التلميذ والأستاذ
بواسطة الكاتب : باسم القليطي
11-24-2016 02:22 صباحاً
8651 زيارات
صوت المدينة - باسم القليطي
التلميذ يحتاج اُستاذاً عظيماً ينهل من علمه ويستقي من أدبه ، والأستاذ يحتاج تلميذاً نجيباً يحفظ عنه كلامه وينقل للآخرين علمه ، وليس كل تلميذٍ تلميذ وليس كل أستاذٍ أستاذ ، فالتلميذ يجب أن يكون ذكياً لمّاحاً يحرص على التعلّم بلا كللٍ ولا ملل ، والمُعلم يجب أن يكون رحيماً قدوةً يجمع بين العلم والعمل.
ومن مُميزات الأستاذ أنه ينقل لتلميذهِ خبراته وخبرات من علموه, فيختصر عليه الجُهد والوقت ، وإذا لم يجد التلميذ أُستاذاً كان الوقت أُستاذه ، وتعلّم منه ومن أحواله ، يقول (إكتور برليوز) : إن الوقت مُعلِّمٌ كبير ولكن المؤسف أنه يقتل تلاميذه.
يقول المثل: وكم من تلميذ فاق أُستاذه. ومن ذلك ما رواه القفطي في كتاب (أنباء نُجباء الأبناء) فقال: بلغني أن السريّ بن المغلّس السقطيّ قرأ على مؤدبه (( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا)) فقال: يا أستاذ ما الورد؟فقال لا أدري. فقرأ (( لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)) فقال: يا أستاذ ما العهد؟ قال: لا أدري، فقطع السريّ القراءة وقال : إذا كنت لا تدري فلمَ غرّرتَ بالناس؟فضربه المؤدب. فقال السري: يا أستاذ ألم يكفكَ الجهل والغرور حتى أضفت إليه الظلم والأذى ! فاستحله المؤدب وتاب إلى الله تعالى من التأديب، وأقبل على طلب العلم، وكان يقول : إنما أعتقني من رق الجهل السريّ.
والمُفارقة العجيبة عندما يكون للتلميذ أُستاذان مُتناقضان ومُتباغضان ، وهذا ما حدث للكاتب (أنيس منصور) في قصة يرويها لنا فيقول : ولي تجربة (فالعقاد) لم يكن يعلم أني تلميذ (عبدالرحمن بدوي) وأحد المُعجبين به ، فاندهش وسألني: ما هذا البدوي؟
فقلت: أستاذي والذي فتح لنا آفاق الفلسفة المُعاصرة ونقل إلينا أفكارها وترجم تعابيرها الصعبة. وعلمنا ما لم نكن نعلم.
و(عبدالرحمن بدوي) لم يكن يعرف علاقتي القوية (بالعقاد). وسألني ما الذي تراه في هذا الجاهل المغرور؟
فقلت: إن قراءته متعة والجلوس إليه متعة أكبر ثم هو أستاذ التحليل المنطقي والفلسفي. وأغضبت الاثنين ، ولما حكيت هذه المُفارقة لـ (طه حسين) قال لي: يا مولانا أنت محظوظ أن يكون لك أستاذان على هذا القدرمن العلم والفضل !
وكان (الملك فيصل) رحمه الله يقول: (لو لم أكن ملكاً لكنتُ معلماً). ولكنه كان الاثنين معاً ، ملكٌ عظيم ، ومعلمٌ كبير ، لازالت الأجيال تتعلّم منه ومن مواقفه ، مدرسةٌ في السياسة ، وأستاذٌ في الكياسة.
التلميذ يحتاج اُستاذاً عظيماً ينهل من علمه ويستقي من أدبه ، والأستاذ يحتاج تلميذاً نجيباً يحفظ عنه كلامه وينقل للآخرين علمه ، وليس كل تلميذٍ تلميذ وليس كل أستاذٍ أستاذ ، فالتلميذ يجب أن يكون ذكياً لمّاحاً يحرص على التعلّم بلا كللٍ ولا ملل ، والمُعلم يجب أن يكون رحيماً قدوةً يجمع بين العلم والعمل.
ومن مُميزات الأستاذ أنه ينقل لتلميذهِ خبراته وخبرات من علموه, فيختصر عليه الجُهد والوقت ، وإذا لم يجد التلميذ أُستاذاً كان الوقت أُستاذه ، وتعلّم منه ومن أحواله ، يقول (إكتور برليوز) : إن الوقت مُعلِّمٌ كبير ولكن المؤسف أنه يقتل تلاميذه.
يقول المثل: وكم من تلميذ فاق أُستاذه. ومن ذلك ما رواه القفطي في كتاب (أنباء نُجباء الأبناء) فقال: بلغني أن السريّ بن المغلّس السقطيّ قرأ على مؤدبه (( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا)) فقال: يا أستاذ ما الورد؟فقال لا أدري. فقرأ (( لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)) فقال: يا أستاذ ما العهد؟ قال: لا أدري، فقطع السريّ القراءة وقال : إذا كنت لا تدري فلمَ غرّرتَ بالناس؟فضربه المؤدب. فقال السري: يا أستاذ ألم يكفكَ الجهل والغرور حتى أضفت إليه الظلم والأذى ! فاستحله المؤدب وتاب إلى الله تعالى من التأديب، وأقبل على طلب العلم، وكان يقول : إنما أعتقني من رق الجهل السريّ.
والمُفارقة العجيبة عندما يكون للتلميذ أُستاذان مُتناقضان ومُتباغضان ، وهذا ما حدث للكاتب (أنيس منصور) في قصة يرويها لنا فيقول : ولي تجربة (فالعقاد) لم يكن يعلم أني تلميذ (عبدالرحمن بدوي) وأحد المُعجبين به ، فاندهش وسألني: ما هذا البدوي؟
فقلت: أستاذي والذي فتح لنا آفاق الفلسفة المُعاصرة ونقل إلينا أفكارها وترجم تعابيرها الصعبة. وعلمنا ما لم نكن نعلم.
و(عبدالرحمن بدوي) لم يكن يعرف علاقتي القوية (بالعقاد). وسألني ما الذي تراه في هذا الجاهل المغرور؟
فقلت: إن قراءته متعة والجلوس إليه متعة أكبر ثم هو أستاذ التحليل المنطقي والفلسفي. وأغضبت الاثنين ، ولما حكيت هذه المُفارقة لـ (طه حسين) قال لي: يا مولانا أنت محظوظ أن يكون لك أستاذان على هذا القدرمن العلم والفضل !
وكان (الملك فيصل) رحمه الله يقول: (لو لم أكن ملكاً لكنتُ معلماً). ولكنه كان الاثنين معاً ، ملكٌ عظيم ، ومعلمٌ كبير ، لازالت الأجيال تتعلّم منه ومن مواقفه ، مدرسةٌ في السياسة ، وأستاذٌ في الكياسة.
