• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024

الصداقة منظور اجتماعي

بواسطة الكاتبة : مريم جمال الحارثي 02-10-2016 09:48 صباحاً 15816 زيارات
صوت المدينة / مريم جمال الحارثي

" الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" صدق الحبيب المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه، الصداقة علاقة اجتماعية تنشأ بين الأفراد و تلعب أدواراً هامة في المجال النفسي و الوجداني والاجتماعي و الثقافي ، كثيراً ما تقع على المرء مسئولية اختيار صديقه فهو وإن لم يكن له دور في اختيار والديه و أهله إلا أن تكوين صداقاته أمر شخصي، يتم بحريته و اختياره.

في مراحل نموه المختلفة يقوم الإنسان ببناء علاقات صداقة مع الأقران من حوله ، و تبدأ غالباً الصداقات في محيط المدرسة و بين زملاء الدراسة، و في مراحله الأولى يولى الطفل أهمية كبرى لما يقوله الأقران ، و بالتالى يحرص أن يكون لذاته صورة إيجابية، الأمر الذي يسهم في بناء شخصية الطفل و تعزيز ثقته بنفسه.

وغالبا ما يتزامن نشاط الطفل الاجتماعي و تكوينه للصداقات بنزعته لحب الاستقلال عن والديه و إثبات حقه في الحصول على حريته ، و على الوالدين أن يدركوا أن الخوف الشديد على الطفل و إرشاده في كل خطوة يخطوها لا تعود على الطفل إلا بالضرر، فينشأ متردداً ، مزعزع الثقة بنفسه.

على الوالدين التدخل بحكمة و حذر ، فنظراً لخبراتهما في الحياة و لتراكم نتاج العلاقات الاجتماعية و الأنماط الثقافية التي مروا بها، يمتلك الوالدان رأس مال اجتماعي و ثقافي يساعدهما على تمييز الأطفال الذين يرغبون أن يختلط بهم أبناؤهم و يكونوا معهم صداقات.

و كثيرا ما ينتمى هؤلاء الأطفال إلى أسر تتشابه في نسقها الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي، و يتشارك الآباء في الإيمان بمعتقدات و قيم متشابهة، كالاهتمام بتعليم الأبناء و الحرص على أدائهم الأكاديمي الجيد، إلى جانب اهتمامهم بأخلاقيات الطفل و اللغة التي يستخدمها الطفل في حديثه و لباقته في التعامل مع من حوله.

بيد أن النصائح المباشرة من الوالدين و استمرارهما في التدخل في صداقات الطفل، قد يجعل الطفل يتمرد ، لذا فمن الأفضل للوالدين أن يقدما لطفلهما نموذجا حيا لما يريدونه أن يكون و أن يوجهوا سير صداقته – إن حاد- بطريقة غير مباشرة. فإعطاء الطفل حرية اختيار الصديق لا يمنع الوالدان من حق التدخل إن رأوا أن طفلهم يصاحب أطفالا لهم تأثير سلبي على شخصيته.

و لأن أفراد الجماعة الواحدة تتأثر علاقاتهم و أفكارهم ببعض، كثير من الآباء ينتابهم القلق حين يصل أطفالهم لمرحلة المراهقة، إذ أن المرهق أكثر استقلالية عن والديه من الطفل، و حين ينتمى إلى مجموعة الرفاق فإنه يبدأ بتمييز ما له من حقوق و ما عليه من واجبات.

يسعى المراهق لأن يكون مقبولا في جماعته و حتى ينسجم مع رفاقه يقوم المراهق بتطويع أرائه و معتقداته لتتناغم مع مجموعته، وحين يشعر بالقبول و الانتماء تزداد ثقته بنفسه و يطمئن لمكانته في بيئته الاجتماعية.

و لبيئة الرفاق دور كبير في التأثير على سلوكيات أفرادها، فهي قد تسهم في تعزيز القيم و العادات الاجتماعية، تساهم في إنشاء مواطن اجتماعى يحترم قوانين المجتمع و أعرافه ، و قد يكون لها تأثير معاكس، و في كلا الحالتين تلعب الصداقة دورا أساسيا في التأثير على سلوكيات الفرد.

و لأن للصداقة دورا كبيرا على التأثير على سلوكيات الأبناء يتعين على الوالدين ملاحظة أبنائهم و التعرف على أصدقائهم و هم إن كانوا لا يتدخلون تدخلا سافرا في صداقات الأبناء إلا أن عليهم ألا يتركوا الحبل على الغارب، بل عليهم منذ البدء مساعدة الأبناء في اختيار أصدقائهم، و تحديد المعايير التي يتم على أساسها اختيار الأصدقاء.

وختاماً ، عائلة الإنسان يجب أن تكون صديقه الأول و أن تكون محضنا للأبناء يلجؤون إليه ليس لتلقى النصح و الوعظ و لكن لقضاء أوقات حميمة بين أفراد الأسرة الواحدة.

جديد المقالات

الإداري الناجح اليوم يجب أن يتمتع بعدة مهارات وخصائص. أولاً : القدرة على التكيف مع التغيرات...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني السعودي من يلمني في هواه أَأُلام بعشقي لترابِه زاد أمني في...

قصيدة بمناسبة اليوم الوطني يا وطني يا تاج العز علا هامي والكل يراه يا وطني أفديك بروحي...

تلعب الإدارة الناجحة دورًا حاسمًا في نمو ونجاح أي منظمة. لأنها تنطوي على مزيج من التواصل الفعال ،...

لم تخلق الجهات الأربع عبثاً؟! إنها إشارة إلى حرية أن يكون لنا خيارات في هذه الوسيعه حين نقف...

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • ماجده ابوعوف
    02-10-2016 02:30 مساءً
    مااجمل طرحك استاذتي *فكر وسلاسه حرف ورؤيه مجتمعيه جميله
    • مريم جمال الحارثي 02-11-2016 12:15 مساءً
      وما أجمل مرورك أستاذتي الفاضلة ..*
أكثر