الوطن عشقٌ في قلبي سكن
صوت المدينة - باسم القليطي
كانت حدود ذلك المنزل الصغير الحنون, هي حدود وطني الأول, الذي لم تعرف سنوات طفولتي سواه, وبه كانت تُختصر الحياة, وبعد أن كبُرتُ قليلاً نزلت إلى الشارع والحارة, فتعرفت على الجيران وتطفلتُ على المارّة, وصار عندي وطنٌ ثانٍ أكبر وأوسع, وكثُرت تساؤلاتي وفضولي بعد لم يُشبع, فقالوا لي: أنت تسكن في مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام, فأحسست بالفخر والسعادة لانتمائي لأول عاصمةٍ للإسلام, وطني الثالث مدينةٌ عريقة, ثم توالت الحقيقة تلو الحقيقة, فقد عرفت في المدرسة أن هناك مدينة عظيمة أخرى اسمها (مكة المكرمة), وأنها هي و(المدينة المنورة) تنتميان لوطنٍ أكبر هو (المملكة العربية السعودية), ومن يومها أحببت هذا الوطن الغالي الذي أولى رعايةً خاصّة واهتماماً عظيماً بالحرمين الشريفين, حتى أن ملك هذا الوطن يلقب نفسه (خادم الحرمين الشريفين), وعرفت أن هذا الملك هو ولي الأمر الذي له حق السمع والطاعة في غير معصية الخالق عز وجل, والحمد لله أنني أنتمي لوطنٍ جعل القرآن الكريم دستوره, والإسلام العظيم منهجه.
ومن يشاركك هذا الوطن هم أخوتك وجيرانك وقرابتك ومواطنون مثلك, لهم عليك حقوق, ولك عليهم واجبات, والإسلام قد فصّل وأوضح هذه العلاقات, والوطن هو الآخر له جملةٌ من الحقوق, هي في أصلها الخير والفائدة لك, أن تكون فرداً صالحاً نافعاً غير ضار, مواطناً مخلصاً منتجاً باقتدار, فيك قوة الانتماء, وصدق الوفاء, وجمال التضحية, وروعة الفِداء, ولك عليه حقوق منها : توفير الصحة والتعليم والأمن والأمان والماء والكهرباء وتعبيد الطرق والمعيشة الكريمة.
الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم. (ونستون تشرشل) .
إذا رأيت أباً لا يربي أبنائه على حب الوطن, ومعلماً لا يحكي لطلابه عن انجازات هذا الوطن, وإعلاماً ضعيفاً شغلته الصراعات والفتن, فلا تستغرب ولا تتعجب إذا وجدت بعض الجاحدين الناكرين, وربما تمادى الأمر وأصبحوا على وطنهم ناقمين حاقدين, ومن ثم صاروا دمىً تُحرك بأيدي المجرمين الشياطين, الوطن مثله مثل النعم المعتادة لا تعرف قيمته الا عندما تفارقه أو يصيبه الخراب والدمار.
اعتدنا أن يُكثر الحديث عن الوطن والوطنية وجمال الانتماء عند اقتراب اليوم الوطني, ولا أنتقص هذا الفعل ولا أعيبه, لكننا لا نُريد أن يكون هذا الاهتمام مؤقتاً في بضعة أيام وننساه بقية العام, وكأن الوطنية ثوب يُلبس في اليوم الوطني ثم يُخلع ويُعلق بجوار ملابس الشتاء ومظلة المطر, نريد وطنية تتجسد في إتقان العمل والحفاظ على المنشآت والمال العام, نريد أن نسمعها في أصوات الطلاب وهم يصدحون بالنشيد الوطني صباح كل يوم بفخرٍ واعتزاز, نريد أن نشاهدها في قطع كل يد تمتد بالأذى والشرور, واخراس كل لسان خوان يتقيأ كذباً وزور, نريد أن نراها بعيون كل شيخٍ جليل عاش قسوة الماضي, ورجلٍ نبيل ممتن لرخاء الحاضر, وطفلٍ بريء يتطلع إلى المستقبل .
جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن. (كارليل)
كانت حدود ذلك المنزل الصغير الحنون, هي حدود وطني الأول, الذي لم تعرف سنوات طفولتي سواه, وبه كانت تُختصر الحياة, وبعد أن كبُرتُ قليلاً نزلت إلى الشارع والحارة, فتعرفت على الجيران وتطفلتُ على المارّة, وصار عندي وطنٌ ثانٍ أكبر وأوسع, وكثُرت تساؤلاتي وفضولي بعد لم يُشبع, فقالوا لي: أنت تسكن في مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام, فأحسست بالفخر والسعادة لانتمائي لأول عاصمةٍ للإسلام, وطني الثالث مدينةٌ عريقة, ثم توالت الحقيقة تلو الحقيقة, فقد عرفت في المدرسة أن هناك مدينة عظيمة أخرى اسمها (مكة المكرمة), وأنها هي و(المدينة المنورة) تنتميان لوطنٍ أكبر هو (المملكة العربية السعودية), ومن يومها أحببت هذا الوطن الغالي الذي أولى رعايةً خاصّة واهتماماً عظيماً بالحرمين الشريفين, حتى أن ملك هذا الوطن يلقب نفسه (خادم الحرمين الشريفين), وعرفت أن هذا الملك هو ولي الأمر الذي له حق السمع والطاعة في غير معصية الخالق عز وجل, والحمد لله أنني أنتمي لوطنٍ جعل القرآن الكريم دستوره, والإسلام العظيم منهجه.
ومن يشاركك هذا الوطن هم أخوتك وجيرانك وقرابتك ومواطنون مثلك, لهم عليك حقوق, ولك عليهم واجبات, والإسلام قد فصّل وأوضح هذه العلاقات, والوطن هو الآخر له جملةٌ من الحقوق, هي في أصلها الخير والفائدة لك, أن تكون فرداً صالحاً نافعاً غير ضار, مواطناً مخلصاً منتجاً باقتدار, فيك قوة الانتماء, وصدق الوفاء, وجمال التضحية, وروعة الفِداء, ولك عليه حقوق منها : توفير الصحة والتعليم والأمن والأمان والماء والكهرباء وتعبيد الطرق والمعيشة الكريمة.
الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم. (ونستون تشرشل) .
إذا رأيت أباً لا يربي أبنائه على حب الوطن, ومعلماً لا يحكي لطلابه عن انجازات هذا الوطن, وإعلاماً ضعيفاً شغلته الصراعات والفتن, فلا تستغرب ولا تتعجب إذا وجدت بعض الجاحدين الناكرين, وربما تمادى الأمر وأصبحوا على وطنهم ناقمين حاقدين, ومن ثم صاروا دمىً تُحرك بأيدي المجرمين الشياطين, الوطن مثله مثل النعم المعتادة لا تعرف قيمته الا عندما تفارقه أو يصيبه الخراب والدمار.
اعتدنا أن يُكثر الحديث عن الوطن والوطنية وجمال الانتماء عند اقتراب اليوم الوطني, ولا أنتقص هذا الفعل ولا أعيبه, لكننا لا نُريد أن يكون هذا الاهتمام مؤقتاً في بضعة أيام وننساه بقية العام, وكأن الوطنية ثوب يُلبس في اليوم الوطني ثم يُخلع ويُعلق بجوار ملابس الشتاء ومظلة المطر, نريد وطنية تتجسد في إتقان العمل والحفاظ على المنشآت والمال العام, نريد أن نسمعها في أصوات الطلاب وهم يصدحون بالنشيد الوطني صباح كل يوم بفخرٍ واعتزاز, نريد أن نشاهدها في قطع كل يد تمتد بالأذى والشرور, واخراس كل لسان خوان يتقيأ كذباً وزور, نريد أن نراها بعيون كل شيخٍ جليل عاش قسوة الماضي, ورجلٍ نبيل ممتن لرخاء الحاضر, وطفلٍ بريء يتطلع إلى المستقبل .
جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن. (كارليل)