#استغلال_تطوعي!
صوت المدينة - محمد حلبي
في ظل التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 وتفعيلاً لثقافة العمل التطوعي في مجتمعنا السعودي انشرت مؤخراً النداءات للحث على ما يسمى العمل التطوعي.
وكان من المفترض قبل ذلك توضيح مجاله ووضع الحدود الواضحة له وتحقيق الهدف المرجو من وراء العمل التطوعي!
فعندما اساهم تطوعاً في توزيع مساعدات إنسانية لمنكوبين ولاجئين فهذا من مبدأ الإنسانية والتعاون بين الناس, يسمى عملاً تطوعياً.
وقد أتطوع في حملة لتنظيف شواطئ بلدي لنحظى ببيئة مائية صحية لنا ولأجيالنا القادمة. أو عندما يلبس معلماً لباس عاملي شركات النظافة العامة, ويحثون تلاميذهم ويشاركوهم في نظافة
فصولهم الدراسية, فهذا عمل تطوعي لجيل قادم واعي وحياة صحية. كما قد نتطوع جميعاً في غرس الفسائل في كل مكان وتحويل صحارينا الى جنات خضراء فننعم بوطن أخضر صحي وجميل,
و هذا أيضا ضمن العمل التطوعي. وقس على ذلك من أعمال تطوع تُشرّف من يعمل بها وليس منا من يستثنى من دوره في المساهمة والمشاركة في مثل هذه الأعمال التطوعية .
وفي المقابل¸ ما ينادي به أصحاب المناصب وتجار المشاريع من عمل تطوعي لخدمتهم الخاصة وعوائدهم الشخصية تحت اسم العمل التطوعي, فلم أجد مصطلحاً يصف هذا الفعل أدق من (#استغلال_تطوعي!).
فعندما تشارك المملكة العربية السعودية في المعارض الدولية للكتاب وتخصص لها مئات الألاف لدعم المشاركة, وتطلب الملحقيات الثقافية من الطلابها المشاركة تطوعاً والإلتزام بالحضور في جميع أيام المعرض مقابل شهادة شكر, بينمى ينعم المعنييون بهذه العمل بانتدابات وتذاكر وبدلات, فهذا #استغلال_تطوعي!.
وعندما تقام الخيام التسويقية ومعارض الأسر المنتجة وتؤجر بالآلاف وينادي المنظمون بفرق تسويقية وتنظيمية تطوعية, فهذا #استغلال_تطوعي.
أو عندما تحث الجامعات طلابها لعمل أندية طلابية وتنظيمها والإشراف عليها كمتطوعين, وتصرف ميزانية صندوق الطالب المخصصة لهذه البرامج على نثريات أخرى-بدون فواتير- , فهذا #استغلال_تطوعي.
بكل بساطة عندما يكون هناك ميزانية مخصصة أو عندما تسند الأعمال ويكون من ورائها دخل مادي أو فائدة شخصية مرجوة, فليس من حقك استغلال أي شخص تحت اسم عمل تطوعي.
أمر المولى سبحانه وتعالى المسلمين بجمع الزكاة لتقديمها للفقراء وأمر للعاملون عليها بقسم معلوم ولم يكون ذلك العمل تطوعي!.
أما آن الأوان لأن يميز أصحاب القرار بأن من حسن تقدير الجهود والحث على العمل والتمييز بين من يعمل ويقدم وبين المتخاذل أن يكون هناك حصة من الهبرة ليقتسمها الجميع,
ونعمل جميعنا معاً في مختلف المجالات بالعمل التطوعي الفعلي فنتقي ونرتقي؟!
د.محمد بن فاروق حلبي
تويتر @halabi7
في ظل التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 وتفعيلاً لثقافة العمل التطوعي في مجتمعنا السعودي انشرت مؤخراً النداءات للحث على ما يسمى العمل التطوعي.
وكان من المفترض قبل ذلك توضيح مجاله ووضع الحدود الواضحة له وتحقيق الهدف المرجو من وراء العمل التطوعي!
فعندما اساهم تطوعاً في توزيع مساعدات إنسانية لمنكوبين ولاجئين فهذا من مبدأ الإنسانية والتعاون بين الناس, يسمى عملاً تطوعياً.
وقد أتطوع في حملة لتنظيف شواطئ بلدي لنحظى ببيئة مائية صحية لنا ولأجيالنا القادمة. أو عندما يلبس معلماً لباس عاملي شركات النظافة العامة, ويحثون تلاميذهم ويشاركوهم في نظافة
فصولهم الدراسية, فهذا عمل تطوعي لجيل قادم واعي وحياة صحية. كما قد نتطوع جميعاً في غرس الفسائل في كل مكان وتحويل صحارينا الى جنات خضراء فننعم بوطن أخضر صحي وجميل,
و هذا أيضا ضمن العمل التطوعي. وقس على ذلك من أعمال تطوع تُشرّف من يعمل بها وليس منا من يستثنى من دوره في المساهمة والمشاركة في مثل هذه الأعمال التطوعية .
وفي المقابل¸ ما ينادي به أصحاب المناصب وتجار المشاريع من عمل تطوعي لخدمتهم الخاصة وعوائدهم الشخصية تحت اسم العمل التطوعي, فلم أجد مصطلحاً يصف هذا الفعل أدق من (#استغلال_تطوعي!).
فعندما تشارك المملكة العربية السعودية في المعارض الدولية للكتاب وتخصص لها مئات الألاف لدعم المشاركة, وتطلب الملحقيات الثقافية من الطلابها المشاركة تطوعاً والإلتزام بالحضور في جميع أيام المعرض مقابل شهادة شكر, بينمى ينعم المعنييون بهذه العمل بانتدابات وتذاكر وبدلات, فهذا #استغلال_تطوعي!.
وعندما تقام الخيام التسويقية ومعارض الأسر المنتجة وتؤجر بالآلاف وينادي المنظمون بفرق تسويقية وتنظيمية تطوعية, فهذا #استغلال_تطوعي.
أو عندما تحث الجامعات طلابها لعمل أندية طلابية وتنظيمها والإشراف عليها كمتطوعين, وتصرف ميزانية صندوق الطالب المخصصة لهذه البرامج على نثريات أخرى-بدون فواتير- , فهذا #استغلال_تطوعي.
بكل بساطة عندما يكون هناك ميزانية مخصصة أو عندما تسند الأعمال ويكون من ورائها دخل مادي أو فائدة شخصية مرجوة, فليس من حقك استغلال أي شخص تحت اسم عمل تطوعي.
أمر المولى سبحانه وتعالى المسلمين بجمع الزكاة لتقديمها للفقراء وأمر للعاملون عليها بقسم معلوم ولم يكون ذلك العمل تطوعي!.
أما آن الأوان لأن يميز أصحاب القرار بأن من حسن تقدير الجهود والحث على العمل والتمييز بين من يعمل ويقدم وبين المتخاذل أن يكون هناك حصة من الهبرة ليقتسمها الجميع,
ونعمل جميعنا معاً في مختلف المجالات بالعمل التطوعي الفعلي فنتقي ونرتقي؟!
د.محمد بن فاروق حلبي
تويتر @halabi7