من وراء الكوارث تلك !
صوت المدينة / جويرية الغضية
وبكل فوضوية ألقى مذكراته الكثيرة فتطايرت الأوراق التي بداخلها ، وجثا بركبتيه أمام صورة جده الأگبر مطرقاً رأسه بأسى يحاول اجتذاب أفكاره العاصية ، وتمتم لست باكياً ولا شاكياً، ولا ساخطاً ولا متذمراً ، أتشاهد تلك الأوراق الملقاة على (الصوفا ) ياجدي ؟
هي احصائيات أطفال مابين ضياع ، وجهل ، وارهاب ، مشردين ، ومجرمين يُقطّعوا طعاماً للطيور والوحوش الساغبة من ضحايا الطائفيات والتحزبات المذهبية .
وشيوخاً هرمين تكادُ قوائمهم أن تستسلم وهناً و ضعفاً لا مأوى لهم ، ونساء في مختلف الأعمار يلوحون بورقة طلاقهن بمشاعر متفاوتة ، ورجل بعد زواجه اكتشف ان المرأة لا تناسب ذائقته فسعى في الارض فساداً ، وآخر ألقى صغاره عند طليقته التي لم تروق والدته أو حرمهم من والدتهم (بحجة ماتعرف تربي) ، تهاوناً من الجميع بمشروع الزواج وماهيته .
وهكذا ، أصبحنا متوجسين لسماع فاجعة جديدة ، ومازالت الأيام والأعوام تفاجئنا بأعداد مُريعة ، وأرقام مخيفة ، وصورٌ مميته ، موحشة ، مظلمة ، منتشرة ولو كانت شخصاً لأصبح كظلاً أو حلماً من الأحلام السارية .
هل بقي جيل الفتاة التي تعود لمخدعها طيبة النفس قريرة العين ، مزهوة بنفسها لأنها أصبحت أماً جيدة ، و زوجة رائعة ، و ابنة بارة !
أو الفتى الذي يمشي مختالاً بين رفاقه انه زوج عظيم ، وإبن مطيع ، وأب فاضل !
جيلٌ يستمد سعادته من مطلع الشمس ومغربها ،
من المؤسفٌ حقاً أن احصائيات اصحاب الأفئدة المظلمة ، والأجنحة الكسيرة ، والقلوب الحزينة ، هم الأكثرية .
ألقى برأسه المتهالك على المكتب وبدأ بالبكاء ، فتذكر كلماتِ صديقٍ قديمٍ له كالنبراس اشتعلت في رأسه كانت كالعزاء له فأسرع بنقشها على جدار الزمن ، وحاول إرسالها لكل من يهمه الأمر :
( ياصديقي ما أتانا في هذه الحياة من القدر، هذا ماجلبناه بأنفسنا وبأيدينا ، غفلنا عن التغذية لقيمنا الحقيقية تغذية عقولنا ، وأنفسنا ، وأعراضنا ، وديننا ، ومالنا ، وإنسانيتنا ، ووطنيتنا ، ارتكزنا على جانبٍ معين فأصبح هذا الجيل الضئيل ، والمجتمع الذي سلب ذاته ذاته ، فـ أصبحت الكوارث تلك )
ويظل الصدى يردد !
نحن وراء تلك الكوارث كلها .
_________________
بيانات التواصل الخاصة بالكاتبة جويرية الغضية
سناب : joodoo221990
تويتر: @j0j0221
(Jojo jory)
انستغرام :kandy_al
وبكل فوضوية ألقى مذكراته الكثيرة فتطايرت الأوراق التي بداخلها ، وجثا بركبتيه أمام صورة جده الأگبر مطرقاً رأسه بأسى يحاول اجتذاب أفكاره العاصية ، وتمتم لست باكياً ولا شاكياً، ولا ساخطاً ولا متذمراً ، أتشاهد تلك الأوراق الملقاة على (الصوفا ) ياجدي ؟
هي احصائيات أطفال مابين ضياع ، وجهل ، وارهاب ، مشردين ، ومجرمين يُقطّعوا طعاماً للطيور والوحوش الساغبة من ضحايا الطائفيات والتحزبات المذهبية .
وشيوخاً هرمين تكادُ قوائمهم أن تستسلم وهناً و ضعفاً لا مأوى لهم ، ونساء في مختلف الأعمار يلوحون بورقة طلاقهن بمشاعر متفاوتة ، ورجل بعد زواجه اكتشف ان المرأة لا تناسب ذائقته فسعى في الارض فساداً ، وآخر ألقى صغاره عند طليقته التي لم تروق والدته أو حرمهم من والدتهم (بحجة ماتعرف تربي) ، تهاوناً من الجميع بمشروع الزواج وماهيته .
وهكذا ، أصبحنا متوجسين لسماع فاجعة جديدة ، ومازالت الأيام والأعوام تفاجئنا بأعداد مُريعة ، وأرقام مخيفة ، وصورٌ مميته ، موحشة ، مظلمة ، منتشرة ولو كانت شخصاً لأصبح كظلاً أو حلماً من الأحلام السارية .
هل بقي جيل الفتاة التي تعود لمخدعها طيبة النفس قريرة العين ، مزهوة بنفسها لأنها أصبحت أماً جيدة ، و زوجة رائعة ، و ابنة بارة !
أو الفتى الذي يمشي مختالاً بين رفاقه انه زوج عظيم ، وإبن مطيع ، وأب فاضل !
جيلٌ يستمد سعادته من مطلع الشمس ومغربها ،
من المؤسفٌ حقاً أن احصائيات اصحاب الأفئدة المظلمة ، والأجنحة الكسيرة ، والقلوب الحزينة ، هم الأكثرية .
ألقى برأسه المتهالك على المكتب وبدأ بالبكاء ، فتذكر كلماتِ صديقٍ قديمٍ له كالنبراس اشتعلت في رأسه كانت كالعزاء له فأسرع بنقشها على جدار الزمن ، وحاول إرسالها لكل من يهمه الأمر :
( ياصديقي ما أتانا في هذه الحياة من القدر، هذا ماجلبناه بأنفسنا وبأيدينا ، غفلنا عن التغذية لقيمنا الحقيقية تغذية عقولنا ، وأنفسنا ، وأعراضنا ، وديننا ، ومالنا ، وإنسانيتنا ، ووطنيتنا ، ارتكزنا على جانبٍ معين فأصبح هذا الجيل الضئيل ، والمجتمع الذي سلب ذاته ذاته ، فـ أصبحت الكوارث تلك )
ويظل الصدى يردد !
نحن وراء تلك الكوارث كلها .
_________________
بيانات التواصل الخاصة بالكاتبة جويرية الغضية
سناب : joodoo221990
تويتر: @j0j0221
(Jojo jory)
انستغرام :kandy_al