" في بيتنا مولود "
صوت المدينة -جويرية الغضية
أيعقل أن هذا الطفل أقوى من جميع الكبار ممن حوله ؟
الوقت يمضي طويلاً،والدقائق كأنها دهراً بالرغم من قُصّرِها.
حين علت صرخةٌ مدويةٌ منها لأرجاء من حولها تبعها صوتُ ذلك الطاهرُ الخالي من شوائبِ هذه الدنيا معلناً قدومه بعد نضال دام ساعاتٍ طويلة وربما أياماً وفي ظروفٍ مختلفة متفاوتة بين اختلاف بيئةٍ أو مكان ، نضال الخروج الى الحياة جعل من الجميع التأهبَ والإستعداد كإنتظار رجال الأمن لبدايةِ مرسوم ملكي.
تعالت البشائر وتحول ذلك البكاء إلى فرحٍ وضحكٍ ، خِلّتُ من يرى تلك الأجواء يعتقد أنه عيداً .
وبسبب هذا الصغير قوي الإرادة أُطلِقت الألقاب لمن حوله فالتي كانت بوابة الحياة له أصبحت أماً،وزوجها أباً وسيلتصق اسمه بإسمه مدى الدهر ،غير الجد والجدة والأعمام والعمات والأخوة .
بالإضافة أن مواعيد الأكثرية من حوله تُرتب وفقاً لهذا الذي لا يعرف إلا البكاء لتلبية حاجاته الفسيولوجية ، ويتفنن في مناداته عن حقوقه .
والولائم تُقام حمداً وشكراً لله عليه ، والأقارب والأحباب يكثرون السؤال والزيارات كلها لأجله وبإسمه يُرتب لها .
وكأنه مَلِكٌّ عظيم الشأن قادم من بلده في زيارةٍ لدولةٍ شقيقة وجميعُ من في الدولة يقدم أسمى أنواع الاهتمام ،وعرض خدماته ،وربما البعض يُقدم اجازة عن عمله ليُفرّغ وقته لخدمةِ سموه ،بدبلوماسيةٍ فائقة وحَذرٍ شديد طلباً لإرضاءه ،واسعاده.
يدعو للتأمل هذا الموقف المتكررُ كثيراً جداً .
هذا الطفل أقوى من جميع الكبار ممن حوله .
أقوى في تحديد هدفه بوضوح حين قرر الخروج بأمر الله إلى هذه الدنيا، تجاوز كل الصعاب بتحدٍ كبير ،أرغم من حوله للوقوف بجانبه ومساعدته ومساندته، يطالب بحقوقه من غير حياء ،يُعبّر عن مشاعره بوضوحٍ تام ،يوقظ ،وينام من حوله متى شاء أو وفقاً لمزاجه .
أي قوة يحملها هذا الصغير ؟
اتسائل أنحن كنا مثله في يومٍ ما ؟
اذاً خُلقنا أقوياء وبأيدينا وبسبَبِنا أصبحنا ماعليه اليوم .
بسبب أوهام اختلقناها وتعششت في عقولنا فتحولت لسلوك وعجزٍ كبير وتَقيّدنا بأحزمةٍ من صنعِ صنعنا.
فهل بعد معرفة حقيقة قوتنا ،وتحدينا ، سنظل في مكاننا مكتوفي الأيدي ،ضجرين،محزونين بلا أدنى
تقدم !
_______________________________
للتواصل مع الكاتبة والمدربة جويرية الغضية:
• سناب: joodoo221990
• تويتر: j0j0221@
• انستغرام:kandy_al
أيعقل أن هذا الطفل أقوى من جميع الكبار ممن حوله ؟
الوقت يمضي طويلاً،والدقائق كأنها دهراً بالرغم من قُصّرِها.
حين علت صرخةٌ مدويةٌ منها لأرجاء من حولها تبعها صوتُ ذلك الطاهرُ الخالي من شوائبِ هذه الدنيا معلناً قدومه بعد نضال دام ساعاتٍ طويلة وربما أياماً وفي ظروفٍ مختلفة متفاوتة بين اختلاف بيئةٍ أو مكان ، نضال الخروج الى الحياة جعل من الجميع التأهبَ والإستعداد كإنتظار رجال الأمن لبدايةِ مرسوم ملكي.
تعالت البشائر وتحول ذلك البكاء إلى فرحٍ وضحكٍ ، خِلّتُ من يرى تلك الأجواء يعتقد أنه عيداً .
وبسبب هذا الصغير قوي الإرادة أُطلِقت الألقاب لمن حوله فالتي كانت بوابة الحياة له أصبحت أماً،وزوجها أباً وسيلتصق اسمه بإسمه مدى الدهر ،غير الجد والجدة والأعمام والعمات والأخوة .
بالإضافة أن مواعيد الأكثرية من حوله تُرتب وفقاً لهذا الذي لا يعرف إلا البكاء لتلبية حاجاته الفسيولوجية ، ويتفنن في مناداته عن حقوقه .
والولائم تُقام حمداً وشكراً لله عليه ، والأقارب والأحباب يكثرون السؤال والزيارات كلها لأجله وبإسمه يُرتب لها .
وكأنه مَلِكٌّ عظيم الشأن قادم من بلده في زيارةٍ لدولةٍ شقيقة وجميعُ من في الدولة يقدم أسمى أنواع الاهتمام ،وعرض خدماته ،وربما البعض يُقدم اجازة عن عمله ليُفرّغ وقته لخدمةِ سموه ،بدبلوماسيةٍ فائقة وحَذرٍ شديد طلباً لإرضاءه ،واسعاده.
يدعو للتأمل هذا الموقف المتكررُ كثيراً جداً .
هذا الطفل أقوى من جميع الكبار ممن حوله .
أقوى في تحديد هدفه بوضوح حين قرر الخروج بأمر الله إلى هذه الدنيا، تجاوز كل الصعاب بتحدٍ كبير ،أرغم من حوله للوقوف بجانبه ومساعدته ومساندته، يطالب بحقوقه من غير حياء ،يُعبّر عن مشاعره بوضوحٍ تام ،يوقظ ،وينام من حوله متى شاء أو وفقاً لمزاجه .
أي قوة يحملها هذا الصغير ؟
اتسائل أنحن كنا مثله في يومٍ ما ؟
اذاً خُلقنا أقوياء وبأيدينا وبسبَبِنا أصبحنا ماعليه اليوم .
بسبب أوهام اختلقناها وتعششت في عقولنا فتحولت لسلوك وعجزٍ كبير وتَقيّدنا بأحزمةٍ من صنعِ صنعنا.
فهل بعد معرفة حقيقة قوتنا ،وتحدينا ، سنظل في مكاننا مكتوفي الأيدي ،ضجرين،محزونين بلا أدنى
تقدم !
_______________________________
للتواصل مع الكاتبة والمدربة جويرية الغضية:
• سناب: joodoo221990
• تويتر: j0j0221@
• انستغرام:kandy_al