قيادة المرأة للسيارة تفكرٌ وتعقل، لا تعصب وإنفلات.
كثر الحديث و منذُ سنواتٍ مضت عن قضية { قيادة المرأة للسيارة } ولازالت هذه القضية تأخذ حيزاً كبيراً من الإهتمام, ومن الحوارات والإنتقادات بين مؤيدٍ ومعارض , وكأنها العقبة الوحيدة أمام تحضرنا و رُقينا وتطورنا , أو أن القضايا والمشاكل في مجتمعنا انتهت ولم يبقى فيها إلا قضية ( قيادة المرأة للسيارة ).
في حين أن حل هذه القضية وحسمها لا يحتاج منا كل هذا الوقت و الجهد بين مدٍ وجزر , فقط نحتاج لقليلٍ من التفكير و التعقل بعيداً عن التعصب والتطرف باسم الدين والعادات , و بعيداً عن الحرية المطلقة باسم التطور والحضارة .
قد يرى البعض من خلال ما ذكرته وما سوف أذكره لاحقاً أنني مع قيادة المرأة للسيارة.
والحقيقة هي أنني لستُ معها , و حتماً لن أكون ضدها .
فأنا لن أكون مع النسوة اللاتي أطلقن حملة لقيادة المرأة للسيارة في السادس والعشرين من أكتوبر القادم, لا لأنني ضد ذلك !! ولكن أنا ضد كل أمر فيه خروج عن طاعة ولي الأمر حتى لو كان فيه الأصل ( مباح ) , فللحاكم ولاية المنع فيما يعود ضرره على الرعية وله الحق في تقييد المباح لمصلحة معتبرة , فبتالي لا ينبغي علينا مخالفة أمره ما دام يصب في مصلحة الناس ولم يصدر أمرً حاسم ونهائي بشأن هذه القضية . والتعبير عن الرأي أو المطالبة بحق لا يكون بهذا الطريقة .
كما أنني لست مع المعارضين لقيادة المرأة للسيارة !! وممن أدلوا بدلوهم في ذلك, لأن أقوالهم التي لا أصل لها ولا سند لم تكن مقنعة , حججهم في ذلك تارة من ناحية صحية ( تؤثر على المبايض والحوض !! ) وتارة أخرى من ناحية دينية ( من باب سد الذرائع !! ).
نعم الدين هو الأساس لجميع جوانب حياتنا ولن نرضى عن ذلك مثيل , ولكن يكفي سخرية واستخفافا بعقلية المواطن السعودي بحجة الدين , وحدثوا العاقل بما يُعقل .
فكلا الفئتين أو بالأحرى الطريقتين السابقتين في التأييد والرفض ما هو إلا منفذٌ لتحقيق أهداف أعداء الدين و الوطن وذلك بوضعهم أو انحصارهم في دائرة مغلقة, هذا ينعتُ الأخر بالتخلف والرجعية , والأخر ينعتُ هذا بالعلمانية والليبرالية .
متى نُدرك أن هناك عدو يحيك في الظلام, وينتهز مثل هذه الفرص ؟
أين هم العلماء والمثقفين والعُقلاء في بلادنا ؟
نحن لا نريد حزبين معارض والأخر مؤيد , لأن أمر قيادة المرأة للسيارة آتٍ لا محالة شئنا أم أبينا قريبً كان أو حتى على المدى البعيد القريب .
لذلك وقبل أن تصدر الدولة قراراً بسماح ذلك, ما أرجوه وما أتمناه هو أن تُدرس هذه القضية وفق دراسة شاملة لجميع النواحي الدينية و الاجتماعية و الاقتصادية, وتُدرس بطريقة واعية ومتأنية ودقيقة و أن يُنظر لها بعين المصالح والمفاسد في آن واحد, نحقق من خلاله الأهداف المرجوة , دون ضرر أو ضِرار, ويُرضي كِلا الطرفين المؤيد والمعارض.
فلا أرى هناك مانع أن يسمح لهن بقيادة السيارة وفق شروط معينة و فئة معينة وعمر معين في وقتٍ ومكان معين .
أليس هذا أفضل من أن يجيء يوم يسمح لهن بذلك دون قيدٍ أو شرط ؟
وكأننا نقدم الكعكة بأيدينا للأعداء المتربصين والمنتظرين لذلك ..
الكاتبة : عائشة اللقماني
@aisha_allugmani
في حين أن حل هذه القضية وحسمها لا يحتاج منا كل هذا الوقت و الجهد بين مدٍ وجزر , فقط نحتاج لقليلٍ من التفكير و التعقل بعيداً عن التعصب والتطرف باسم الدين والعادات , و بعيداً عن الحرية المطلقة باسم التطور والحضارة .
قد يرى البعض من خلال ما ذكرته وما سوف أذكره لاحقاً أنني مع قيادة المرأة للسيارة.
والحقيقة هي أنني لستُ معها , و حتماً لن أكون ضدها .
فأنا لن أكون مع النسوة اللاتي أطلقن حملة لقيادة المرأة للسيارة في السادس والعشرين من أكتوبر القادم, لا لأنني ضد ذلك !! ولكن أنا ضد كل أمر فيه خروج عن طاعة ولي الأمر حتى لو كان فيه الأصل ( مباح ) , فللحاكم ولاية المنع فيما يعود ضرره على الرعية وله الحق في تقييد المباح لمصلحة معتبرة , فبتالي لا ينبغي علينا مخالفة أمره ما دام يصب في مصلحة الناس ولم يصدر أمرً حاسم ونهائي بشأن هذه القضية . والتعبير عن الرأي أو المطالبة بحق لا يكون بهذا الطريقة .
كما أنني لست مع المعارضين لقيادة المرأة للسيارة !! وممن أدلوا بدلوهم في ذلك, لأن أقوالهم التي لا أصل لها ولا سند لم تكن مقنعة , حججهم في ذلك تارة من ناحية صحية ( تؤثر على المبايض والحوض !! ) وتارة أخرى من ناحية دينية ( من باب سد الذرائع !! ).
نعم الدين هو الأساس لجميع جوانب حياتنا ولن نرضى عن ذلك مثيل , ولكن يكفي سخرية واستخفافا بعقلية المواطن السعودي بحجة الدين , وحدثوا العاقل بما يُعقل .
فكلا الفئتين أو بالأحرى الطريقتين السابقتين في التأييد والرفض ما هو إلا منفذٌ لتحقيق أهداف أعداء الدين و الوطن وذلك بوضعهم أو انحصارهم في دائرة مغلقة, هذا ينعتُ الأخر بالتخلف والرجعية , والأخر ينعتُ هذا بالعلمانية والليبرالية .
متى نُدرك أن هناك عدو يحيك في الظلام, وينتهز مثل هذه الفرص ؟
أين هم العلماء والمثقفين والعُقلاء في بلادنا ؟
نحن لا نريد حزبين معارض والأخر مؤيد , لأن أمر قيادة المرأة للسيارة آتٍ لا محالة شئنا أم أبينا قريبً كان أو حتى على المدى البعيد القريب .
لذلك وقبل أن تصدر الدولة قراراً بسماح ذلك, ما أرجوه وما أتمناه هو أن تُدرس هذه القضية وفق دراسة شاملة لجميع النواحي الدينية و الاجتماعية و الاقتصادية, وتُدرس بطريقة واعية ومتأنية ودقيقة و أن يُنظر لها بعين المصالح والمفاسد في آن واحد, نحقق من خلاله الأهداف المرجوة , دون ضرر أو ضِرار, ويُرضي كِلا الطرفين المؤيد والمعارض.
فلا أرى هناك مانع أن يسمح لهن بقيادة السيارة وفق شروط معينة و فئة معينة وعمر معين في وقتٍ ومكان معين .
أليس هذا أفضل من أن يجيء يوم يسمح لهن بذلك دون قيدٍ أو شرط ؟
وكأننا نقدم الكعكة بأيدينا للأعداء المتربصين والمنتظرين لذلك ..
الكاتبة : عائشة اللقماني
@aisha_allugmani