سرقة الطفولة !
صوت المدينة / مريم الحارثي
" لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك الحبل على غاربه" من القواعد التربوية الهامة التي اختزلت المهارات الأساسية في التعامل مع الإنسان في مراحل عمره الأولى و حتى مرحلة الفتوة و النضج. تهون لدى كثير من الأمهات مدة الحمل حين يبدأ الطفل في النمو، و لا يعود الحليب غذاءه الوحيد و لا تكفيه ضمة حنون ليسلم عينيه للكرى.
فتبدأ مرحلة جديدة ، تتطلب من الوالدين و المربين تعلم و تطبيق مهارات في التعامل مع الطفل، وعلى الرغم من وجود مصادر تربوية كثيرة توضح للوالدين أفضل السبل في التعامل مع أطفالهم، إلا أنه بالمثل هناك مدارس متنوعة و متعددة، بل و حتى متناقضة و ما قد يقرأه الأب و الأم في كتاب ما يتعارض مع ما سمعوه في محاضرة أو ندوة.
من الأهمية بمكان أن يعلم الوالدان و المربون، أن كتب التربية هي نتاج لدراسات و خبرات لأشخاص آخرين قد يتميز بعضهم بكونه خبيرا في علم النفس أو الإرشاد السلوكي و لكنهم في نهاية الأمر يتشاركون في كونهم –مثلنا- مهتمين بمصلحة الطفل و توفير الأفضل و الأنسب له.
ومما لا يكاد يختلف عليه مهتم في التربية أن سنوات الطفل الأولى هامة في تكوين شخصيته ، و للعب في هذه المرحلة دور أساسي في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية و الإدراكية، ذكر عبد الرحمن شكري في مقالة له في موقع صيد الفوائد أن اللعب يختلف عن اللهو " اللعب يخالطه تعليم إيجابي لمهارات نفسية و عقلية و خلقية، و اكتشاف مواهب الطفل و تنمية قدراته و مهاراته المختلفة".
و بالرغم من أهمية اللعب للطفل إلا أن مجال ألعاب الطفل كغيره من مجالات الحياة تأثر تأثرا كبيرا بنمط الحياة التي نحياها، و بعد أن كان الطفل يمضى كثيرا من وقته يلعب بالكرة و يخرج إلى فناء المنزل، بات في كثيرٍ من الأحيان حبيسا لشاشة ملونة تكبح جماح خياله الواسع و تحد من سعة أفقه.
و تجدر الإشارة إلى أن هناك فئة من الآباء و المربين نجحوا في تقنين استخدام أبنائهم للتقنية و الألعاب الإلكترونية و بالرغم من أن الأمر ليس سهلا إلا أنهم رفضوا أن تسرق التقنية طفولة أبنائهم، من العبارات التي كثيرا ما أرددها على مسمع بناتي " إننا في كل يوم نكبر و لا يمكن أن نصغر ، فلننبسط بطفولتنا". لا أدعى المثالية فلدي حصتي من الأخطاء، و لكني دوما أحاول أن أتعلم من خطئي و أطلب ممن أثق برأيه أن يقوم طريقتي في تربية أطفالي.
وقد اتخذت طريقا وسطا في التعامل مع الألعاب الإلكترونية حتى في السنوات السبع الأولى من عمر الطفل فلم أرفضها رفضا تاما، و لم اترك الحبل على غاربه، بل قمت ووالدهم بتحديد قوانين استخدام الآيباد iPad code of Practice ، و قمنا بشرح ما نتوقعه منهم عند استخدام الجهاز و كيفية الاستفادة منه تعليميا و ترفيهيا.
لا أنكر أن رحلات السفر الطويلة قد تكسر بعض القوانين ، إلا أنه يمكنني القول بأن سياستنا في تقنين استخدام الآيباد كنموذج من نماذج الإلكترونيات المنتشرة بين شريحة كبيرة من الأطفال قد نجح إلى حد ما. و كوني مهتمة بالتربية و التعليم فإن من أهم ما تعلمته هو أن الوالدين هم أكثر من يعرف أبناءهم و بالرغم من أهمية القراءة و الاطلاع إلا أن ما نقرأه ليس قالبا جامدا يجب تنفيذه بحذافيره.
من خبرتي في التعامل مع أطفالي و من قراءاتي المتنوعة في التربية و علم الاجتماع ،بات من الصعب علي أن أتفق اتفاقا تاما مع مؤلفي الكتب التربوية ، و بعض الكتب التي كانت قبل خمس سنوات دليلا مسلما به في التربية باتت اليوم مساعدا لي في التفكير النقدي و ما عدت آخذ ما أقرأه حقيقة مسلما بها.
يتوجب علينا كآباء و أمهات أن نتوخى الحيطة و الحذر في تعامل أطفالنا مع التقنية و بالرغم من أن للألعاب الإلكترونية دورا كبير في سرقة الطفولة، إلا أن هناك ظاهرة أخرى لا تقل أهمية ، و هي و إن كانت تختص بالبنات، إلا أنني أرغب في الإشارة إليها إشارة سريعة، ألا و هي ظاهرة المكياج و إظهار طفلة في مقتبل العمر بشكل فتاة في العشرين من عمرها.
لا أنكر أني أنتمي إلى المدرسة التقليدية فيما يتعلق بالموضة و التجميل، و لكن ذلك لا يعنى أني خارج نطاق الزمان و المكان، لا تكاد تخلو وسائل التواصل الإجتماعي من صور لطفلات صغيرات و قد صُبغت وجوههن بالمساحيق و ارتسم على شفاههن ابتسامات لا تنتمى لهن. بات اليوم هناك مكياج للأطفال !
كلنا نحب الجمال و المنظر الحسن و لكن أن نسرق من الطفل براءة الطفولة و نجعله يعيش تجارب قبل في وقتها لا يعد تصرفا سليما، أن يكون اهتمام طفلة في السابعة و الثامنة بل و حتى في الحادية عشر من عمرها منصبا في وجهها و لبسها بدلا من اهتمامها باللعب مع أقرانها مؤشر خطير جدا ،ويوجب التحرك لحماية براءة الطفولة التي باتت بين مطرقة التكنولوجيا و سندان المظاهر.
" لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك الحبل على غاربه" من القواعد التربوية الهامة التي اختزلت المهارات الأساسية في التعامل مع الإنسان في مراحل عمره الأولى و حتى مرحلة الفتوة و النضج. تهون لدى كثير من الأمهات مدة الحمل حين يبدأ الطفل في النمو، و لا يعود الحليب غذاءه الوحيد و لا تكفيه ضمة حنون ليسلم عينيه للكرى.
فتبدأ مرحلة جديدة ، تتطلب من الوالدين و المربين تعلم و تطبيق مهارات في التعامل مع الطفل، وعلى الرغم من وجود مصادر تربوية كثيرة توضح للوالدين أفضل السبل في التعامل مع أطفالهم، إلا أنه بالمثل هناك مدارس متنوعة و متعددة، بل و حتى متناقضة و ما قد يقرأه الأب و الأم في كتاب ما يتعارض مع ما سمعوه في محاضرة أو ندوة.
من الأهمية بمكان أن يعلم الوالدان و المربون، أن كتب التربية هي نتاج لدراسات و خبرات لأشخاص آخرين قد يتميز بعضهم بكونه خبيرا في علم النفس أو الإرشاد السلوكي و لكنهم في نهاية الأمر يتشاركون في كونهم –مثلنا- مهتمين بمصلحة الطفل و توفير الأفضل و الأنسب له.
ومما لا يكاد يختلف عليه مهتم في التربية أن سنوات الطفل الأولى هامة في تكوين شخصيته ، و للعب في هذه المرحلة دور أساسي في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية و الإدراكية، ذكر عبد الرحمن شكري في مقالة له في موقع صيد الفوائد أن اللعب يختلف عن اللهو " اللعب يخالطه تعليم إيجابي لمهارات نفسية و عقلية و خلقية، و اكتشاف مواهب الطفل و تنمية قدراته و مهاراته المختلفة".
و بالرغم من أهمية اللعب للطفل إلا أن مجال ألعاب الطفل كغيره من مجالات الحياة تأثر تأثرا كبيرا بنمط الحياة التي نحياها، و بعد أن كان الطفل يمضى كثيرا من وقته يلعب بالكرة و يخرج إلى فناء المنزل، بات في كثيرٍ من الأحيان حبيسا لشاشة ملونة تكبح جماح خياله الواسع و تحد من سعة أفقه.
و تجدر الإشارة إلى أن هناك فئة من الآباء و المربين نجحوا في تقنين استخدام أبنائهم للتقنية و الألعاب الإلكترونية و بالرغم من أن الأمر ليس سهلا إلا أنهم رفضوا أن تسرق التقنية طفولة أبنائهم، من العبارات التي كثيرا ما أرددها على مسمع بناتي " إننا في كل يوم نكبر و لا يمكن أن نصغر ، فلننبسط بطفولتنا". لا أدعى المثالية فلدي حصتي من الأخطاء، و لكني دوما أحاول أن أتعلم من خطئي و أطلب ممن أثق برأيه أن يقوم طريقتي في تربية أطفالي.
وقد اتخذت طريقا وسطا في التعامل مع الألعاب الإلكترونية حتى في السنوات السبع الأولى من عمر الطفل فلم أرفضها رفضا تاما، و لم اترك الحبل على غاربه، بل قمت ووالدهم بتحديد قوانين استخدام الآيباد iPad code of Practice ، و قمنا بشرح ما نتوقعه منهم عند استخدام الجهاز و كيفية الاستفادة منه تعليميا و ترفيهيا.
لا أنكر أن رحلات السفر الطويلة قد تكسر بعض القوانين ، إلا أنه يمكنني القول بأن سياستنا في تقنين استخدام الآيباد كنموذج من نماذج الإلكترونيات المنتشرة بين شريحة كبيرة من الأطفال قد نجح إلى حد ما. و كوني مهتمة بالتربية و التعليم فإن من أهم ما تعلمته هو أن الوالدين هم أكثر من يعرف أبناءهم و بالرغم من أهمية القراءة و الاطلاع إلا أن ما نقرأه ليس قالبا جامدا يجب تنفيذه بحذافيره.
من خبرتي في التعامل مع أطفالي و من قراءاتي المتنوعة في التربية و علم الاجتماع ،بات من الصعب علي أن أتفق اتفاقا تاما مع مؤلفي الكتب التربوية ، و بعض الكتب التي كانت قبل خمس سنوات دليلا مسلما به في التربية باتت اليوم مساعدا لي في التفكير النقدي و ما عدت آخذ ما أقرأه حقيقة مسلما بها.
يتوجب علينا كآباء و أمهات أن نتوخى الحيطة و الحذر في تعامل أطفالنا مع التقنية و بالرغم من أن للألعاب الإلكترونية دورا كبير في سرقة الطفولة، إلا أن هناك ظاهرة أخرى لا تقل أهمية ، و هي و إن كانت تختص بالبنات، إلا أنني أرغب في الإشارة إليها إشارة سريعة، ألا و هي ظاهرة المكياج و إظهار طفلة في مقتبل العمر بشكل فتاة في العشرين من عمرها.
لا أنكر أني أنتمي إلى المدرسة التقليدية فيما يتعلق بالموضة و التجميل، و لكن ذلك لا يعنى أني خارج نطاق الزمان و المكان، لا تكاد تخلو وسائل التواصل الإجتماعي من صور لطفلات صغيرات و قد صُبغت وجوههن بالمساحيق و ارتسم على شفاههن ابتسامات لا تنتمى لهن. بات اليوم هناك مكياج للأطفال !
كلنا نحب الجمال و المنظر الحسن و لكن أن نسرق من الطفل براءة الطفولة و نجعله يعيش تجارب قبل في وقتها لا يعد تصرفا سليما، أن يكون اهتمام طفلة في السابعة و الثامنة بل و حتى في الحادية عشر من عمرها منصبا في وجهها و لبسها بدلا من اهتمامها باللعب مع أقرانها مؤشر خطير جدا ،ويوجب التحرك لحماية براءة الطفولة التي باتت بين مطرقة التكنولوجيا و سندان المظاهر.