• ×
الإثنين 7 أبريل 2025

تباين الاهتمامات

بواسطة الكاتبة : طيبة حسين 10-06-2016 07:31 صباحاً 15093 زيارات
صوت المدينة - طيبة حسين



لكل زمن اهتماماته ، ولكل زمن إنجازاته ، فأزمنة عرفت بالفتوحات الجهادية ، وأخرى عرفت بالفتوحات الربانية , وأزمنة مضيئة جمعت بينهما معا .

تلك الأزمنة المشرقة لا نزال نعيش تحت ظل فخرنا به ، كيف لا وهي سنون النصر والعزة ، كيف لا وهي أوقات عزيزة غلفت بدماء الأجساد ، وأحبار الأوراق ... حتى علت وتجلّت فهابها البعيد قبل القريب , وربما اقتيس من نورها وسار بهديها إلى أن أرتقى وعلا ، ونحن كما نحن نحنّ للماضي ونتجرع أيامه الراحلة ,

رحل زمن تقليم أقلام ، وسهر ليالي ، وتعبئة أحبار ، وامتلاء قراطيس بالعلوم والأفكار .
و قد حققت قول الله فيها : ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) سورة ال عمران
فكانت الأمة المسلمة في قوتها ، في عظمتها ، كل كافر يهاب ، وكل ملحد يهاب ، وكل متخاذل يهاب ،
عندما وعندها كنّا أسودا .

والآن :
زمن الاهتمامات العجيب ، زمن التفنن في كسب إعجاب البشر وليس رب البشر ، إلا من رحم ربي : ((وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ)) سورة سبأ

اهتمامات بالتافه من الأشياء ، والحقير من الأعمال ، مسارح للضحك ، لماذا،وهل خلقنا لهذا ؟

سنابات يومية تقدم ما يملأ البطون ، أو جلّ عنايتها المظهر والشكل ولا يلتفت للمخبر والمضمون بل وقليل من يعتني به .

سنابات مُستهلكة ومُستهلكة ، انجذاب مخيف ... تجعل الحليم يمسي حيرانا ، واللبيب يتصدع قوله فلا مجيب ولا طبيب .

كماليات ليست بطائل وقد تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل ، وتخضع لها النفوس ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأنها كتاب منزل من السماء ، فيظنها المتخاذل حقيقة لا بد منها ولا يتم الدين إلا بها .وربما يفعلها توددا وتقربا إلى الله بالعمل الصالح .

أعلم أنه لا يمكن أن نعود إلى زمن الصحابة وعهد السلف الصالح ، ولكن لنترك شيئا لآخرتنا نتنعم به ، قليل من بذل الأسباب يمنع عنك الضر ويجلب لا محال الخير .

قابلوا كل نعمة بالشكر ، واستخدمها في طاعة الله ...زينوا أوقاتكم بأفعالكم ، واسبقوها بجميل أقوالكم وعظيم خصالكم ...

قليل من الحرمان ينفع ، ولا يضر, بل يجلب ما يسعد القلب ، ويريح الخاطر لمن يعد العدة ليوم لقائه سبحانه ...

وقل : تركت ما أحب لله ، لأن ما عنده خير وأبقى ...

تلذذوا بالمباحات ولا تسرفوا ، تنعموا بالعطايا واشكروا ...

اسجدوا شكرا له سبحانه بإنجازاتكم لأنفسكم ولأمتكم ...

دربوا عقولكم على النضج ، وقلوبكم على الانابة ...

لا تنتظروا نصيحة من أحد ، فأنتم أهل لكل خير ، ومرشدون لكل تائه ، أنتم كذلك حقا .

أحبك الله ، وجعلك على الدين الذي ارتضاه لك ، فأحبه بتسخير عمرك فيما ينفعك ويشهد لك لا عليك ، واختلف عن غيرك بتغيير اهتماماتك .

جديد المقالات

العيد حلاوته تعيد البهجة والروح .. فهو فرحة المسلمين بعد الصيام عيد المدينة المنورة يختلف عن...

التلاعب بالمشاعر في التهنئة بيوم العيد: بين الصدق والاستغلال العيد هو مناسبة تجمع الفرح...

العيد في الإسلام له حِكم عديدة، وأمثلة على ذالك: 1. التعبير عن الشكر لله: العيدان (عيد...

*بسطات رمضان في المدينة المنورة: أجواء روحانية ونبض اجتماعي* مع حلول شهر رمضان المبارك، تنبض...

رمضان يُعَدّ فرصة ذهبية لتطوير الذات وتعزيز القيم الإيجابية في حياة الإنسان، إذ يتجاوز كونه شهرًا...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • ام مشعل
    10-06-2016 02:45 مساءً
    بارك الله فيك ونفع بك*

    اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه*
    واكتب لنا الهداية والصلاح*
    وانر لنا دروب الخير يارب
    • طيبة حسين 11-05-2016 03:57 مساءً
      جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، ولكن تشد العزائم .
    • طيبة حسين 11-05-2016 04:40 مساءً
      جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، ولكن تشد العزائم .
  • طيبة حسين
    11-05-2016 04:39 مساءً
    بوركت ، وبكم تشد السواعد ، وتتشامخ الاكتاف .
أكثر