هل تلاحق البوكيمون !

صوت المدينة / محمد عوده البلوي

سمعنا جميعا عن هذا البرنامج وهذه اللعبه والتي سلبت لب وعقول معظم مستخدمي أجهزة التواصل الاجتماعي والبرامج الإلكترونيه خلال فتره وجيزه...

وبالمختصر لعبة البوكيمون غو هي عباره عن واقع افتراضي من خلال كميرة الجوال الخاص بك تقوم بملاحقة هذه البيكيمونات وتقوم بإصطيادها ومنها الطائر والذي يحبو او يسبح وتشاهدها وتطاردها بالشارع او المحيط وذلك من خلال برامج الخرائط وقد تتطفل على جيرانك لوجود البيكيمونات بمنازلهم ..
ولكن بالرغم من التحذيرات المتتاليه من عدة جهات وحكومات من الآثار السلبيه وكذلك المشاكل والحوادث المترتبه على استخدام اللعبه والتجسس ومعرفة الخصوصيات والمكان والزمان الا ان مستخدمي هذه اللعبه في ازدياد مضطرد حيث حققت بفتره وجيزه لا تتعدى الاسبوعين جذب نفس عدد مستخدمي تطبيق تويتر الذي تجاوز السنوات منذ تطبيقه واستخدامه وبوقت تجاوز بقية البرامج بما يتجاوز 40 دقيقه بالتموسط للفرد ...

الحقيقة المرة ان هذا البرنامج ليس هو المعضله او المشكله الحقيقيه ولكنه فتح انظار العالم والمجتمعات على حقائق كانت غائبه عن أذهان وعقول معظمنا وهي اننا سكان هذا الكون او معظمنا ان صح التعبير نعيش في عالم افتراضي منذ بداية هذه الألفيه ..
فتجد معظم البشر يعيش بعدة شخصيات فهو حكيم زمانه بتويتر وشاب مراهق بالاستقرام ورجل اعمال بتطبيق آخر وخبير سياسي في موقع آخر وهكذا...
ولكن تجده بالحقيقه رجل مخل بعمله يقضي معظم وقته على هذا الجهاز وهذه التطبيقات غير مكترث بعمله وأسرته وأبناءه ومطالبهم ..لا يصغي للحديث معهم وفي المجالس العامه منزوي غير اجتماعي ..
لا يعرف انه يضيع زهرة عمره في عالم افتراضي غير واقعي
يحصد نقاط واموال ولديه مئات الالآف من الأصدقاء لا يستطيع احدهم ان يقضي له جاجه او يقدم له سلفه ماليه ..

بالمختصر معظم الاشخاص هم من صائدي البوكيمون
هم من يطرد السراب ولايستطيع ان يحصل على رشفة ماء تروي ظمأه
وهذا الأمر ليس وليد صدفه او حدث جديد ولكن ومنذ عقد من الزمن وهذه البرامج تخل بمجتمعاتنا وتقلب الموازين الاجتماعيه والفكريه والنفسية.

فكيف نستطيع تربية أبناءنا وتوجيههم والأهتمام بأسرنا ويشاركهم في اهتماماتنا هذا العالم الافتراضي وهذه البرامج بل قد تحصل على الأولويات احيانا وإن كان أقل هذه الأولويات الوقت عوضا عن المال وقطع الأواصر الأجتماعيه وعدم القيام بالواجبات الشرعيه والصحه والاقتصاد ..فإقتصاد الدول يقوم على جهود وانتاجية الافراد بالمجتمع..
وهذه البرامج تعطل الانتاجيه وتسبب الكساد العام وتهدر الوقت بدون جدوى تذكر.

اذا من يريد اصطياد البوكيمون عليه ان يعلم ان جميع برامج وتطبيقات الجوال قد تكون كذلك اذا لم يستثمرها بالشكل الصحيح وبالطريقه المفيده التي تعود عليه وعلى مجتمعه واسرته بالخير دون أن يلحق الضرر بنفسه وأسرته بدون فائده او جدوى تذكر...