الصداقة منظور اجتماعي
صوت المدينة / مريم جمال الحارثي
" الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" صدق الحبيب المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه، الصداقة علاقة اجتماعية تنشأ بين الأفراد و تلعب أدواراً هامة في المجال النفسي و الوجداني والاجتماعي و الثقافي ، كثيراً ما تقع على المرء مسئولية اختيار صديقه فهو وإن لم يكن له دور في اختيار والديه و أهله إلا أن تكوين صداقاته أمر شخصي، يتم بحريته و اختياره.
في مراحل نموه المختلفة يقوم الإنسان ببناء علاقات صداقة مع الأقران من حوله ، و تبدأ غالباً الصداقات في محيط المدرسة و بين زملاء الدراسة، و في مراحله الأولى يولى الطفل أهمية كبرى لما يقوله الأقران ، و بالتالى يحرص أن يكون لذاته صورة إيجابية، الأمر الذي يسهم في بناء شخصية الطفل و تعزيز ثقته بنفسه.
وغالبا ما يتزامن نشاط الطفل الاجتماعي و تكوينه للصداقات بنزعته لحب الاستقلال عن والديه و إثبات حقه في الحصول على حريته ، و على الوالدين أن يدركوا أن الخوف الشديد على الطفل و إرشاده في كل خطوة يخطوها لا تعود على الطفل إلا بالضرر، فينشأ متردداً ، مزعزع الثقة بنفسه.
على الوالدين التدخل بحكمة و حذر ، فنظراً لخبراتهما في الحياة و لتراكم نتاج العلاقات الاجتماعية و الأنماط الثقافية التي مروا بها، يمتلك الوالدان رأس مال اجتماعي و ثقافي يساعدهما على تمييز الأطفال الذين يرغبون أن يختلط بهم أبناؤهم و يكونوا معهم صداقات.
و كثيرا ما ينتمى هؤلاء الأطفال إلى أسر تتشابه في نسقها الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي، و يتشارك الآباء في الإيمان بمعتقدات و قيم متشابهة، كالاهتمام بتعليم الأبناء و الحرص على أدائهم الأكاديمي الجيد، إلى جانب اهتمامهم بأخلاقيات الطفل و اللغة التي يستخدمها الطفل في حديثه و لباقته في التعامل مع من حوله.
بيد أن النصائح المباشرة من الوالدين و استمرارهما في التدخل في صداقات الطفل، قد يجعل الطفل يتمرد ، لذا فمن الأفضل للوالدين أن يقدما لطفلهما نموذجا حيا لما يريدونه أن يكون و أن يوجهوا سير صداقته – إن حاد- بطريقة غير مباشرة. فإعطاء الطفل حرية اختيار الصديق لا يمنع الوالدان من حق التدخل إن رأوا أن طفلهم يصاحب أطفالا لهم تأثير سلبي على شخصيته.
و لأن أفراد الجماعة الواحدة تتأثر علاقاتهم و أفكارهم ببعض، كثير من الآباء ينتابهم القلق حين يصل أطفالهم لمرحلة المراهقة، إذ أن المرهق أكثر استقلالية عن والديه من الطفل، و حين ينتمى إلى مجموعة الرفاق فإنه يبدأ بتمييز ما له من حقوق و ما عليه من واجبات.
يسعى المراهق لأن يكون مقبولا في جماعته و حتى ينسجم مع رفاقه يقوم المراهق بتطويع أرائه و معتقداته لتتناغم مع مجموعته، وحين يشعر بالقبول و الانتماء تزداد ثقته بنفسه و يطمئن لمكانته في بيئته الاجتماعية.
و لبيئة الرفاق دور كبير في التأثير على سلوكيات أفرادها، فهي قد تسهم في تعزيز القيم و العادات الاجتماعية، تساهم في إنشاء مواطن اجتماعى يحترم قوانين المجتمع و أعرافه ، و قد يكون لها تأثير معاكس، و في كلا الحالتين تلعب الصداقة دورا أساسيا في التأثير على سلوكيات الفرد.
و لأن للصداقة دورا كبيرا على التأثير على سلوكيات الأبناء يتعين على الوالدين ملاحظة أبنائهم و التعرف على أصدقائهم و هم إن كانوا لا يتدخلون تدخلا سافرا في صداقات الأبناء إلا أن عليهم ألا يتركوا الحبل على الغارب، بل عليهم منذ البدء مساعدة الأبناء في اختيار أصدقائهم، و تحديد المعايير التي يتم على أساسها اختيار الأصدقاء.
وختاماً ، عائلة الإنسان يجب أن تكون صديقه الأول و أن تكون محضنا للأبناء يلجؤون إليه ليس لتلقى النصح و الوعظ و لكن لقضاء أوقات حميمة بين أفراد الأسرة الواحدة.
" الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" صدق الحبيب المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه، الصداقة علاقة اجتماعية تنشأ بين الأفراد و تلعب أدواراً هامة في المجال النفسي و الوجداني والاجتماعي و الثقافي ، كثيراً ما تقع على المرء مسئولية اختيار صديقه فهو وإن لم يكن له دور في اختيار والديه و أهله إلا أن تكوين صداقاته أمر شخصي، يتم بحريته و اختياره.
في مراحل نموه المختلفة يقوم الإنسان ببناء علاقات صداقة مع الأقران من حوله ، و تبدأ غالباً الصداقات في محيط المدرسة و بين زملاء الدراسة، و في مراحله الأولى يولى الطفل أهمية كبرى لما يقوله الأقران ، و بالتالى يحرص أن يكون لذاته صورة إيجابية، الأمر الذي يسهم في بناء شخصية الطفل و تعزيز ثقته بنفسه.
وغالبا ما يتزامن نشاط الطفل الاجتماعي و تكوينه للصداقات بنزعته لحب الاستقلال عن والديه و إثبات حقه في الحصول على حريته ، و على الوالدين أن يدركوا أن الخوف الشديد على الطفل و إرشاده في كل خطوة يخطوها لا تعود على الطفل إلا بالضرر، فينشأ متردداً ، مزعزع الثقة بنفسه.
على الوالدين التدخل بحكمة و حذر ، فنظراً لخبراتهما في الحياة و لتراكم نتاج العلاقات الاجتماعية و الأنماط الثقافية التي مروا بها، يمتلك الوالدان رأس مال اجتماعي و ثقافي يساعدهما على تمييز الأطفال الذين يرغبون أن يختلط بهم أبناؤهم و يكونوا معهم صداقات.
و كثيرا ما ينتمى هؤلاء الأطفال إلى أسر تتشابه في نسقها الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي، و يتشارك الآباء في الإيمان بمعتقدات و قيم متشابهة، كالاهتمام بتعليم الأبناء و الحرص على أدائهم الأكاديمي الجيد، إلى جانب اهتمامهم بأخلاقيات الطفل و اللغة التي يستخدمها الطفل في حديثه و لباقته في التعامل مع من حوله.
بيد أن النصائح المباشرة من الوالدين و استمرارهما في التدخل في صداقات الطفل، قد يجعل الطفل يتمرد ، لذا فمن الأفضل للوالدين أن يقدما لطفلهما نموذجا حيا لما يريدونه أن يكون و أن يوجهوا سير صداقته – إن حاد- بطريقة غير مباشرة. فإعطاء الطفل حرية اختيار الصديق لا يمنع الوالدان من حق التدخل إن رأوا أن طفلهم يصاحب أطفالا لهم تأثير سلبي على شخصيته.
و لأن أفراد الجماعة الواحدة تتأثر علاقاتهم و أفكارهم ببعض، كثير من الآباء ينتابهم القلق حين يصل أطفالهم لمرحلة المراهقة، إذ أن المرهق أكثر استقلالية عن والديه من الطفل، و حين ينتمى إلى مجموعة الرفاق فإنه يبدأ بتمييز ما له من حقوق و ما عليه من واجبات.
يسعى المراهق لأن يكون مقبولا في جماعته و حتى ينسجم مع رفاقه يقوم المراهق بتطويع أرائه و معتقداته لتتناغم مع مجموعته، وحين يشعر بالقبول و الانتماء تزداد ثقته بنفسه و يطمئن لمكانته في بيئته الاجتماعية.
و لبيئة الرفاق دور كبير في التأثير على سلوكيات أفرادها، فهي قد تسهم في تعزيز القيم و العادات الاجتماعية، تساهم في إنشاء مواطن اجتماعى يحترم قوانين المجتمع و أعرافه ، و قد يكون لها تأثير معاكس، و في كلا الحالتين تلعب الصداقة دورا أساسيا في التأثير على سلوكيات الفرد.
و لأن للصداقة دورا كبيرا على التأثير على سلوكيات الأبناء يتعين على الوالدين ملاحظة أبنائهم و التعرف على أصدقائهم و هم إن كانوا لا يتدخلون تدخلا سافرا في صداقات الأبناء إلا أن عليهم ألا يتركوا الحبل على الغارب، بل عليهم منذ البدء مساعدة الأبناء في اختيار أصدقائهم، و تحديد المعايير التي يتم على أساسها اختيار الأصدقاء.
وختاماً ، عائلة الإنسان يجب أن تكون صديقه الأول و أن تكون محضنا للأبناء يلجؤون إليه ليس لتلقى النصح و الوعظ و لكن لقضاء أوقات حميمة بين أفراد الأسرة الواحدة.