يا لطيف من (اللقافة) و(الملاقيف)
صوت المدينة / باسم القليطي
يُقال أربعة تدل على الجهل: صُحبةُ الجهول، وكثرةُ الفضول، وإذاعةُ السر، وإثارةُ الشر.
البارحة وأثناء عودتي للمنزل شاهدتُ أمامي تكدساً لعشرات السيارات, والتي أصبحت كأنها قطعة واحدة بسبب الازدحام والالتحام, وأصبح الطريق كأنه مغلق والحركة شبه متوقفة, وبعد مرور دقائق كثيرة ومُملّة, بدأت الصورة تتضح والحماقة تفتضح, حادث تصادم بين سيارتين متوسط الضرر, ولكن! حوله الكثير والكثير من الغجر, قد توقفوا بسياراتهم لا لتقديم المساعدة بل للتوثيق والمشاهدة, كأنهم يشاهدون عرضاً بهلوانياً في خيمة سيرك, أو يستمتعون بعرض راويةٍ على خشبة مسرح, أو يتوقعون رؤية ظاهرة كونية كرؤية مذنب هالي الذي لا يُشاهد إلا كل 76 عام .
وهناك فئة أخرى لا تتوقف جانباً كي تشاهد الحادث وتعاينه وتحدد المخطئ والمصيب, والسليم والمُصاب, بل إنهم يفعلون كل ذلك أثناء مرورهم, فتجد أحدهم يبطئ الحركة حتى يكاد أن يتوقف, ليجلس مُرتاحاً في سيارته ويشاهد, وكأنه في سينما خُصصت للسيارات, ومن خلفه السيارات تزمجرُ بأبواقها, وهو لا يبالي وكأن العشر ثواني التي توقفها بجوار الحادث مُغلقاً المسار الوحيد المتحرك هي من حقه, لذلك رجاءاً لا تزعجوه ومن (اللقافة) لا تحرموه, وتجد من خلفه مستاء غضبان, لأن دوره في المشاهدة قد حان, وأنا خلفهم ببضع سيارات أشاهد هذه الحماقة المُتكررة من أغلب السيارات, وتخيلت لثواني أنني في طابور طلبات السيارة لأحد المطاعم أو المقاهي فعصرتُ مخي ( ياربي ايش أطلب, ايش أطلب ؟ )
وعندما جاء دوري لم أتوقف, فقط نظرت النظرة الأولى, لأني مؤمن أن النظرة الأولى لي فقط والثانية للشيطان, فكيف أتوقف ولو لثواني وأنا اسمع خلفي أصوات سيارة الإسعاف وسيارات الشرطة التي عطّلها (الملاقيف) المتسكعون, فكل واحدٍ منهم يريد أن يشاهد كي يذهب إلى أصدقائه في الاستراحة ويصف لهم المشاهد, وربما بالغ في الوصف وأضاف الكذبة والكذبتين.
يا صاحب الفضول المُميت أقترح عليك اقتراح, كي تهدأ وترتاح, إذا رأيت حادثاً أرجوك لا تتوقف, وأنا أعدك أنك ستعرف كل التفاصيل المُهّمة وغير المُهمّة, فثق تماماً أن زملاءك (الملاقيف) لن ينتهوا, ولكن نظموا أنفسكم بحيث يكون عند كل حادث عشرة (ملاقيف) فقط , وانقلوا ما شاهدتموه لإخوانكم عن طريق (قروبات الواتساب) مثلاً: قروب (اللطافة في اللقافة), أو (هاشتاقات التويتر) مثلاً: هاشتاق ( قلي_وأنا_أقلك) ولا تنسوا أن توثقوا كل حادث بالصور والمقاطع, فالهمّة الهمّة يا (ملاقيف) وكل عشرة منكم على رصيف.
يُقال أربعة تدل على الجهل: صُحبةُ الجهول، وكثرةُ الفضول، وإذاعةُ السر، وإثارةُ الشر.
البارحة وأثناء عودتي للمنزل شاهدتُ أمامي تكدساً لعشرات السيارات, والتي أصبحت كأنها قطعة واحدة بسبب الازدحام والالتحام, وأصبح الطريق كأنه مغلق والحركة شبه متوقفة, وبعد مرور دقائق كثيرة ومُملّة, بدأت الصورة تتضح والحماقة تفتضح, حادث تصادم بين سيارتين متوسط الضرر, ولكن! حوله الكثير والكثير من الغجر, قد توقفوا بسياراتهم لا لتقديم المساعدة بل للتوثيق والمشاهدة, كأنهم يشاهدون عرضاً بهلوانياً في خيمة سيرك, أو يستمتعون بعرض راويةٍ على خشبة مسرح, أو يتوقعون رؤية ظاهرة كونية كرؤية مذنب هالي الذي لا يُشاهد إلا كل 76 عام .
وهناك فئة أخرى لا تتوقف جانباً كي تشاهد الحادث وتعاينه وتحدد المخطئ والمصيب, والسليم والمُصاب, بل إنهم يفعلون كل ذلك أثناء مرورهم, فتجد أحدهم يبطئ الحركة حتى يكاد أن يتوقف, ليجلس مُرتاحاً في سيارته ويشاهد, وكأنه في سينما خُصصت للسيارات, ومن خلفه السيارات تزمجرُ بأبواقها, وهو لا يبالي وكأن العشر ثواني التي توقفها بجوار الحادث مُغلقاً المسار الوحيد المتحرك هي من حقه, لذلك رجاءاً لا تزعجوه ومن (اللقافة) لا تحرموه, وتجد من خلفه مستاء غضبان, لأن دوره في المشاهدة قد حان, وأنا خلفهم ببضع سيارات أشاهد هذه الحماقة المُتكررة من أغلب السيارات, وتخيلت لثواني أنني في طابور طلبات السيارة لأحد المطاعم أو المقاهي فعصرتُ مخي ( ياربي ايش أطلب, ايش أطلب ؟ )
وعندما جاء دوري لم أتوقف, فقط نظرت النظرة الأولى, لأني مؤمن أن النظرة الأولى لي فقط والثانية للشيطان, فكيف أتوقف ولو لثواني وأنا اسمع خلفي أصوات سيارة الإسعاف وسيارات الشرطة التي عطّلها (الملاقيف) المتسكعون, فكل واحدٍ منهم يريد أن يشاهد كي يذهب إلى أصدقائه في الاستراحة ويصف لهم المشاهد, وربما بالغ في الوصف وأضاف الكذبة والكذبتين.
يا صاحب الفضول المُميت أقترح عليك اقتراح, كي تهدأ وترتاح, إذا رأيت حادثاً أرجوك لا تتوقف, وأنا أعدك أنك ستعرف كل التفاصيل المُهّمة وغير المُهمّة, فثق تماماً أن زملاءك (الملاقيف) لن ينتهوا, ولكن نظموا أنفسكم بحيث يكون عند كل حادث عشرة (ملاقيف) فقط , وانقلوا ما شاهدتموه لإخوانكم عن طريق (قروبات الواتساب) مثلاً: قروب (اللطافة في اللقافة), أو (هاشتاقات التويتر) مثلاً: هاشتاق ( قلي_وأنا_أقلك) ولا تنسوا أن توثقوا كل حادث بالصور والمقاطع, فالهمّة الهمّة يا (ملاقيف) وكل عشرة منكم على رصيف.