صرخة العطاشى وارتواء الوزير

صوت المدينة - طلال النزهـة

يا وزير الكهرباء والمياه والصرف الصحي هل تفرح عندما تصلك تقارير إدارة المياه بالمدينة المنورة .. وتبلغكم عن توزيع المياه للحارات بالتساوي لاحظ كلمة المنوره الله ينور بصيرتنا وندرك مايصير
فهل قالوا لك أن هناك مناطق تجري بها المياه على مدار الساعة خلال أيام الأسبوع ؟

انسى موضوع المنطقة المركزية فهي منطقة تمركز الحجاج لأنكم تخافون وترتعبون أن يرفع الحجاج شكوى ضدكم فتهز الكراسي حتى لو كانت مثبتة ولكن عليك أن تعرف بعدم صحة تلك تقارير عندما يشتكي مواطن .

خذ الحقيقة يامعالي الوزير ياصاحب القصر والمسابح والماء الزلال فنحن نحسد أبنائك على الراحة الجسدية لأنهم لايقفون مع عامة الشعب قبل الفجر ليحصلوا على صهريج ماء يصل بعد العشاء مع بؤس الصهاريج من الداخل ونظافتها من الخارج وتلك من عجائب وزارتكم .

وأيضا نحسد سائقكم فهو مرتاح من هذا العناء ويلامس الحسد عاملات قصركم فهن ليسوا مثل خادمة عامة الشعب .وخاصة عندما تصرخ يوميا وتنادي كفيلها وربة المنزل (( ماما بابا مافي مويه بابا بلد حق نحن فقير لكن مويه كتير مافي يروح ))

لعل هذا النداء يدخل السرور على نفوسكم ولكن خذ الحقيقة لأنك إنسان ومواطن قبل مسئول فعسى أن تتألم .

نعم إدارتكم بالمدينة المنورة توزع الماء على الحارات لمدة أربع وعشرين ساعة وهذا يذكرني بالشاعر دريد بن الصمة الذي رغب أن يتزوج بالشاعرة الخنساء .
فعرفت من خادمتها أنه ضعيف الماء الذي يتسرب منه ولا يحفر الرمل حينما يقضي حاجته فرفضت الزواج منه وكلما صب الماء عندنا نتذكر الخنساء والشاعر ونقول حقا لها ذاك الرفض فهو لا يفي بالمطلوب فماء مصلحة المياه يصب في صالحها فقط فهو ضعيف وضعيف وسخيف وخفيف ومخيف لأنه صديق للعطش والأغراض الأخرى .. فساعاته على مدار اليوم لاتعطي أكثر من نصف صهريج بسبب الضعف .. وليتنا ننسى إعادة القول أن السبب السيفون .. فكل العالم لديها سيفون .. وعندنا سيفون لكن صحة البيئة نائمة عن صهاريجكم
حقا لقد باتت أعناقنا تحت سلطتكم وتعبأ الوجدان بالكره لإدارتكم .. ولكن الأشد كرها الغلابة الذين لا يتوفر لديهم صرف صحي .. أكيد معاليكم لا يعرف لماذا !

أنا أخبركم دون أن أنتظر منكم كلمة شكر
هؤلاء الناس يشترون الماء وطبعا بعد الإستخدام يصب في البيارة الخاصة بمنزلهم لعدم توفر الصرف الصحي فتتعبأ البيارة فيدفعوا لصهاريج نزح المياه مبلغا مضاعفا عن قيمة ماء صهاريكم الموقرة .. والفروقات أن صهاريج نزح الماء يسرعون بالحضور أما صهاريجكم فهي شخصية اعتبارية مائية أخذ سائقوها إحتراما أكثر من إحترام ساهر .. إنه العطش والنظافة خبرا هل ازيدكم!!

تعاقب البلديات المنازل التي يتسرب منها القازورات للشارع .. فأصبح هذا المواطن يعدو ويرتعب ويخاف .. يعدو ليدفع ويحصل على صهريج ماء بعد إنتظار .. ويرتعب لأنه يخاف العطش وفراغ السيفون .. ويدفع لينزح ما اشتراه من ماء .. وهذا أيضا يذكرنا بالمرأة قبل الهجرة والتي كانت تغزل صوفها في الصباح وتنثره قبل أن تنام.. فأين المفر إلا مفرا واحدا إلى الله .. حسبنا الله ونعم الوكيل نيابة عن كل العطاشى وانقطاع الماء ونزحه بعد الشراء
أنتظرونا معاليكم .. سنعود لكم قريبا بحقائق اخرى نشارك بها خادم الحرمين الشريفين فكيف نعيش عطاشى وأنتم ترتون