• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024

" إنها مجرد فضفضة 2 "

بواسطة الكاتبة : طيبة حسين 09-06-2016 11:31 صباحاً 8963 زيارات
صوت المدينة - طيبة حسين

تقول : أنا لم أنم

زارتني باكية ويظهر عليها ملامح الألم والتعب ، ثم قالت : نجح بتفوق وصل قريبا من أهدافه ، بدأ يرى أحلامه على شك التحقق ، وفجاءة حصل مالم يتوقع فقد صديق ثم تبعه موت والده في حادث .

ألم يعصر القلب ، وفجيعة تقهر الروح ، وبالتالي صحبة مسوّفة ترى قمة طموحها تحقيق رغبات، وقتل أوقات ، ونحر فضيلة من منبتها وصمت يقطع نياط الفؤاد حسرة وألما .

تكالبت الظروف عليه ، تسمر أمام طموحه والآمه توقفت دقات قلبه متسآلة : وماذا بعد ؟

تمر السنوات وكأنها دهور طوال لا تنتهي ، وفي كل عام يرى نفسه بلا هدف بلا طموح بل بلا رغبة في الحياة .

في يوم أدرك مدى خطر من حوله ، حاول الابتعاد ، اعتكف في بيته ، وانصرف لمعالجة همه ، لكن لا رغبة في دراسة ، ولا حب في عمل وإن عمل .

أصبحت همومة كالجبال هي تنزوي ، ولكنه لا ينزوي عنها يتأملهاأحلام تلاشت ومحفّز فقد وقهر يتعالى ويرتفع والأماني أحلام هاربة لا هي تعود ، ولا هو يسعى لها .

تألم كثيرا في صمت ، تقول : (كنت أشعر به ) وكم من المرات سمعته ينتحب على سجادته يطلب العفو والرشادكم من المرات رأيته للقرآن تاليا ، وعلى قبلته ساجدا أو راكعا أو ذاكرا .

ظهر الأصحاب مرة أخرى ، وفراغ قاتل ، وألم يجعل النفس تتوارى عاد وعادوا وزاد وزادوا وضاع وضاعوا وحكم عليهم بـ وحكموا على أنفسهم بالقهر والضياع .

تقول : وها أنا أتجرع شيئا من ذلك الألم .. ولكنه هو محفزي .

بني : كن أكبر منك عقلا وقلبا ، وروحا وجسدا , وقولا وعملا .

أعطي قدر استطاعتك ، وامنع قدر استطاعتك ، لا ترهن نفسك في إرضائها أو إرضاء من حولك ، لا تنتظر محفزا من أحد .

أنت أكبر محفز لذاتك .

بني : كلنا نحتاج إلى التحفيز ، لكن إن لم يبدأ من أنفسنا ، فلن يؤثر الأخرون فينا أبدا .

إن رحلوا الأحباب فكلماتهم حاضرة لم تغب ، لا تزال في الذاكرة وصاياهم وهي بمثابة الهدايا منهم لنا نسترشد بها ، ونهتدي بنورها .

تذكر ابتسامة من فقدت وابتسم ، وتذكر تشجيع من رحل وتشجّع وتقدّم بل من البر بهم أن نحقق أحلامهم فينا .

يا بني : لا تنظر للخلف إلا للاستزادة منه لما ينفع مستقبلك ، ويدعمك للإمام تأمل سبيلك ، وأزح عن طريقك كل الأشواك والأحجار ، وشبح التسويف والتأجيل ألقيه وراء ظهرك ، واتبعهابنظرات متتابعة إلى السماء داعية وشاكرة حامدة وذاكرة .

تقول : بني : وأنت بقربي لم أنم ، وأعلم أنك مع بعدي لم تنم .

وفي الأخير نظرت إليّ وقالت : لا تهتمي ، إنها مجرد فضفضة .

وقلت : وأي فضفضة ؟

وأقول لكم : ادعوا لها ، وإن كانت مجرد فضفضة .

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

أكثر