• ×
الإثنين 7 أبريل 2025

" إنها مجرد فضفضة 2 "

بواسطة الكاتبة : طيبة حسين 09-06-2016 11:31 صباحاً 8972 زيارات
صوت المدينة - طيبة حسين

تقول : أنا لم أنم

زارتني باكية ويظهر عليها ملامح الألم والتعب ، ثم قالت : نجح بتفوق وصل قريبا من أهدافه ، بدأ يرى أحلامه على شك التحقق ، وفجاءة حصل مالم يتوقع فقد صديق ثم تبعه موت والده في حادث .

ألم يعصر القلب ، وفجيعة تقهر الروح ، وبالتالي صحبة مسوّفة ترى قمة طموحها تحقيق رغبات، وقتل أوقات ، ونحر فضيلة من منبتها وصمت يقطع نياط الفؤاد حسرة وألما .

تكالبت الظروف عليه ، تسمر أمام طموحه والآمه توقفت دقات قلبه متسآلة : وماذا بعد ؟

تمر السنوات وكأنها دهور طوال لا تنتهي ، وفي كل عام يرى نفسه بلا هدف بلا طموح بل بلا رغبة في الحياة .

في يوم أدرك مدى خطر من حوله ، حاول الابتعاد ، اعتكف في بيته ، وانصرف لمعالجة همه ، لكن لا رغبة في دراسة ، ولا حب في عمل وإن عمل .

أصبحت همومة كالجبال هي تنزوي ، ولكنه لا ينزوي عنها يتأملهاأحلام تلاشت ومحفّز فقد وقهر يتعالى ويرتفع والأماني أحلام هاربة لا هي تعود ، ولا هو يسعى لها .

تألم كثيرا في صمت ، تقول : (كنت أشعر به ) وكم من المرات سمعته ينتحب على سجادته يطلب العفو والرشادكم من المرات رأيته للقرآن تاليا ، وعلى قبلته ساجدا أو راكعا أو ذاكرا .

ظهر الأصحاب مرة أخرى ، وفراغ قاتل ، وألم يجعل النفس تتوارى عاد وعادوا وزاد وزادوا وضاع وضاعوا وحكم عليهم بـ وحكموا على أنفسهم بالقهر والضياع .

تقول : وها أنا أتجرع شيئا من ذلك الألم .. ولكنه هو محفزي .

بني : كن أكبر منك عقلا وقلبا ، وروحا وجسدا , وقولا وعملا .

أعطي قدر استطاعتك ، وامنع قدر استطاعتك ، لا ترهن نفسك في إرضائها أو إرضاء من حولك ، لا تنتظر محفزا من أحد .

أنت أكبر محفز لذاتك .

بني : كلنا نحتاج إلى التحفيز ، لكن إن لم يبدأ من أنفسنا ، فلن يؤثر الأخرون فينا أبدا .

إن رحلوا الأحباب فكلماتهم حاضرة لم تغب ، لا تزال في الذاكرة وصاياهم وهي بمثابة الهدايا منهم لنا نسترشد بها ، ونهتدي بنورها .

تذكر ابتسامة من فقدت وابتسم ، وتذكر تشجيع من رحل وتشجّع وتقدّم بل من البر بهم أن نحقق أحلامهم فينا .

يا بني : لا تنظر للخلف إلا للاستزادة منه لما ينفع مستقبلك ، ويدعمك للإمام تأمل سبيلك ، وأزح عن طريقك كل الأشواك والأحجار ، وشبح التسويف والتأجيل ألقيه وراء ظهرك ، واتبعهابنظرات متتابعة إلى السماء داعية وشاكرة حامدة وذاكرة .

تقول : بني : وأنت بقربي لم أنم ، وأعلم أنك مع بعدي لم تنم .

وفي الأخير نظرت إليّ وقالت : لا تهتمي ، إنها مجرد فضفضة .

وقلت : وأي فضفضة ؟

وأقول لكم : ادعوا لها ، وإن كانت مجرد فضفضة .

جديد المقالات

العيد حلاوته تعيد البهجة والروح .. فهو فرحة المسلمين بعد الصيام عيد المدينة المنورة يختلف عن...

التلاعب بالمشاعر في التهنئة بيوم العيد: بين الصدق والاستغلال العيد هو مناسبة تجمع الفرح...

العيد في الإسلام له حِكم عديدة، وأمثلة على ذالك: 1. التعبير عن الشكر لله: العيدان (عيد...

*بسطات رمضان في المدينة المنورة: أجواء روحانية ونبض اجتماعي* مع حلول شهر رمضان المبارك، تنبض...

رمضان يُعَدّ فرصة ذهبية لتطوير الذات وتعزيز القيم الإيجابية في حياة الإنسان، إذ يتجاوز كونه شهرًا...

أكثر