• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

ثمار جُهدك ستراهُ في تربيتك.

بواسطة الكاتبة : بشرى الخلف 01-12-2017 06:21 مساءً 6859 زيارات
صوت المدينة - بشرى الخلف
قال الله تعالى:-
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ التحريم آية رقم:- 6.
الأبناء نعمة عظيمة من نعم الله علينا في الدنيا, ويكفي في ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:-
عن أبي هريرة أن رسول الله قال:
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له).
هذا الحديث من أوضح الأحاديث وربما لا يحتاج مني الشرح الكثير؛ ولكن ما أود تبيانه هنا أنك حين تموت يكفيك أن ولدك الصالح يدعوا لك وتنفعك دعوته في آخرتك.
الأبناء هم لذة الحياة أيضاً, وجمالها كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:-
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾.
الكهف آية رقم:- 46.
"وفي هذه الآية الكريمة جعل الله المال والبنون زينة الحياة الدنيا؛ لأن في المال جمالاً ونفعاً, وفي البنون قوة ودفعاً".
ولكن إذا أصبنا في تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة, التي تقوم على مراقبة الذات أولاً؛ بمعنى الغرس بهم الخوف من الخالق قبل الخوف من الوالدين أو المجتمع الذي يُحيط به, ومحاسبة النفس وتقويمها في كل شيء.
فيجب على الوالدين تنشئة أجيال قدوة ومثال للأجيال القادمة, نفعها يعم دينها أولاً, ومن ثَم أهلها, ووطنها, ومجتمعها.
هنا فقط نطلق على هذه التربية تربية صحيحة سليمة, ونموذجاً يُحتذى به.
نحن الآن في زمنِ التكنولوجيا, زمن مخيف فعلاً, يستطيع الطفل للأسف الوصول لكل شيء وبكل بساطة.
قبل أيام وأنا أتصفح تويتر قرأت تغريدة أصابتني بالذهول !
"طفلة أمريكية عمرها 6 سنوات تستخدم بصمة والدتها النائمة لشراء ألعاب عبر تطبيق الكتروني, وقامت بشراء 13 لعبة قيمتها 250 دولار" !
هذا الزمن يختلف اختلافاً جذرياً عن زمننا نحن, وعن ظروفنا التي تربينا فيها.
آباء وأمهات اليوم يحملون على عاتقهم حِمل ثقيل جداً !
هنا وفي ظل هذه الظروف يأتي دور الوالدين؛ ولكن بطريقة تتماشى مع بيئتنا ومع هذه وظروفنا !
الطفل بطبيعته يحتاج لمسايسة أكثر من حاجته لعنفٍ, أو ضربٍ, أو حتى شتم.
لفت انتباهي ما قاله الأستاذ أحمد الشقيري:-
"عند بكاء أولادي أو غضبهم وجدت أن أفضل طريقة لتهدئتهم؛ هي حضنهم دون كلام أو نقاش أو معاتبة, فقط حضن هادئ أثره عجيب".
أشعر أن في هذا الوقت هناك من يسعون لتربية أولادهم تربية إسلامية راقية, مبدأها الاحترام, وأساسها التفاهم؛ قد يلفتون نظر الجميع.
أيضاً هناك أمر مهم جداً؛ الموازنة في التربية, كما نعلم أن الموازنة مهمة في كل أمور الحياة؛ فكيف في التربية !
فلا ينبغي علينا التشدد الذي ينتج عنه حالات نفسية, وضعف في الشخصية, ولا يجب علينا في المقابل التحرر الذي لا يُحمد عُقباه.
قد ذكرت الكاتبة:- سناء أيمن في موقع من المواقع عن الطرق الحديثة لتربية الأطفال فأعجبني ما ذكرته بالمقال, سأذكره لكم باختصار قالت:-
هناك العديد من الأساليب للتربية الحديثة للطفل ومن هذه الأساليب:-
1/ عدم ضرب الطفل.
2/ حكاية ما قبل النوم.
3/ الحفاظ على نظافة الطفل.
وذكرت بعدها نصائح مهمة وهي:-
1/ الابتعاد عن المشاجرة أمام الأطفال.
2/ عدم الكذب أمام الأطفال.
3/ إظهار الحب.
4/ احترام الآخرين.
صدقاً من أهم الأمور التي يجب على الوالدين إظهارها لأطفالهم؛ هو احساسهم بالحب, لأن الجانب العاطفي لدى الأطفال مهم ويجب أن يُشبع, حتى لا يبحث هو بدوره عن مكان آخر يشبع به هذا الشعور, والعواقب التي تنتج عن هذا قد تُكلف الوالدين الكثير, فاحذروا.
"الحب وحده أيضاً لا يكفي هذه رسالة مهمة لكل أم وأب".
وقد قالها أحمد شوقي في قصيدته:-
وإذا رحمت فأنت أم أو أب **** هذان في الدنيا هما الرحماء.
وفي المقابل من أخطر الأمور التي يجب على الوالدين الانتباه لها أمام أطفالهم؛ هو الكذب, فالطفل الذي يتربى على الكذب سيكبُر عليه, ولا يستطيع أن يتخلص من هذه الميِّزة السيئة.
يكفينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:-
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق, فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق, حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب, فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار, وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".
التربية أيضاً هي مسؤولية مشتركة بين الأم والأب, يُخطأ كثيراً من يرى أن التربية تكن على عاتق الأم فقط, فالأب لا يستطيع أن يفعل ما تفعله الأم من حبٍ وعطفٍ وحنان, والأم لا تستطيع في المقابل أن تفعل ما يفعله الأب من نصائح وموعظة, كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:-
﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.
لقمان آية رقم:- 13.
نهايةً:-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
[أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عمر].
ففي هذا الحديث يتضح لنا؛ أن إسلامنا بتعاليمه السمحة اهتم بجميع أمور الحياة, وأوجب على كل مسلم أناطه الله بمسئولية ما أن يقوم بها على أتم وجه؛ وإلاًّ سيأخذ إثم هذا التقصير.
رسالة قصيرة:-
ثمار جُهدك .. ستراهُ في تربيتك..

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر