أن يؤذي من حولنا.
ولا ننسى أرجوكم حديث نبيّنا محمد، صاحب الفضائل والأخلاق العظيمة:
(إنّ الملائكة تتأذّى مما يتأذى منه بنو آدم)
فقذارة الأخلاق والألفاظ والتعامل لا تقل ضررًا عن قذارة الروائح والأوساخ، بل إنها وسَخٌ نادر الدواء، صعب التغيير، لا يعترف صاحبه بوجوده حتى وإن نطق السواد الأعظم من الكون بصحته وبراهين وجوده ..!