دعوة للحياة !
صوت المدينة / جويرية الغضية
يمر عليك وقت تجلس فيه مع شخص ساخطٍ أو متذمر من أمور تخنقه، وكلما اقترحتَ عليه أمراً رد بصوت محبط: لا أستطيع! أنت لا تشعر بي .
الامرأصعب مما تتصور ، لا أحد يُريد مساعدتي
أنا حظي سيّء ، تشعر حينها أنه مخنوق، وقابع في صندوق أسود قد رُبط بأوشحةٍ سوداء، والظلام قد غطى أرجاء روحه!
يقول هوج دونز "الشخص السعيد ليس شخصاً صاحب ظروف معينة، وإنما هو شخص له مجموعة معينة من المواقف والتوجهات"
نعم توجهات يمشي عليها بوضوح مع نفسه، فيعيش بانسجام تامٍ ؛ فيبدو وكأنه جمع السعادة من أطرافها.
هناك تجربة شهيرة أجريت في جامعة بنسلفينيا، عام 1967م ، وضع أخصائي نفسي ثلاث مجموعات من الكلاب، كل واحدة منها في صندوق،ثم أخذ يُمرّر في الصندوق الأول تياراً كهربائياً صاعقاً، ووضع أيضاً قطعة صغيرة كلّما ضغط الكلاب عليها توقف الصعق.
أما في الصندوق الثاني فقد كان التيار يصعق الكلاب، دون أن تكون لديها وسيلة لإيقافه، وفي الصندوق الثالث لم يكن هناك صعق، وبعد مدة، جمع الكلاب كلها ووضعها في صندوق كبير وقسمه إلى قسمين، يفصل بينهما حاجز صغير يمكن للكلاب القفز من فوقه وأجلسهم في أحد قسمي الصندوق ومرّر فيه تياراً كهربائياً، فما كان من بعض الكلاب إلا أن قفزت من فوق الحاجز إلى القسم الثاني الذي لم يمر به التيار الكهربائي.
لكن المفاجأة كانت أن بعض الكلاب لم تتحرك من مكانها وظلت تتألم!
إنها كلاب المجموعة الثانية، لقد كانت الكلاب التي كانت تُصعَق دون أن يكون لديها وسيلة لإيقاف التيار.
هكذا البعض قد يمر بمواقف، ويظل في مكانه ينتظر الصعق من ذلك الماضي، مستسلمًا له دون حراك أو حتى تفكير في اتخاذ قرار.
إن محاولة التغيير، أو الهرب من واقع مميت غريزة في كل مخلوق حي، إنها خطوة نحو التغيير من أجل الحفاظ على تدفق الحياة.
على الجهة الأخرى، ثمة إنسان قد انحنى ظهره من حمل الخيبات والاستسلام لها، وكل خطوة تعني ثقبًا في صدره؛ فكلما تقدم به العمر يومًا، تقدم فيالحزن والموت سنوات، حتى أحاديثه سمٌ يقتل في نفسه ما بقي من أمل، وفي غيره يقتل الحياة فيمن يُصغي إليه؛ فقد عجز عن رؤية الدنيا بمنظار جديد.
قال خالقنا: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحبُّ الْمُحْسِنِينَ) ."1 "
هذه الرسالة الربانية الواضحة هل طبقناها على ذاتنا التي نحيا بها؟
إن التخلص من براثنٍ قديمة قرار عظيم ومقدمة إلى السعادة والنجاح.
لا أحد سواك سيصنع هذا، ابدأ الان وعش كما تشتهي، وتخلص من الأمور التي تمتص طاقتك الشعور بالذنب، أو قلق أو حتى غضب ، ربما يظنها البعض أفكارًا تافهة، كأن يقول لك قائل "مارس الرياضة كل يوم وستتخلص من إحباطك لعدم حصولك على وظيفة، أو لأنك لم تحقق حلمك الذي تعمل من أجله لسنوات " أو أن يُقال لك "إن اعتياد ترديد كلمات الإحباط والاستسلام ستكسبك يأساً ينعكس على أفكارك وحياتك كلها "
أوليس النبي المصطفى قد نهى عن التشاؤم ومسبباته ودعا إلى التفاؤل وأحبه ، وكان يشجع على اللهو المباح، كالرماية وسباقه لزوجته، ومما ورد في الآثار من الضحك والمزاح، بالرغم من كثرة المسؤوليات على عاتق نبي الانسانية عليه صلوات الله وسلامه.
تقول لوريتا لاروش: "كلما تقدمت في السن، زاد تقديري للضحك وروح الدعابة الجميلة، لا شيء يضع الحياة في إطارها، مثل أن نضع أيدينا على مواطن السخرية فيها "
علينا أن نجرب المرح في وجه المتاعب والمصاعب، وأن نواجه الآلام بالسخرية والضحك.
إن الجدل المستمر في داخلنا، ولوم النفس وكرهها بسبب مواقف قديمة، أصبحت في ذمة الماضي، وبسبب أشخاص قد مروا حياتنا في يومٍ مضى ، مما يُسبب لنا مشاكل صحية مزمنة ، فإننا بأيدينا أهلكنا الامانة التي هي من الله لنا لنسعدبها، ونتقرب اليه زلفى بشكره وعبادته، ونحسنلأنفسنا
قال تعالى {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
نعم لنا الاحسان أولاً، ثم لغيرنا.
أخيرًا، رفقاً بأنفسنا؛ ففي الحياة ما يدعو للتفاؤل رغم كل شيء.
________________________________
١- سورة البقرة آية ١٩٥ "
يمر عليك وقت تجلس فيه مع شخص ساخطٍ أو متذمر من أمور تخنقه، وكلما اقترحتَ عليه أمراً رد بصوت محبط: لا أستطيع! أنت لا تشعر بي .
الامرأصعب مما تتصور ، لا أحد يُريد مساعدتي
أنا حظي سيّء ، تشعر حينها أنه مخنوق، وقابع في صندوق أسود قد رُبط بأوشحةٍ سوداء، والظلام قد غطى أرجاء روحه!
يقول هوج دونز "الشخص السعيد ليس شخصاً صاحب ظروف معينة، وإنما هو شخص له مجموعة معينة من المواقف والتوجهات"
نعم توجهات يمشي عليها بوضوح مع نفسه، فيعيش بانسجام تامٍ ؛ فيبدو وكأنه جمع السعادة من أطرافها.
هناك تجربة شهيرة أجريت في جامعة بنسلفينيا، عام 1967م ، وضع أخصائي نفسي ثلاث مجموعات من الكلاب، كل واحدة منها في صندوق،ثم أخذ يُمرّر في الصندوق الأول تياراً كهربائياً صاعقاً، ووضع أيضاً قطعة صغيرة كلّما ضغط الكلاب عليها توقف الصعق.
أما في الصندوق الثاني فقد كان التيار يصعق الكلاب، دون أن تكون لديها وسيلة لإيقافه، وفي الصندوق الثالث لم يكن هناك صعق، وبعد مدة، جمع الكلاب كلها ووضعها في صندوق كبير وقسمه إلى قسمين، يفصل بينهما حاجز صغير يمكن للكلاب القفز من فوقه وأجلسهم في أحد قسمي الصندوق ومرّر فيه تياراً كهربائياً، فما كان من بعض الكلاب إلا أن قفزت من فوق الحاجز إلى القسم الثاني الذي لم يمر به التيار الكهربائي.
لكن المفاجأة كانت أن بعض الكلاب لم تتحرك من مكانها وظلت تتألم!
إنها كلاب المجموعة الثانية، لقد كانت الكلاب التي كانت تُصعَق دون أن يكون لديها وسيلة لإيقاف التيار.
هكذا البعض قد يمر بمواقف، ويظل في مكانه ينتظر الصعق من ذلك الماضي، مستسلمًا له دون حراك أو حتى تفكير في اتخاذ قرار.
إن محاولة التغيير، أو الهرب من واقع مميت غريزة في كل مخلوق حي، إنها خطوة نحو التغيير من أجل الحفاظ على تدفق الحياة.
على الجهة الأخرى، ثمة إنسان قد انحنى ظهره من حمل الخيبات والاستسلام لها، وكل خطوة تعني ثقبًا في صدره؛ فكلما تقدم به العمر يومًا، تقدم فيالحزن والموت سنوات، حتى أحاديثه سمٌ يقتل في نفسه ما بقي من أمل، وفي غيره يقتل الحياة فيمن يُصغي إليه؛ فقد عجز عن رؤية الدنيا بمنظار جديد.
قال خالقنا: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحبُّ الْمُحْسِنِينَ) ."1 "
هذه الرسالة الربانية الواضحة هل طبقناها على ذاتنا التي نحيا بها؟
إن التخلص من براثنٍ قديمة قرار عظيم ومقدمة إلى السعادة والنجاح.
لا أحد سواك سيصنع هذا، ابدأ الان وعش كما تشتهي، وتخلص من الأمور التي تمتص طاقتك الشعور بالذنب، أو قلق أو حتى غضب ، ربما يظنها البعض أفكارًا تافهة، كأن يقول لك قائل "مارس الرياضة كل يوم وستتخلص من إحباطك لعدم حصولك على وظيفة، أو لأنك لم تحقق حلمك الذي تعمل من أجله لسنوات " أو أن يُقال لك "إن اعتياد ترديد كلمات الإحباط والاستسلام ستكسبك يأساً ينعكس على أفكارك وحياتك كلها "
أوليس النبي المصطفى قد نهى عن التشاؤم ومسبباته ودعا إلى التفاؤل وأحبه ، وكان يشجع على اللهو المباح، كالرماية وسباقه لزوجته، ومما ورد في الآثار من الضحك والمزاح، بالرغم من كثرة المسؤوليات على عاتق نبي الانسانية عليه صلوات الله وسلامه.
تقول لوريتا لاروش: "كلما تقدمت في السن، زاد تقديري للضحك وروح الدعابة الجميلة، لا شيء يضع الحياة في إطارها، مثل أن نضع أيدينا على مواطن السخرية فيها "
علينا أن نجرب المرح في وجه المتاعب والمصاعب، وأن نواجه الآلام بالسخرية والضحك.
إن الجدل المستمر في داخلنا، ولوم النفس وكرهها بسبب مواقف قديمة، أصبحت في ذمة الماضي، وبسبب أشخاص قد مروا حياتنا في يومٍ مضى ، مما يُسبب لنا مشاكل صحية مزمنة ، فإننا بأيدينا أهلكنا الامانة التي هي من الله لنا لنسعدبها، ونتقرب اليه زلفى بشكره وعبادته، ونحسنلأنفسنا
قال تعالى {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
نعم لنا الاحسان أولاً، ثم لغيرنا.
أخيرًا، رفقاً بأنفسنا؛ ففي الحياة ما يدعو للتفاؤل رغم كل شيء.
________________________________
١- سورة البقرة آية ١٩٥ "
تمنياتي بالتوفيق