التضحية الخاسرة
بواسطة الكاتبة : نورة الجهني
03-30-2016 08:47 صباحاً
4553 زيارات
صوت المدينة / نورة الجهنـي
لقد كنت اعتقد بأنهم يناضلوا من أجل قضية يعتبروا كل أثارها شرفاً و ليس ندماً يحرق أفئدتهم كل لحظة , هذه الصورة الكاملة التي ظهرت بعد تلك الأحداث السياسية المتواصلة للمجازفين الذين كتبت لهم الحياة عندما قاموا بحرق جسداً صحياً منحهُ الله لهم ، حتى يعبروا عن غضبهم الذي تكّون ، وتضخم بداخلهم بفعل سياسي مخضرم أو صحفي من الطراز الرفيع ،كل يوم يطل بحديث عن جزيرة الكنز و المدينة المقدسة التي لن تكون إلاّ بإزالة ذلك الحاكم وذاك، وبنهاية يومه ينام على سرير مذهب ويأكل بملعقة من فضة.
ويقبع ذلك المسكين الجاهل يحشوا راسه بتلك الكلمات ، وتكبر إلى أن تتحول إلى ردة فعل مدمرة يعتقد أنه يستطيع من خلال التضحية بنفسه أن يحرر العالم من الشر ويجعله أمناً تسوده المساوة والحرية.
ولكن لا يعلم بأن الفساد سوف يبقى ليس لأن هناك ظلم ،و فقر ،و جشع باختصار لانه مازال هناك شياطين على هيئة بشر .
ونفس القوة التي صنعت القائد الأوّل سوف تصنع الثاني فهم يحيكون الحياة من جديد وبنفس النمط ، والمفهوم الذي يخدم مصالحهم لكن مع أشخاص جدد ، وشخصيات أخرى لها وجه مشرق عند العامة و ثقة أكبر.
إذاً ماهي الفائدة من اتّخاذ قرار يدمر النفس ، و الروح من أجل إحياء مبادئ ليست موجودة إلا بخيالنا والواقع يدل على ذلك فلا توجد بلاد انتقلت للأفضل أو تغيرت سياستها فالقوانين هي نفسها والتشريعات هي ذاتها ولا زالت تلك البلدان تقبع بنفس الظلمة و كأن الحرب التي خاضوها والاصوات التي نادوا بها هي معركة بينهم وبين ذات الشخص الحاكم وليست ضد الأنظمة ، والقوانين الظالمة والساحقة لحقوقهم.
والخاسر بالنهاية هم أنفسهم ذهبوا بأجساد صحيه لساحات الاعتصام ليحصلوا على مطلب من أجل هذه الروح والجسد ليعودوا بأجساد واهنة تتألم كلما زادت احتياجاتها ،ومتطلباتها ،و أصبحت أكثر عجزاً.
ليس من الذكاء أن تجعل من نفسك ضحية حتى تثير انتباه الرأي العام إلى قضية أو انتهاك .
بالنهاية سوف تنجح لكن ليس طويلا سوف يتكلم الجميع ، ويندد ، ويتوعد لمدة شهور بل أسابيع بل أحياناً تنتهي عند نهاية إشارة أحد البرامج إذا التقطت سريعا. وبعد ذلك ستُنسى وتصبح مجرد حلقة من إحدى المسلسلات الاجتماعية وتبقى نفسك ، وروحك هي من تعاني من أثار المجزرة التي قمت بها وزادت حياتك معاناة و الماً .
وهذا لا ينطبق على السياسة فقط ولكن على كل جوانب الحياة المختلفة ولنعلم أن التضحية التي ليست بمحلها لن يرجى منها فائدة حقيقية ،واقعية، مضمونة، لأن قضيتها خاسرة دائما .
لقد كنت اعتقد بأنهم يناضلوا من أجل قضية يعتبروا كل أثارها شرفاً و ليس ندماً يحرق أفئدتهم كل لحظة , هذه الصورة الكاملة التي ظهرت بعد تلك الأحداث السياسية المتواصلة للمجازفين الذين كتبت لهم الحياة عندما قاموا بحرق جسداً صحياً منحهُ الله لهم ، حتى يعبروا عن غضبهم الذي تكّون ، وتضخم بداخلهم بفعل سياسي مخضرم أو صحفي من الطراز الرفيع ،كل يوم يطل بحديث عن جزيرة الكنز و المدينة المقدسة التي لن تكون إلاّ بإزالة ذلك الحاكم وذاك، وبنهاية يومه ينام على سرير مذهب ويأكل بملعقة من فضة.
ويقبع ذلك المسكين الجاهل يحشوا راسه بتلك الكلمات ، وتكبر إلى أن تتحول إلى ردة فعل مدمرة يعتقد أنه يستطيع من خلال التضحية بنفسه أن يحرر العالم من الشر ويجعله أمناً تسوده المساوة والحرية.
ولكن لا يعلم بأن الفساد سوف يبقى ليس لأن هناك ظلم ،و فقر ،و جشع باختصار لانه مازال هناك شياطين على هيئة بشر .
ونفس القوة التي صنعت القائد الأوّل سوف تصنع الثاني فهم يحيكون الحياة من جديد وبنفس النمط ، والمفهوم الذي يخدم مصالحهم لكن مع أشخاص جدد ، وشخصيات أخرى لها وجه مشرق عند العامة و ثقة أكبر.
إذاً ماهي الفائدة من اتّخاذ قرار يدمر النفس ، و الروح من أجل إحياء مبادئ ليست موجودة إلا بخيالنا والواقع يدل على ذلك فلا توجد بلاد انتقلت للأفضل أو تغيرت سياستها فالقوانين هي نفسها والتشريعات هي ذاتها ولا زالت تلك البلدان تقبع بنفس الظلمة و كأن الحرب التي خاضوها والاصوات التي نادوا بها هي معركة بينهم وبين ذات الشخص الحاكم وليست ضد الأنظمة ، والقوانين الظالمة والساحقة لحقوقهم.
والخاسر بالنهاية هم أنفسهم ذهبوا بأجساد صحيه لساحات الاعتصام ليحصلوا على مطلب من أجل هذه الروح والجسد ليعودوا بأجساد واهنة تتألم كلما زادت احتياجاتها ،ومتطلباتها ،و أصبحت أكثر عجزاً.
ليس من الذكاء أن تجعل من نفسك ضحية حتى تثير انتباه الرأي العام إلى قضية أو انتهاك .
بالنهاية سوف تنجح لكن ليس طويلا سوف يتكلم الجميع ، ويندد ، ويتوعد لمدة شهور بل أسابيع بل أحياناً تنتهي عند نهاية إشارة أحد البرامج إذا التقطت سريعا. وبعد ذلك ستُنسى وتصبح مجرد حلقة من إحدى المسلسلات الاجتماعية وتبقى نفسك ، وروحك هي من تعاني من أثار المجزرة التي قمت بها وزادت حياتك معاناة و الماً .
وهذا لا ينطبق على السياسة فقط ولكن على كل جوانب الحياة المختلفة ولنعلم أن التضحية التي ليست بمحلها لن يرجى منها فائدة حقيقية ،واقعية، مضمونة، لأن قضيتها خاسرة دائما .
