المنطق سعادة والملافظ سعّد
صوت المدينة - باسم القليطي
يُقال أن الفيلسوف (سقراط) كان مجتمعاً مع تلاميذه وقد سألوه جميعهم فأجابهم, إلا واحداً منهم لم يسئل، فالتفت اليه (سقراط) وقال له : تكلم حتى اراك !
وسقراط هنا عندما أمر التلميذ الصامت بالكلام حتى يعرف كيف هو حديثُه وبالتالي كيف هو تفكيره وبالتالي من أي أنواع البشر يكون, ونحن في حياتنا اليوميّة نقابل أشخاصاً لأول مرة فنُحّسِن الظنّ بهم ونحترمهم حتى إذا ما تكلموا, فهم إما ارتفعوا فوق العين, وإما هبطوا في مستوى القدمين, فإذا هم أحسنوا الكلام توجهنا إليهم بحواسِنا كِلها وزدناهم فوق الاحترامِ احترام, وإذا هم أساؤوا الكلام انصرفنا عنهم واستقبلتهم ظهورنا ولا ملام .
يقول الله تعالى "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "وهذا أمرٌ رباني بالقول الحسن بين الناس, وقد قال أهل العلم: (والقول الحسن يشمل: الحسن في هيئته؛ وفي معناه، ففي هيئته : أن يكون باللطف، واللين، وعدم الغلظة، والشدة، وفي معناه : بأن يكون خيراً؛ لأن كل قولٍ حسنٍ فهو خير؛ وكل قول خير فهو حسن ) .
وحُسّن المنطق يكون بجمال الكلمات, وعذوبةِ العبارات, وصدقِ الدعوات, ولطيفِ التشبيهات, ومراعاةِ اختلاف النفسيّات, ومجاراةِ تنوعِ الشخصيات, فكم من انسان لا يُرغّبك في لقائه, سوى عذوبةُ ألفاظه, وحلاوةُ لسانه, وروعةُ بيانه, فمن يعتاد انتقاء أفضل الكلمات يُصبح كلامه كتغريد البلابل, وصوته كخرير الماء في الجداول, وترتيبه في قلوب الناس من الأوائل, أما من اعتاد الفُحش في الكلام, والشتم واللعن والخِصام, بالتأكيد سيُبادر بالتوديع قبل السلام, لأنك لا تريد مجالسة من تكون عباراتهم فجّة, ولا يملكون منطِقاً ولا حُجّة, غيرُ أسوياء كأن عقولهم مرتجّة, عباراتهم جارحة أليمة, يُبدعون في تحقير القيمة, لذلك كان البُعد عن هؤلاء غنيمة .
وإذا اعتاد الصغير سماع الكلمات الجميلة أصبحت له عادة, فيكون لسانهُ معسولاً وهذا من أسباب السعادة, في المدرسة تجدهُ يلتقط من مُعلميه وزملائه أجمل ما يُقال, وفي الشارع بين أصحابه يُقدِم أرقى مثال, البذاءة والفُحشّ عنده ليس لها مجال, وهذا طبعه في أغلب الأحوال, وإذا ما سُئل أجاب بأفضل الأقوال, كيف لا وهو يستخدم السحر الحلال . لذلك نريد أن نربي جيلاً جميلاً في ألفاظه, لطيفاً في حواره, رحيماً في خطابه, قال (لقمان الحكيم) : إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمرّ من الصِبر وأحر من الجمر وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها .
وقيل: مَن لانت كلمته وجبت محبَّته وحَسُنَت أُحدُوثته، وظمئت الْقُلُوب إلى لقائه وتنافست في مودته.
يُقال أن الفيلسوف (سقراط) كان مجتمعاً مع تلاميذه وقد سألوه جميعهم فأجابهم, إلا واحداً منهم لم يسئل، فالتفت اليه (سقراط) وقال له : تكلم حتى اراك !
وسقراط هنا عندما أمر التلميذ الصامت بالكلام حتى يعرف كيف هو حديثُه وبالتالي كيف هو تفكيره وبالتالي من أي أنواع البشر يكون, ونحن في حياتنا اليوميّة نقابل أشخاصاً لأول مرة فنُحّسِن الظنّ بهم ونحترمهم حتى إذا ما تكلموا, فهم إما ارتفعوا فوق العين, وإما هبطوا في مستوى القدمين, فإذا هم أحسنوا الكلام توجهنا إليهم بحواسِنا كِلها وزدناهم فوق الاحترامِ احترام, وإذا هم أساؤوا الكلام انصرفنا عنهم واستقبلتهم ظهورنا ولا ملام .
يقول الله تعالى "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "وهذا أمرٌ رباني بالقول الحسن بين الناس, وقد قال أهل العلم: (والقول الحسن يشمل: الحسن في هيئته؛ وفي معناه، ففي هيئته : أن يكون باللطف، واللين، وعدم الغلظة، والشدة، وفي معناه : بأن يكون خيراً؛ لأن كل قولٍ حسنٍ فهو خير؛ وكل قول خير فهو حسن ) .
وحُسّن المنطق يكون بجمال الكلمات, وعذوبةِ العبارات, وصدقِ الدعوات, ولطيفِ التشبيهات, ومراعاةِ اختلاف النفسيّات, ومجاراةِ تنوعِ الشخصيات, فكم من انسان لا يُرغّبك في لقائه, سوى عذوبةُ ألفاظه, وحلاوةُ لسانه, وروعةُ بيانه, فمن يعتاد انتقاء أفضل الكلمات يُصبح كلامه كتغريد البلابل, وصوته كخرير الماء في الجداول, وترتيبه في قلوب الناس من الأوائل, أما من اعتاد الفُحش في الكلام, والشتم واللعن والخِصام, بالتأكيد سيُبادر بالتوديع قبل السلام, لأنك لا تريد مجالسة من تكون عباراتهم فجّة, ولا يملكون منطِقاً ولا حُجّة, غيرُ أسوياء كأن عقولهم مرتجّة, عباراتهم جارحة أليمة, يُبدعون في تحقير القيمة, لذلك كان البُعد عن هؤلاء غنيمة .
وإذا اعتاد الصغير سماع الكلمات الجميلة أصبحت له عادة, فيكون لسانهُ معسولاً وهذا من أسباب السعادة, في المدرسة تجدهُ يلتقط من مُعلميه وزملائه أجمل ما يُقال, وفي الشارع بين أصحابه يُقدِم أرقى مثال, البذاءة والفُحشّ عنده ليس لها مجال, وهذا طبعه في أغلب الأحوال, وإذا ما سُئل أجاب بأفضل الأقوال, كيف لا وهو يستخدم السحر الحلال . لذلك نريد أن نربي جيلاً جميلاً في ألفاظه, لطيفاً في حواره, رحيماً في خطابه, قال (لقمان الحكيم) : إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمرّ من الصِبر وأحر من الجمر وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها .
وقيل: مَن لانت كلمته وجبت محبَّته وحَسُنَت أُحدُوثته، وظمئت الْقُلُوب إلى لقائه وتنافست في مودته.