• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

تباين الاهتمامات

بواسطة الكاتبة : طيبة حسين 10-06-2016 07:31 صباحاً 15086 زيارات
صوت المدينة - طيبة حسين



لكل زمن اهتماماته ، ولكل زمن إنجازاته ، فأزمنة عرفت بالفتوحات الجهادية ، وأخرى عرفت بالفتوحات الربانية , وأزمنة مضيئة جمعت بينهما معا .

تلك الأزمنة المشرقة لا نزال نعيش تحت ظل فخرنا به ، كيف لا وهي سنون النصر والعزة ، كيف لا وهي أوقات عزيزة غلفت بدماء الأجساد ، وأحبار الأوراق ... حتى علت وتجلّت فهابها البعيد قبل القريب , وربما اقتيس من نورها وسار بهديها إلى أن أرتقى وعلا ، ونحن كما نحن نحنّ للماضي ونتجرع أيامه الراحلة ,

رحل زمن تقليم أقلام ، وسهر ليالي ، وتعبئة أحبار ، وامتلاء قراطيس بالعلوم والأفكار .
و قد حققت قول الله فيها : ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) سورة ال عمران
فكانت الأمة المسلمة في قوتها ، في عظمتها ، كل كافر يهاب ، وكل ملحد يهاب ، وكل متخاذل يهاب ،
عندما وعندها كنّا أسودا .

والآن :
زمن الاهتمامات العجيب ، زمن التفنن في كسب إعجاب البشر وليس رب البشر ، إلا من رحم ربي : ((وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)) سورة سبأ

اهتمامات بالتافه من الأشياء ، والحقير من الأعمال ، مسارح للضحك ، لماذا،وهل خلقنا لهذا ؟

سنابات يومية تقدم ما يملأ البطون ، أو جلّ عنايتها المظهر والشكل ولا يلتفت للمخبر والمضمون بل وقليل من يعتني به .

سنابات مُستهلكة ومُستهلكة ، انجذاب مخيف ... تجعل الحليم يمسي حيرانا ، واللبيب يتصدع قوله فلا مجيب ولا طبيب .

كماليات ليست بطائل وقد تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ، وتخضع لها النفوس ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأنها كتاب منزل من السماء ، فيظنها المتخاذل حقيقة لا بد منها ولا يتم الدين إلا بها .وربما يفعلها توددا وتقربا إلى الله بالعمل الصالح .

أعلم أنه لا يمكن أن نعود إلى زمن الصحابة وعهد السلف الصالح ، ولكن لنترك شيئا لآخرتنا نتنعم به ، قليل من بذل الأسباب يمنع عنك الضر ويجلب لا محال الخير .

قابلوا كل نعمة بالشكر ، واستخدمها في طاعة الله ...زينوا أوقاتكم بأفعالكم ، واسبقوها بجميل أقوالكم وعظيم خصالكم ...

قليل من الحرمان ينفع ، ولا يضر, بل يجلب ما يسعد القلب ، ويريح الخاطر لمن يعد العدة ليوم لقائه سبحانه ...

وقل : تركت ما أحب لله ، لأن ما عنده خير وأبقى ...

تلذذوا بالمباحات ولا تسرفوا ، تنعموا بالعطايا واشكروا ...

اسجدوا شكرا له سبحانه بإنجازاتكم لأنفسكم ولأمتكم ...

دربوا عقولكم على النضج ، وقلوبكم على الانابة ...

لا تنتظروا نصيحة من أحد ، فأنتم أهل لكل خير ، ومرشدون لكل تائه ، أنتم كذلك حقا .

أحبك الله ، وجعلك على الدين الذي ارتضاه لك ، فأحبه بتسخير عمرك فيما ينفعك ويشهد لك لا عليك ، واختلف عن غيرك بتغيير اهتماماتك .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • ام مشعل
    10-06-2016 02:45 مساءً
    بارك الله فيك ونفع بك*

    اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه*
    واكتب لنا الهداية والصلاح*
    وانر لنا دروب الخير يارب
    • طيبة حسين 11-05-2016 03:57 مساءً
      جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، ولكن تشد العزائم .
    • طيبة حسين 11-05-2016 04:40 مساءً
      جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، ولكن تشد العزائم .
  • طيبة حسين
    11-05-2016 04:39 مساءً
    بوركت ، وبكم تشد السواعد ، وتتشامخ الاكتاف .
أكثر